أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أن عمية الإطلاق الناجحة للقمر الصناعي مصر سات-٢ لتطبيقات الاستشعار عن بعد من قاعدة تيوتشان الصينية الذي تم اليوم، تمثل محطة هامة في تاريخ التعاون الإنمائي بين مصر والصين، ليس فقط لكون مشروعي القمر الصناعي مصر سات-٢ لتطبيقات الاستشعار عن بعد، ومشروع مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية من أهم وأكبر المشروعات التي تم تنفيذها من موارد المنح الصينية المقدمة إلى مصر، ولكن أيضاً نظراً لكون هذين المشروعين يمثلان نموذجًا فريدًا لتعاون الجنوب-الجنوب، حيث قامت الفلسفة الرئيسية لهذين المشروعين على تبادل المعرفة وأفضل الممارسات والتقنيات في مجال الاستشعار عن بعد بين الجانبين المصري والصيني، وذلك لضمان نقل الخبرات الصينية المتقدمة في هذا المجال إلى الكودار الفنية المصرية.
جاء ذلك تعليقًا على عملية الإطلاق الناجح للقمر الصناعي مصر سات-٢ لتطبيقات الاستشعار عن بعد وذلك من قاعدة تيوتشان الصينية، ويأتي اطلاق القمر الصناعي بعد إتمام أعمال التجميع والاختبار للقمر الصناعي بالشراكة بين الخبراء المصريين والصينيين في مقر مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية بمدينة الفضاء المصرية.
ويأتي ذلك في إطار اضطلاع وزارة التعاون الدولي بمهمة التنسيق الوطني لبرنامج التعاون الإنمائي مع الصين، وفي ضوء التنسيق الوثيق بين الوزارة ووكالة الفضاء المصرية والجانب الصيني وذلك بهدف دعم برنامج الفضاء المصري، وتعزيز مكانة مصر الريادية في المنطقة لاسيما في مجال الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار ع بعد، حيث سبق وأن تم توقيع اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والفني بين وزارة التعاون الدولي والجانب الصيني تم بموجبها توفير منح صينية يقدر إجماليها بما يعادل 92 مليون دولار لتنفيذ مشروعي القمر الصناعي مصر سات-٢ و مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الفترة الأخيرة تشهد نقلة نوعية في العلاقات المصرية الصينية بدعم سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى التوقيع على مذكرة تفاهم «مبادرة التنمية العالمية» خلال يوليو الماضي، حيث تعزز مذكرة التفاهم الشراكة المصرية الصينية كما تتضمن بندًا بإنشاء آلية للتشاور على مستوى الإدارات، فضلا عن العمل على صياغة استراتيجية متكاملة للتعاون الإنمائي بين مصر والصين لمدة 3-5 سنوات لأول مرة في ضوء العلاقات المشتركة بين البلدين، تتضمن المجالات والمشروعات التي سيتم تنفيذها من خلال برنامج التعاون الإنمائي.
وقد شارك فريق من مهندسي وكالة الفضاء المصرية مع فريق خبراء صينيين في كافة مراحل تصميم وتصنيع القمر ونجح الفريق المصري في تنفيذ أحد مكونات القمر بالكامل، وبالتالي يكون لدى مصر اول منتج مصري يطلق في الفضاء.
ويعتبر القمر الصناعي مصر سات-2 أحد أقمار الاستشعار من البعد التي تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة من خلال استخدام التكنولوجيا في عدة مجالات مثل تحسين الإنتاج الزراعي وتحسين تخطيط المدن وتطوير البنية التحتية لتحسين الحياة الحضرية إلى جانب مراقبة وتقييم تغيرات المناخ وحماية البيئة ورصد ومكافحة التصحر وتدهور الأراضي.
ويعد إطلاق القمر الصناعي مصر سات 2 خطوة هامة لتنفيذ الاستراتيجية المصرية لتوطين صناعة الأقمار الصناعية والتقنيات المرتبطة بها، لتصبح مصر من أهم الدول الرائدة في هذا المجال في افريقيا والشرق الأوسط.
وكانت وزيرة التعاون الدولي، قد شهدت مراسم إنهاء أعمال تجميع واختبار القمر الصناعي (Misr Sat 2) بالتعاون مع الجانب الصيني، خلال يونيو الماضي، بمقر وكالة الفضاء المصرية، بحضور السفير الصيني بالقاهرة ليو ليكيانج، والدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والمدير المالي لشركة CASC الصينية إلى جانب لفيف من ممثلي دولة الصين والحكومة المصرية.