قدمت شركة جينسلر، أكبر شركة تصميم في العالم ، تقريرها السنوي حول الاتجاهات العالمية في بيئة البناء لعام 2024. يكشف التقرير عن سبع اتجاهات رئيسية تشكّل صناعة البناء في الشرق الأوسط، مع التركيز على الاستدامة كضرورة لا مفر منها في ممارسات البناء، إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي وإمكانياته الهائلة في تسريع الأفكار والابتكارات. كما يسلّط التقرير الضوء على جاذبية مفهوم المدينة القريبة خلال 20 دقيقة، الذي يهدف إلى جعل الاحتياجات الرئيسية للسكان في متناولهم في زمن قصير لا يتجاوز 20 دقيقة.
أكد تيم مارتن، المدير العام والمدير العام لشركة جينسلر الشرق الأوسط، أهمية توقعات التصميم لعام ٢٠٢٤، والتي تقدم رؤى فريدة حول التحديات العالمية والإقليمية الحرجة التي نواجهها اليوم. وبعد انعقاد مؤتمر COP28 الناجح في دبي، يظل الضوء مسلطًا على منطقتنا، مؤكدًا التزامنا المستمر بالعمل المناخي ضمن بيئتنا المبنية. بعيدًا عن الاستدامة، نرى بالفعل كيف يمكننا الاستفادة من قوة التصميم لتحقيق تأثير إيجابي، وذلك من خلال مجموعة تقنيات جينسلر الحصرية. كما يُلاحظ تصاعد جاذبية مفهوم المدينة القريبة خلال ٢٠ دقيقة بشكل ملحوظ في الشرق الأوسط، مما يُعيد تشكيل تفضيلات الحياة الحضرية.
الاتجاهات السبع الأساسية والفرص الرئيسية في صناعة البناء، التي تسلط عليها تقرير توقعات التصميم لعام ٢٠٢٤ من جينسلر:
الاتجاه الأول – تكاثر الخبرات يفضي إلى عوائد استثنائية: في الوقت الحالي، يتطلّع الأشخاص أكثر من أي وقتٍ مضى إلى تجارب فريدة ومتصلة في جميع جوانب حياتهم، سواء كان ذلك في مكان عمل يُشبه النادي أو ملعب رياضي يمثل الأساس في منطقة ترفيهية متعددة الاستخدامات ونابضة بالحياة على مدار الساعة. في عام ٢٠٢٤، سيحقق قادة العقارات نجاحاً في استعادة الروابط الإنسانية من خلال “تكاثر الخبرات”: تصاميم غامرة تعزّز الولاء، وتعزز المبيعات، وتعزز النشاط بشكلٍ ملحوظ من خلال إحساس مشترك بالإلهام والانتماء.
الاتجاه الثاني – إحياء الأصول المهملة من خلال التحويلات: يُعد تحويل المكاتب إلى وحدات سكنية وإعادة تصميم العقارات مقترحًا قيمًا جديدًا في صناعة البناء: إعادة صياغة المباني المكتبية ذات الأداء المنخفض لتلبية الحاجة الملحة لخيارات سكنية جديدة في المدن. ومع تفضيل المؤسسات للمشاريع الحديثة والمجهزة بالخدمات، يؤدي هذا الاهتمام بالجودة إلى ترك المباني الضعيفة من الفئات “بي” و “سي” غير المستثمرة وغير المأهولة في أوساط المدن حول العالم. في عام ٢٠٢٤، نتوقع تشجيع السلطات المحلية لاستراتيجيات إعادة الاستخدام والتحويلات التي تُعيد الروح للمدن وتقدم تحسينات أساسية للبنية التحتية بطرق مسؤولة بيئيًا.
الاتجاه الثالث – التحول نحو التصميم المستدام كضرورة لا يمكن التفريط فيها: مع تصاعد التغيرات المناخية والظروف الجوية الشديدة التي تهدد البيئة المبنية، ينتقل التصميم المستدام من كونه مجرد خيار إلى أن يصبح الواجب الضروري. بحلول عام ٢٠٢٤، سيعي قطاع البناء والعقارات على الصعيد العالمي أهمية التصميم الذي يعتني بالبيئة وقدرته على التقليل من المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، سيكون للمعايير الأعلى في المنتجات والمواد، وإعادة استخدام المباني القائمة، واستراتيجيات الطاقة الصافية الصفرية، ومبادئ التصميم المتجدد دورها الفعّال في تشكيل مستقبلنا المستدام.
الاتجاه الرابع – تحويل مكان العمل إلى وجهة جاذبة: مع تزايد فهم المؤسسات للتغيرات المستمرة في بيئة العمل، سيتحول التركيز تدريجياً من عدد الأشخاص الذين يتواجدون في المكتب إلى صياغة مستقبل العمل لتلبية احتياجات فرق العمل. في عام ٢٠٢٤، ستواصل هذه المؤسسات التخطيط لتجارب شخصية في مساحات مرنة وقابلة للتطوير لتلبية احتياجات فرق العمل المتغيرة، وستكون هذه المساحات كافية لجذب الأفراد وتشجيعهم على الانخراط بها.
الاتجاه الخامس – إعادة الحيوية للمدن من خلال مناطق متعددة الاستخدامات: عادت المدن التقليدية التي كانت تركز بشكل كبير على المكاتب الضخمة إلى الحياة، إذ استُبدلت بمناطق اجتماعية متنوعة ونابضة بالحياة، تركز على تجارب شاملة تشمل التجارة والترفيه والرياضة والإسكان وتطويرات أخرى تعزز أسلوب الحياة. من خلال التركيز على السلامة وسهولة التنقل في هذه المناطق، تستطيع المدن جذب السكان والسياح وإعادة الروح والنشاط إلى الأحياء المتضررة من جائحة كوفيد-١٩.
الاتجاه ٦ – الذكاء الاصطناعي: شريك المصممين في رحلة الإبداع والتسريع: عام ٢٠٢٤ يعكس نقلة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتفتح أفاقًا جديدة للأفكار المبتكرة والمواهب الجديدة والفرص الإبداعية. الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المصممين، بل سيصبح شريكهم المخلص، مساهمًا في إعادة تشكيل عملية التصميم والابتكار من خلال الأفكار الجديدة، والدورات التطويرية السريعة، والاستجابة الفورية. سيكون تصميم المباني والمساحات بمساعدة الذكاء الاصطناعي أكثر استدامة وأداءًا عاليًا، وأكثر استجابة لاحتياجات وتفضيلات الأفراد.
الاتجاه ٧ – المدن القريبة خلال 20 دقيقة: نماذج للمساواة وسهولة الوصول: بينما يسعى قادة المدن لتبني استراتيجيات التصميم لتعزيز المناطق المركزية لتكون أكثر استدامة وتوجهاً نحو نمط حياة متوازن، فإن مفهوم المدينة القريبة خلال 20 دقيقة يبقى جذاباً وملهماً. هذه الأحياء النابضة بالحياة وسهلة التجوّل، حيث يتوفر كل شيء ضروري خلال مدة 20 دقيقة فقط – من المطاعم والمحلات التجارية والمرافق الطبية إلى المؤسسات التعليمية وخيارات السكن المتنوعة – تُعيد تشكيل تجربة العيش في المدينة. يُسلط هذا الاتجاه الضوء على أهمية خلق مساحات حضرية يسهل الوصول إليها وشاملة تعزز المساواة والتواصل وروح المجتمع.