عقدت اللجنة الاستشارية لمقياس الضاد اجتماعها الثاني افتراضياً في أبوظبي، بحضور نخبة من الشخصيات والجهات التعليمية من مختلف أنحاء العالم العربي لمناقشة تطورات برنامج مقياس الضاد وتوجهاته الاستراتيجية.

ويُعد “مقياس الضاد” إطاراً مبتكرًا قيد التطوير، يهدف إلى تنمية مهارات اللغة العربية لدى الطلاب من الصف الأول إلى الثاني عشر، ومن المقرر إطلاقه رسميًا في نهاية أغسطس 2025. ويحظى المشروع بدعم وزارات التربية والتعليم في العالم العربي، ليكون إطارًا مرجعيًا موحدًا يقيس الكفاءة اللغوية العربية، ويقيّم بدقة مستوى تعقيد النصوص ومستويات القراءة لدى الطلاب، مع محاذاتها على مقياس موحد.
شهد الاجتماع مشاركة ممثلين عن وزارات التربية والتعليم في كل من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية، بالإضافة إلى شركة “التعليمية” لتطوير الخدمات التعليمية من المملكة العربية السعودية، ومؤسسة الأزهر الشريف، إلى جانب منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – الإيسيسكو بصفة مراقب.
وافتتحت الدكتورة عائشة اليماحي، المستشار الاستراتيجي في شركة ألف للتعليم، الاجتماع بكلمة رئيسية أكدت فيها على أهمية التعاون المشترك لتعزيز “مقياس الضاد”، مشيرةً إلى أن الاجتماع يعكس الالتزام المشترك بدعم المبادرات النوعية التي تصب في مصلحة الأجيال القادمة، والتي تهدف إلى معالجة التحديات التي تواجه تعلم القراءة والفهم باللغة العربية. وأوضحت اليماحي أن “مقياس الضاد” خطا خطوات حاسمة في مسار تعزيز القرائية في العالم العربي، حيث أصبح جزءاً من منظومة أكبر تتكامل مع استراتيجيات ومبادرات التعليم الوطنية في الدول العربية.
وخلال الاجتماع، جرى استعراض التقدم المحرز في إعداد الإطار العام للمقياس، ومناقشة آليات تطويره، حيث قدم إياد دراوشة، المدير العام لـ “مقياس الضاد”، عرضاً حول ما تم إنجازه في إطار هذا البرنامج، أوضح فيه أن المقياس حقق تقدماً كبيراً في مشروعه الطموح، وتوقع إتمام المشروع في الربع الثالث من العام الجاري.
ومن جانبها، قدّمت الدكتورة حنان خليفة، رئيسة لجنة الخبراء العلمية لمقياس الضاد، آخر المستجدات البحثية والتطويرية، مسلطةً الضوء على الابتكارات الرئيسية المعتمدة في مقياس الضاد.
وأعقب ذلك جلسة نقاش مستديرة تبادل خلالها المشاركون وجهات النظر حول التطورات الرئيسية
واختُتم الاجتماع بمناقشة الخطوات القادمة وتحديد الأولويات والإجراءات اللازمة لتعزيز تنفيذ “مقياس الضاد”. كما ألقى السيد سالم عمر سالم، المدير الإقليمي لمنظمة الإيسيسكو، الكلمة الختامية، مجددًا التزام المنظمة بدعم المبادرات التي تعزز تعليم اللغة العربية في المنطقة.
يمثل هذا الاجتماع محطة رئيسية في الجهود الجماعية الرامية إلى تطوير مقياس عربي شامل وموثوق، يوفر أدوات قياس موضوعية لتقييم مهارات القراءة لدى المتعلمين وتحديد مستوى النصوص، مما يسهم في تعزيز إتقان اللغة العربية عبر المواد الدراسية التي تُدرَّس بها.