الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

شتافنيتسا .. مدينة الينابيع والسياحة العلاجية منذ القرن ال 16

وصلنا الى مدينة شتافنيتسا قادمين اليها من كراكوف , في محاولة للتعرف على ملامحها التي تضم العديد من الينابيع الحارة و المنتجعات المخصصة للعلاج بالمياه المعدنية ، وهي بالفعل تعد وجهة سياحية نابضة بالحياة في جنوب بولندا. كما انها وجهة فريدة من نوعها لاتُقاوم بفضل تنوّع الأنشطة فيها وجمالها الطبيعي والثقافي الذي توفّره،

وفرت لنا ادارة الفندق الذي أقمنا فيه Pieniny Grand Hotel جولة في وسط المدينة للتعرف الى ملامح موقعها الخلاب عند سفح جبال بينيني، بالقرب من مضيق نهر دوناجيك. والجبال المنخفضة ذات القمم الصخرية، الواقعة داخل حدود منتزه بينيني الوطني الجميل،

شتافنيتسا المدينة الوادعة الصغيرة الهادئة مليئة بالغابات والمناظر الطبيعية الخلابة، حيث يمكن للمتنزهين اغتنام الفرصة لمعايشة تجربة ثرية في التعرّف على النباتات والحيوانات النادرة في الغابات.

خارج شتافنيتسا، تنتشر القلاع في تشورشتين ونيدزيكا التي تستحق الزيارة، فضلاً عن الحدائق الوطنية مثل بيالوفيجا المُدرجة على لائحة مواقع التراث العالمي من قبل اليونيسكو، فهي تضمّ آخر الغابات البكر في أوروبا، وواحة مورقة غنية بالمعالم البرّية الساحرة وموطن الجاموس الأوروبي.
في أعماق الطبيعة الساحرة

تقع مدينة شتافنيتسا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 7600 نسمة ومساحتها 8789 هكتاراً، على مقربة من الحدود البولندية السلوفاكية، في واحدة من أكثر المناطق الخلابة في البلاد. فهي تمتدّ على حدود جبال بينيني وبيسكيد ساديك في وادي كراجكاريك، على ارتفاعٍ يصل إلى مابين 430-500 متراً فوق مستوى سطح البحر.

تغطي الغابات ثلثي المنطقة. وهذه الوفرة من الغابات هي التي تساهم في كون المناخ أكثر اعتدالاً من العديد من المنتجعات الجبلية الأخرى في بولندا. لا تختلف درجات الحرارة ليلاً ونهاراً بشكل كبير، ونادراً ما تمطر ويكون الضغط الجوي متوسطاً. تميل فصول الشتاء إلى أن تكون مشمسة ومثلجة، بينما يكون الصيف معتدلاً.

رحلة علاجية مُتكاملة

وتُعدّ زيارة مدينة شتافنيتسا رحلة علاجية مُتكاملة للروح والجسد والعقل، حيث يُساعد المناخ المحلي الفريد وينابيع المياه المعدنية والمنتجعات والحمّامات العلاجية، بعلاج أكبر عدد من الأمراض مثل أمراض المسالك البولية والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وكذلك أمراض الأعضاء الحركية. كما يتحرّر العقل من قيوده عند الاسترخاء بين أحضان الطبيعة الرائعة والنسيم العليل الأخّاذ في رحلة استشفاء لا تُقدّر بثمن.

السياحة في شتافنيتسا

تعتبر شتافنيتسا المدينة الأكثر شعبية في المنطقة بين السياح والزوار القادمين اليها من دول الخليج العربية واوروبا و الذين يفضّلون الجبال على الشواطئ لقضاء إجازاتهم وسط المعالم الطبيعية المُذهلة، حيث يتسنّى لعشاق المغامرات اكتشاف الغابات الرائعة بالركوب على الدراجة أو سيراً على الأقدام، وتُمثّل الرحلة فرصة رائعة لركوب الزوارق الخشبية أو لقضاء وقت مُمتع في الاسترخاء والاستشفاء داخل المصّحات العلاجية الطبيعية بين أحضان الجبال التي تُسهم في تجديد الحياة للعقل والجسد على حدٍّ سواء.

ولا تكتمل تجربة زيارة شتافنيتسا إلا بتناول كوب من المياه المحلية المعدنية النقية من حانة صغيرة في قلب المدينة، والتوجّه لزيارة المتحف المتواضع أعلى التل الذي يضمّ مجموعة من أزياء منطقة بينيني. ورغم أنها ليست كبيرة، إلا أن المجموعة تستحقّ المشاهدة بسبب السترات المطرزة النموذجية للمنطقة.

سحر السياحة الشتوية

تضمّ شتافنيتسا بعضاً من أفضل منحدرات التزلج مع مسارات تُناسب جميع مستويات المهارة أطولها في بالينيكا بحدود 2 كم. يمكن الوصول إلى جبل بالينيكا الذي يبلغ ارتفاعه 722 متراً عن طريق مصعد التزلج الذي يتُسع لأربعة أشخاص،

حيث يوفر إطلالات رائعة على الوادي. وبمجرد الوصول إلى هناك، يمكن لعشاق الرياضات الشتوية الاستمتاع بمسار قصير منحدر ومتنزه صغير للتزلج على الجليد. يبدأ مسار المشي والدراجات “دونجاك جورج” عند محطة مصعد التزلج، ويمتد على طول الضفة الجنوبية للنهر الجبلي. بالقرب من جبل بالينيكا، وتحديداً على جبل”زافرانوكا”، فإن قطار التزلج الجبلي الذي يبلغ ارتفاعه 700 متر يُعتبر عامل جذب سحري بين الأطفال والكبار على حدٍّ سواء. ومن المؤكّد أن أكبر عامل جذب في هذه المنطقة والنسخة الأكثر إثارة هو رحلة التجديف بالكاياك في نهر دونجاك، حيث ينخفض مستوى الصعوبة لمحبي الرياضات المائية، وتجربة لا تُنسى في التجديف الجبلي بصحبة المرشدين والمدربين المحترفين.

تاريخ تراثي عريق

ذاع صيت شتافنيتسا كمدينة منتجع منذ منتصف القرن التاسع عشر، نظراً لوجود ينابيع الحمض القلوية والظروف الجوية الرائعة والتي تُساعد على علاج العديد من أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.

يعود أول ذكر تاريخي لبلدة المنتجع إلى بداية القرن السادس عشر. وحتى نهاية القرن الثامن عشر، حيث كانت جزءاً من منطقة تشوزتيان. في عام 1839، تولى جوزيف ستيفان سزالاي إدارة شتافنيتسا وبدأ تطوير المنتجع الصحي. وشهد منتصف القرن التاسع عشر تطوّر البلدة بشكل ديناميكي بفضل رؤية جوزيف ديتل، وهو طبيب ومروج للمنتجعات الصحية زار شتافنيتسا في عام 1857. وقد أغواه المكان، وساعده على تطوير أنشطة العلاج المائي، مع مراعاة المعايير التي وضعتها المنتجعات الأوروبية الأخرى، عن طريق تطوير مرافق حرارية جديدة بسرعة، حيث كان يتمّ اكتشاف ينابيع حرارية جديدة واحدة تلو الأخرى.

قبل وفاته، تنازل جوزيف سزالاي عن إدارة منشأته الحرارية لأكاديمية التعلم في كراكوف، التي واصلت العمل برؤية مؤسسها على الرغم من الصعوبات المالية. وهكذا تمّ بناء قصر الضيوف “ديورك غوسكاني” الشهير في جميع أنحاء أوروبا.

في عام 1909، استحوذ الكونت آدم ستادنيكي من ناوويوا على شتافنيتسا، وعلى الرغم من الحرب التي دمرت أوروبا بعد بضع سنوات، كانت أنشطة آدم ستادنيكي ناجحة واستفادت المدينة المنتجع من النمو المستمر، حيث تمّ تجديد الحمامات الحرارية، وتوسيع “حديقة جورني” لتشمل “بولوني” (المراعي الجبلية فوق خط الأشجار). إضافة إلى بناء قسم الاستنشاق، الذي تمّ تجهيزه آنذاك بغرف مضغوطة فريدة من نوعها في بولندا، وكذلك بناء فيلا تحت أشجار الصنوبر.
لسوء الحظ، أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى توقّف تطوير المنتجع الصحي، وفي عام 1948، قامت حكومة جمهورية بولندا الشعبية بتأميم المنتجع. وفي عام 1956، تمّ إنشاء شركة المنتجع الصحي الوطنية في شتافنيتسا التي ركّزت أنشطتها على الأمراض المهنية التي تصيب عمال المناجم والعاملين في مجال المعادن.

في عام 1973، تمّ افتتاح منتجع العلاج الطبيعي، والذي يضمّ جميع المُعدات الصحية المطلوبة للاستحمام والاستنشاق والعلاج الطبيعي والتدليك.

في عام 2005، أعادت الحكومة البولندية منتجع سبا شتافنيتسا إلى أحفاد مالكيه قبل الحرب. عندها قرّر أندريه مانكوفسكي، حفيد الكونت آدم ستادنيكي، وأطفاله الثلاثة استثمار الأموال اللازمة وكمية كبيرة من العمل لإعادة المدينة المنتجع إلى روعتها وسحرها القديم، والترويج للمدينة عبر دعوة المشاهير إليها لقضاء أوقات لا تُنسى.

 

السياحة العلاجية الاستشفائية

يُعدّ منتجع شتافنيتسا أحد أقدم المنتجعات الصحية في بولندا. يقع المنتجع في وادي غارجكريك، وهو رافد الضفة اليُمنى لنهر دونجاك، بين سلاسل جبال بينيني وبيسكيد ساديك، ويُشكّل الوجهة المثالية لتحسين صحة الفرد بشكل عام وجهازه التنفسي بشكل خاص.

توجد في المنتجع ينابيع لاثني عشر مياه معدنية حمضية، تمّ ذكر خصائصها العلاجية لأول مرة في القرن السادس عشر. وحتى اليوم، تجتذب خصائصها العلاجية المرضى من جميع أنحاء العالم. ولهذا السبب فإن إحدى الميزات الرئيسية للسبا هي غرفة الضخّ الرائعة حيث يمكن للزوار الاستمتاع بفوائد مياه البيكربونات والصوديوم واليود والبروميد الغنية بالأملاح المعدنية والعديد من العناصر الدقيقة.

ويُرحّب سبا منتجع بانيني الصحي بالمرضى للاستفادة من المصحات ومراكز إعادة التأهيل والعلاج، حيث يتمّ إجراء 42 نوعاً من العلاجات مثل العلاج المائي والاستنشاق (استنشاق الخلايا الفعال بشكل استثنائي) والعلاج الطبيعي والعلاج بالحركة وعلاجات الشرب.

يتخصص السبا في علاج اضطرابات الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك التهابات الأنف والحنجرة المزمنة وأمراض الجهاز الصوتي وحساسية الجهاز التنفسي العلوي والربو القصبي. اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، أي الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري والمفاصل بالإضافة إلى الاضطرابات الروماتويدية والروماتيزمية.

أخبار ذات صلة

وزير السياحة والآثار يتابع أعمال غرفة عمليات انتظام الحركة السياحية في مصر

وزير الطيران المدني يتفقد عددًا من المرافق التشغيلية الحيوية لمتابعة تطورات الموقف 

الطيران المدني: المجال الجوي المصري آمن ويعمل بشكل طبيعي

مصر للطيران تشارك لأول مرة بمعرض لؤلؤة السياحة بأفريقيا

تشغيل ماكينات الخدمة الذاتية لشراء تذاكر زيارة منطقة سقارة الأثرية

مصر للطيران تسير غدًا 20 رحلة جوية لعودة حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوطن

«متحدث الوزراء»: حفل افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون على مستوى العالمي

فنادق ريكسوس مصر تستضيف النجمة العالمية جينيفر لوبيز في شرم الشيخ في شهر يوليو المقبل

آخر الأخبار
الكرملين: بوتين وترامب ناقشا هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط نتنياهو: لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي الرئيس السيسي يتلقى اتصال هاتفي من نظيره التركي وزير البترول يجري جولة ميدانية بموقع شركة بتروشهد بالصحراء الغربية لتفقد سير العمليات الإنتاجية شيريهان الدسوقي عبر فضائية الشمس تشرح اتيكيت التعامل مع المواقف المحرجة التي يسببها الاطفال رئيس الوزراء يتفقد مستشفى وادي النطرون التخصصي وزارة البترول تتلقى بلاغًا بحدوث كسر في أحد خطوط الغاز الطبيعي بالبساتين رئيس الوزراء يعلن تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تعلن حصاد حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان بأكثر من 7000 مستفيد.. شراكة استراتيجية لتأهيل شباب سيناء رقمياً أشرف زكي ينعي المخرج سعيد عزام بعد رحيله: قيمة كبيرة منتخب مصر الأولمبي يحقق الفوز الثاني على أمريكا فى بطولة التحدي لكرة السلة للشباب وزير قطاع الأعمال العام يبحث مع "SAP مصر" مستجدات تطبيق نظام "ERP" في الشركات التابعة القوات المسلحة تنظم زيارة للملحقين العسكريين المعتمدين لعدد من المنشآت العسكرية..صور رئيس الوزراء يتفقد مشروع "كتابك" الثقافي بقرية زاوية صقر بمحافظة البحيرة رئيس الوزراء يتفقد قافلة خدمية تقدم خدمات متنوعة لمواطني قرية "زاوية صقر" بمركز أبو المطامير وزارة التربية والتعليم تنهي استعداداتها لانطلاق امتحانات الثانوية العامة ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ غدًا وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء كوبرى 45 "محور السادات" البنك الدولي و"شبكة المنافسة الدولية" يمنحان مصر الجائزة الأولى عن سياسات المنافسة لعام 2025 وزارة التخطيط تعقد فعاليات مؤتمر «التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل»