تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي للتحول إلى قطاع سياحي عصري نموذجي
كتب:
أشرف الحــادي
مع استمرار تقدم العالم نحو عصر الرقمنة المتسارع، يستعد قطاع السياحة لاستقبال ثورة الذكاء الاصطناعي بأذرع مفتوحة. لم يعد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي مجرد موضة عابرة، بل تحول إلى استراتيجية رئيسية لبناء مستقبل أذكى وأكثر تطورًا. ومن المتوقع أن تُحدث هذه التقنية، التي تتطور بوتيرة سريعة، ثورة جذرية في القطاع السياحي، مما يتيح فرصًا لا مثيل لها لتحسين تجارب العملاء وزيادة كفاءة العمليات بشكل غير مسبوق.
ومن هذا المنطلق، يتطلع القطاع السياحي في الشرق الأوسط بحماس كبير إلى الدور المحوري الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي، حيث تزخر المنطقة بتاريخ عريق وتراث ثقافي غني، فضلاً عن كرم الضيافة الاستثنائي، وهي الآن على مشارف دخول عصر تحويلي يمزج بين عراقة التقاليد ورقي التكنولوجيا المتقدمة.
مع انطلاق التقرير الأول بعنوان “ثورة الذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة: التطبيقات القطاعية للنماذج الجديدة”، تكشف سلسلة التقارير السوقية الجديدة من كوليرز عن الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في عالم السفر والضيافة الرقمي، وتأثيره المتوقع في المنطقة. ويبرز هذا التقرير أهمية اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعرض تطبيقاتها التحويلية المتنوعة التي تُظهر قدرتها على إعادة تشكيل تفاعلات العملاء وتحسين الإجراءات التشغيلية، بالإضافة إلى إمكانياتها في تطوير محتوى سفر مخصص وتغيير تجربة الوجهات بشكل جذري.
على الرغم من الإمكانات الواعدة، فإن رحلة دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة لا تخلو من التحديات كما يبين التقرير بالتفصيل. حيث يتم تناول مختلف العقبات حول الاعتبارات الأخلاقية والقضايا المتعلقة بخصوصية البيانات، والملكية الفكرية، والتمييز ، مع التأكيد على ضرورة معالجة هذه القضايا لضمان تحقيق تقدم مستدام ومسؤول.
وفي تعقيبها على ذلك، تقول نايارا جاينر، مسؤولة الاستشارات السياحية لدى كوليرز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن الذكاء الاصطناعي يعد بمثابة منارة لمستقبل قطاع السفر، حيث أنه يمهد الطريق لعصر جديد من تجارب السفر المبتكرة في المنطقة، دامجاً بين التقاليد والابتكار.”
وتضيف قائلة: “إن تبنينا للذكاء الاصطناعي لا يعني مجرد مواكبة التوجهات العالمية، بل نحن نعمل بتصميم ووعي لتحديد موقع الشرق الأوسط كمركز رائد في مجال السياحة المبتكرة والمسؤولة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إعادة تعريف تجربة السفر، عبر تقديم توليفة متجانسة تجمع بين العناصر القديمة والحديثة، وتضمن استمرارية وازدهار التراث الثري في السرد الحديث للسفر.”
حسب التطلعات، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال السياحة يحمل وعوداً هائلة. ومع تسارع وتيرة تطور هذه التقنيات، فهي مستعدة لتحويل جذري في لوجستيات السفر، وتخصيص تجارب العملاء بشكل فريد، وتعزيز الكفاءات التشغيلية إلى آفاق لم يسبق لها مثيل. ومع ذلك، فمن الضروري تبني الذكاء الاصطناعي برؤية متوازنة ومدروسة وسط هذه التغييرات العميقة، مع الحرص على أن تكون الاعتبارات الأخلاقية في قلب العملية. ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية والتعامل النشط مع التحديات المصاحبة له، يمكن للقطاع أن يستغل فرصاً استثنائية للنمو والتطور بشكل لا مثيل له.
يُعد هذا التقرير الجزء الأول من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء بعنوان “ثورة الذكاء الاصطناعي في تطوير السياحة”. وسيتناول الجزء الثاني من السلسلة، الذي سيُنشر قريبًا، استخدام الذكاء الاصطناعي لصالح الجهات الفاعلة في القطاع العام، مغطيًا موضوعات مثل إنشاء وتخصيص العروض التجريبية للوجهات، والتسويق والترويج، وجذب الاستثمارات وغيرها، مع دعم ذلك بمقابلات حصرية ودراسات حالة مفصلة. وبالمثل، سيستكشف الجزء الثالث من السلسلة استخدام الذكاء الاصطناعي لصالح الجهات الفاعلة في القطاع الخاص مثل الفنادق، ووكالات السفر، وشركات تنظيم الرحلات وغيرها، مع النظر في تطبيقاته لتحسين الموارد وتخفيض التكاليف، والتسعير، والتسويق والمزيد.