زرعي: الفوضى المتزايدة في الشرق الأوسط ترفع الطلب على الذهب كملاذ آمن
كشف استطلاع رأى أجرته شركة “جولد إيرا” أن 63 % من الخبراء والمتخصصين يتوقعون استمرار وتيرة ارتفاع أسعار الذهب، بينما يرى 27 % أن الذهب سيتجه للهبوط مرة أخرى، و 10% يتوقعون الاستقرار والتحرك في مسار عرضي للأسعار الحالية.
وأجرى استطلاع الرأي عبر الإنترنت، وشارك فيه أكثر من 337 شخصًا من المتخصصين والمحللين.
قال أسامة زرعي، مدير الأبحاث والتطوير ومدير فروع شركة “جولد إيرا” مصر، إن أسعار الذهب شهدت أفضل مكاسبها الأسبوعية منذ منتصف مارس، حيث ارتفعت بما يزيد عن 90 دولارًا عن سعر إغلاق الأسبوع قبل الماضي، إذ تداول الذهب عند مستوى 1942 دولارًا للأوقية مرتفعًا بأكثر من 6% عن أدنى مستويات الأسبوع الماضي.
وكانت أسعار الذهب بالأسواق العالمية قد ارتفعت بنسبة 5.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، نتيجة تطور الأحداث بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، بجانب إعلان الولايات المتحدة تشديد العقوبات على صادرات النفط الخام الروسية، ما تسبب في ارتفاع أسعار النفط بنسبة 4 %.
أوضح، زرعي، أنه رصد تحركات الذهب خلال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتحديدًا خلال اشتعال الأحداث بين فلسطين وقوات الاحتلال، ففي 27 ديسمبر لعام 2008، و14 نوفمبر لعام 2021، تراجعت أسعار الذهب بعد موجة من الارتفاعات، بينما واصلت أسعار الذهب ارتفاعها بعد أحداث 8 يوليو لعام 2014.
أضاف، أنه رصد متوسط تحركات أسعار الذهب خلال شهر أكتوبر سنويًا، والتي أظهرت ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 4 و 9 % في شهر أكتوبر من كل عام، ومن ثم فمن المتوقع أن تستمر وتيرة ارتفاع الأسعار بالبورصة العالمية لمستوى 1950 دولارًا، وفي حالة تجاوز المستوى، قد ترتفع إلى 2020 دولارًا.
وأوضح مدير الأبحاث والتطوير بشركة “جولد إيرا»، أنه في ظل التوترات الجيوسياسية، هناك احتمالين، إغلاق الأسعار أعلى من مستوى 1960 دولارًا، وبالتالي الصعود لمستوى 1988 دولارًا، ثم 2000 دولار، وأخيرًا مستوى 2020 دولارًا، وبفشل ذلك الاحتمال سيتم تراجع الأسعار دون مستوى 1930 دولارًا للأوقية.
أضاف، بينما الاحتمال الثاني، يتمثل في تراجع أسعار الذهب إلى مستوى 1885 دولارًا، ثم الاستمرار في التراجع لمستوى 1850 دولارًا، وقد يمتد الهبوط إلى مستوى 1814 دولارًا، وفي حالة الفشل هذا الاحتمال ستسقر الأسعار عند مستوى 1900 دولار.
أشار، زرعي، إلى أن كثير من التقارير الاقتصادية، تتوقع ارتفاع الأسعار إلى مستويات جديدة خلال الفترة المقبلة، ومن بينها، ساكسو بنك، الذي يرى أن الذهب لا يزال مدعومًا بشكل جيد من خلال الطلب المتزايد على الملاذ الآمن، لكن الأسعار سوف تواجه مقاومة قوية عند مستوى 1950 دولارًا.
أضاف، بينما رصد محللو السلع في كابيتال إيكونوميكس، تراجعًا في الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خلال الأسبوع الماضي، رغم ارتفاع الأسعار، ما عزز وجهة النظر بأن الأسواق تترقب تطورات الصراع، لتحدد اتجاهها.
تابع، أن محللو السلع في كومرتس بنك، يتوقعون ارتفاع أسعار الذهب مع اتخاذ موقفًا أكثر حذرًا، في ظل عدم وضوح موقف الفيدرالي الأمريكي بشأن مصير أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، على الرغم من أن التوقعات تتجه لإنهاء البنك دورة التشديد النقدي، إذ لا يمكن رفع الفائدة أكثر من ذلك، ومن ثم سيعزز ذلك من قوة الذهب والصعود لمستويات تتجاوز 2000 دولار للأوقية.