وعد إيلون ماسك رئيس مجموعة “تسلا” بتطوير سيارة ذاتية القيادة تماما قبل نهاية العام الجاري، لكن لا يزال الطريق طويلا قبل التمكن من قراءة الصحف خلف المقود من دون النظر إلى الطريق أثناء القيادة.
هل سنشهد في 2020 سيارات تتنقل بمفردها وتنقل ركابا إلى وجهتهم مع السماح لهم بالنوم أو القراءة؟. أبدى إيلون ماسك “ثقة تامة بأننا سنحصل سريعا جدا على الخصائص الأساسية للقيادة الذاتية من المستوى الخامس، ما يعني في المجمل الاستقلالية التامة.. في هذا العام”، بحسب “الفرنسية”.
هذه التصريحات أدلى بها رئيس “تسلا” في رسالة عبر الفيديو لمناسبة افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي أمس الأول، ليست الأولى من نوعها.
وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الأكثر ذكاء بشكل أكبر في مصنع تسلا العملاق في شنغهاي، وفقا لما قال إيلون ماسك.
وأشار ماسك أيضا إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل كامل وبفعالية في حالة المصنع سيستغرق بعض الوقت، ويمكن اعتبار المصنع كمجمع سيبراني يشمل البشر والآلات، إلا أن المكون الآلي لشركات التصنيع أعلى بكثير، وفقا لماسك.
وحذر الخبراء من عوائق قانونية يتعين تخطيها قبل تسيير المركبات من المستوى الخامس المستقلة على الطرق.
ويقول بول لويس المسؤول البحثي في مركز “إنو سنتر فور ترانسبورتايشن” غير الربحي “لا نزال بعيدين من نظام حقيقي من المستوى الرابع”.
ويشير إلى أن “الحماسة المذهلة”، التي كانت تحيط قبل أعوام بموضوع السيارات الذاتية القيادة عادت لتخفت، و”بدأ مطورو التكنولوجيا يدركون حدود الذكاء الاصطناعي ونقاط قوة الدماغ البشري في إدارة بعض هذه المهام”.
يرى ميلون راج راجكومار أستاذ الهندسة في جامعة كارنيجي وهو أحد مديري مختبر جامعي للبحوث في تكنولوجيا السيارات، أن الإعلان الأخير الصادر عن إيلون ماسك “تقنية أخرى من تسلا لزيادة الإيرادات” من نظامها للقيادة شبه المستقلة.
وباتت المجموعة، التي تتخذ مركزا لها في كاليفورنيا، أخيرا أغلى شركات السيارات في البورصة، إذ تخطت قيمتها 260 مليار دولار في “وول ستريت”.
وتخوض “تسلا” مع “جوجل” وشركات تصنيع السيارات سباقا محموما لتطوير تقنيات القيادة الذاتية.
وتملك “جوجل” نقاط قوة تجعلها في موقع متقدم عن منافسيها، إذ إن وحدتها السابقة لتصنيع المركبات، التي باتت تحمل اسم “وايمو”، تعمل بمستوى القيادة الذاتية الرابع، أي دون الحاجة إلى سائق. غير أن القيود المفروضة جغرافية مع حصر تسيير المركبات في ولاية أريزونا في إطار برنامج تجريبي.
ويلفت إد ندرميير المسؤول الإعلامي في “بارتنرز فور أوتومايتد فييكل إيدوكايشن” التي تضم جمعيات وشركات لتكنولوجيا السيارات (بما لا يشمل “تسلا”)، إلى أن هذا المستوى هو الذي يضم نطاقا جغرافيا محددا يسعى المصنعون إلى التحكم به.
ويعني المستوى الخامس أنه في إمكان المركبة إدارة مختلف الظروف مهما كانت حالة الطقس أو طبيعة الأرض وبلا أي مساعدة بشرية، ما يمثل تحديا كبيرا بحسب ندرميير.
ويلفت إد ندرميير إلى أهمية توعية العامة إزاء الفوارق بين القيادة الذاتية و”أنظمة المساعدة على القيادة”، التي تنوب عن البشر في بعض المهام لكنها تتطلب وجود سائق.
غير أن العائق الأكبر أمام الاستقلالية الكاملة للسيارات يبقى تقبل العامة لهذه المركبات، بحسب سوزان شاهين وهي من مديري مركز البحوث بشأن النقل المستدام في جامعة كاليفورنيا في بيركيلي. وهي تتطرق، خصوصا إلى المخاطر المرتبطة بالسلامة والأمن السيبراني وانتهاك خصوصية البيانات.