- دول مجلس التعاون الخليجي تستعد لارتفاع مستويات الطلب المتوقع على مراكز البيانات والمدفوع بالتقنيات الرقمية الناشئة والنمو المرتقب في المنطقة
- مراكز البيانات المستدامة تلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف الحياد المناخي في دبي بحلول عام 2050
كشفت شركة دانفوس، المجموعة الهندسية العائلية الرائدة في الدنمارك، عن تعاونها مع شركة دي إي آي إف ومجلس التجارة الدنماركي لاستضافة منتدى مراكز البيانات الخضراء الذي أقيم يوم 13 سبتمبر الجاري في دبي. وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 80 خبيراً وجهة معنية بمراكز البيانات لمناقشة الحاجة الملحة إلى الاستدامة في عمليات مراكز البيانات، بوصفها أحد العوامل الأساسية في تحقيق أهداف الحياد المناخي في المنطقة.
وسلطت الندوة الضوء على الدور الهام الذي يجب أن تلعبه كفاءة الطاقة في استدامة مراكز البيانات، ولا سيما في ضوء التوقعات التي تشير إلى وصول الاقتصاد الرقمي في دبي إلى أكثر من 140 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031، بزيادة تبلغ حوالي 38 مليار دولار أمريكي عن قيمته الحالية.[1]
وتنسجم نقاشات الفعالية مع تقرير التقييم العالمي الخاص باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، والذي يؤكد على الحاجة الملحة لتقليل الانبعاثات العالمية بنسبة 43% على الأقل بحلول عام 2030، من أجل خفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة، على النحو المتفق عليه في اتفاقية باريس. وأكد الدكتور فاتح بيرول، المدير التنفيذي في وكالة الطاقة الدولية، على ضرورة مضاعفة التقدم في معدل كفاءة الطاقة إلى جانب وزيادة إمكانات الطاقة المتجددة ثلاث مرات على مستوى العالم بحلول عام 2030. كما تمتلك مراكز البيانات دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف عالية الحساسية، بوصفها أحد القطاعات الرئيسية.
وتشير أحدث أبحاث وكالة الطاقة الدولية إلى أن ازدياد كمية الحوسبة في مراكز البيانات بنسبة 550% بين عامي 2010 و2018 ترافق معه ارتفاع كمية الطاقة التي استهلكتها هذه المراكز بنسبة 6% فقط. ويُعزى هذا الفارق المذهل بين النقطتين إلى التحسينات السريعة في كفاءة الطاقة التي ساهمت في الحد من نمو طلبات مراكز البيانات على الطاقة، والتي تمثل حوالي 1% إلى 1.5% من الاستخدام العالمي للكهرباء.[2]كما ينبغي مواصلة هذه التحسينات في كفاءة الطاقة وتسريعها لتحقيق أهداف الانبعاثات العالمية الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال زياد البواليز، الرئيس الإقليمي لشركة دانفوس في تركيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “نتوقع أن نشهد نمواً كبيراً في مستويات الطلب على المراكز الرقمية في دول الخليج العربي خلال السنوات القادمة، ولا سيما مع الإمكانات المزدهرة للمنطقة في الخدمات الرقمية التي تشمل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. وتلعب كفاءة الطاقة دوراً محورياً مع اقتراب مؤتمر كوب 28، بوصفها أكبر إجراء يمكن للدول اتخاذه في سبيل تقليل مستويات الطلب على الطاقة. كما ينبغي أن تكون كفاءة الطاقة المحرك الرئيسي لجهود الانتقال نحو الطاقة النظيفة”.
ومن جانبه، قال سعادة لارس ستين نيلسن، القنصل العام لمملكة الدنمارك والذي افتتح الفعالية: “تمتلك كفاءة الطاقة الإمكانات اللازمة لتصبح عنصراً أساسياً في جهود تقليل الطلب، وتجسد هذه الندوة دعوة رئاسة مؤتمر كوب 28 للتركيز على كفاءة الطاقة عالمياً. ويسرّنا التعاون مع دانفوس ودي إي آي إف والشركاء العالميين للعمل لبناء مستقبل أكثر استدامة”.
ومن جهته، قال توماس أنكر كريستنسن، سفير المناخ في الدنمارك مخاطباً الحضور عبر الإنترنت: “طلبت رئاسة مؤتمر كوب 28 في دولة الإمارات من الدنمارك الإشراف على التسهيل السياسي لنتائج التقييم العالمي مع جنوب أفريقيا، حيث تتضمن أحد مواضيع المؤتمر الرئيسية دور التكنولوجيا في الجهود المناخية. وتحتل شركات التكنولوجيا الدنماركية، مثل دانفوس ودي إي آي إف، الصدارة في تطوير الحلول المتطورة والارتقاء بالقطاعات وتعزيز إمكاناتها لمواجهة التحديات المناخية في المستقبل”.
وتضمنت الفعالية جلسات حوارية مع مجموعة من المشاركين البارزين الذين شاركوا رؤاهم حول مسار التحول إلى مراكز البيانات المستدامة، بما في ذلك اتحاد الخليج لمراكز البيانات وخزنة ومركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو) ومركز بيانات الخليج وإكوينيكس وشركة المسعود ومعهد أبتايم. وهدفت الفعالية إلى رفع الوعي حول الحلول الموجودة لتحقيق الحياد المناخي في مراكز البيانات، والتي يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف المنطقة الرامية إلى تحقيق الحياد المناخي.
وبدوره، قال ألكسندر مارافال، نائب الرئيس لمنطقة آسيا والمدير الإداري لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة دي إي آي إف: “تعرفنا خلال هذه الفعالية المميزة على أهمية مواصلة جهودنا لتطوير حلول قائمة على المصادر المستدامة للطاقة، حيث نثق باستراتيجية دي إي آي إف وأنظمة إدارة الطاقة الخاصة بها، والتي تنسجم بالكامل مع أهداف الحياد المناخي التي ندرك جميعاً أهميتها الكبيرة لضمان مستقبل أفضل للجميع. كما نلتزم في دي إي آي إف بالارتقاء بالمستقبل والتغلب على التحديات القادمة، ويسعدنا التعاون مع دانفوس لاتخاذ إجراءات مستدامة”. وتحتفي شركتي دانفوس ودي إي آي إف هذا العام بمرور 90 عاماً على تأسيسهما، وتلتزمان بمواصلة جهودهما لتحقيق الاستدامة في مراكز البيانات وتحسين كفاءة الطاقة بما ينسجم مع أهداف المناخ العالمية وضمان مستقبل أكثر استدامة.