خلال العقد الأخير، شهدنا تطوّرًا هائلاً في المشهد الرقمي على سبيل المثال، في عام 2014، تم إطلاق أيفون 6، وحظيت خدمة أبل باي بالاهتمام الكبير. كما كانت في تلك الفترة، فكرة الواقع المعزّز غامضة والتقنيات الجديدة مثل الحوسبة السحابية والتعرف على الصوت وشبكات الجيل الخامس من بين التطورات الملفتة.
أما في عام 2024، يبدو العالم بشكل مختلف تمامًا، حيث يعتمد الآن الملايين في القوى العاملة على برنامج تشات جي بي تي لإطلاق الأفكار وكتابة المحتوى، وجعلَ الكثير من الشركات حاليًا تتساءل عن كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على هيكلها التشغيلي ووظائف الموظفين، كما أصبح التخصيص المفرط أمر شائع، بدءًا من تطبيقات توصيل الطعام إلى منصات مثل نتفليكس وأمازون، حيث يتم استخدام بياناتنا بشكل مستمر لتحسين تجارب التسوق لدينا. مما جعلها فترة مثيرة وسريعة التطور تتسم بتغيّرات مجتمعية جوهرية.
وبهذا، شهد دور قادة الأعمال والرؤساء التنفيذيين تطورًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، حيث أسهمت سنوات الوباء في تسريع التحول الرقمي لمعظم الشركات بوتيرة غير مسبوقة، وبغض النظر عن الموقف الأولي الذي يجده الفرد، أصبح تبني هذا التحول أمرًا حتميًا، وعلى الجميع أن يتعلم كيفية التكيف مع المفاجآت غير المتوقعة وابتكار طرق جديدة للتعامل مع التحديات.
اما حالياً وخاصةً مع امتلاك الشركات للموارد الكافية لفهم عملائها وموظفيها بشكل أفضل في هذا الوقت، يطرح التساؤل حول الصفات الأساسية التي تميز القادة الذين يمتلكون قدرة فعّالة على القيادة التحويلية. فيما يلي بعض الدروس الرئيسية:
- محو أمية البيانات
لا يُشدد على القادة أن يكونوا خبراء في كل مجالات العالم الرقمي، ولكن يتعين عليهم التحقق من ارتباطهم بالمشهد الكلي. ويجب عليهم الاستناد إلى البيانات والتكنولوجيا في اتخاذ قراراتهم، مع تعزيز استخدامها وتبنيها في جميع أنحاء المنظمة.
- القدرة على التكيف
يمكن القول إن السمة الأساسية للقائد التحويلي هي القدرة على التكيف، وهذا يعني أن يكون لديه القدرة على استيعاب تغييرات في المجال والاستجابة لها، وعلى تجسيد المرونة والتنوع في التعامل مع هذه التحولات. يمكن اكتساب هذه المهارة مع مرور الوقت وتكوين الخبرة.
- الابتكار والتفكير الاستشرافي
يحتاج القادة إلى التركيز على المستقبل وتبني عقلية النمو في جميع جوانب العمل. يعتبر البحث المستمر عن وسائل مبتكرة لتبسيط العمليات وتحسينها أمرًا بالغ الأهمية، وينبغي على القادة أن يكونوا لديهم رؤية واضحة حول كيفية دفع التكنولوجيا نحو التقدم.
كما وضّحت الدراسة كذلك ثلاث حقائق بسيطة يجب وضعها في الاعتبار:
- لا نهاية للتحول الرقمي
غالبًا ما تنطلق الشركات في رحلات تحولها برغبة في تحديد موعد نهائي للاكتمال، ولكن الحقيقة هي أن هذه العمليات لا تنتهي. إنها عملية مستمرة، حيث يتغير المشهد الرقمي باستمرار، مما يستلزم من القادة تبني عقلية تحتضن الدراسة المستمرة والنمو والتكيف.
- نحن في عصر تغيير كبير
إن اعتماد وجهة نظر إيجابية تجاه التغيير ورؤيته كفرصة وليس عقبة يعتبران أمرًا ضروريًا للتحول والنمو. يجب على القادة أن يظهروا قدرة على تعديل استراتيجياتهم وتبني منهجيات عمل جديدة لتتناسب مع وتيرة التغيير المستمر في المشهد الرقمي في عصرنا الحالي، يكون التغيير سريعًا، ولتحقيق النجاح، لا يمكن التصدي بنجاح للتكنولوجيا الجديدة بمحاولة مكافحتها.
- يجب تشجيع التفكير الإبداعي والفشل
تُحب العديد من الشركات التحدث عن درجة استقلالية موظفيها ومدى تمكينهم، إلا أن الواقع الفعلي قد يكون مختلفًا. ينبغي على القادة التحويليين تعزيز بيئة تشجيع على التفكير الإبداعي، حيث يُتيح للأفراد حرية التجربة والتعلم من فشلهم.