في تطور لافت لعلاج البروستات، قدم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي العلاج بالتجريف المائي (Aquablation)، وهو إجراء متطور بأدنى حدود التدخل يحيي آمال الرجال الذين يعانون من تضخم البروستات الحميد. ويعتبر هذا العلاج المبتكر الأول الذي يستخدم تقنية نفث الماء للتعامل مع هذه المشكلة الصحية في دولة الإمارات، بما يضع معياراً جديداً في دقة العلاج وسلامته بفضل توجيهه بشكل مباشر باستخدام الموجات فوق الصوتية والتحكم الروبوتي، دون التعرض للمخاطر التي قد ترتبط بالعلاجات القائمة على الحرارة.
وبحسب الدراسات العالمية، يعاني من تضخم البروستات الحميد نحو 50% من الرجال بعد سن 60 عاماً، وترتفع النسبة لتصل إلى نحو 80% بعد سن 85 عاماً، وتسبب هذه الحالة كثرة التبول، وضعف تدفق البول، وفي الحالات المتقدمة، احتباس البول أو سلس البول، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض.
وتتنوع العلاجات المتاحة بين الأدوية والتدخلات الجراحية مثل استئصال البروستات عبر مجرى البول، وهو إجراء يستخدم لإزالة أنسجة البروستات الزائدة التي تعيق تدفق البول، وقد يتطلب فترات تعافٍ أطول ويصاحبه احتمال آثار جانبية لدى بعض المرضى.
ومعلقاً على توفير العلاج الجديد، قال الدكتور جورج- بسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، واختصاصي مرموق في طب المسالك البولية مختص بالجراحة الروبوتية: “نلتزم في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بمواصلة تطوير قدراتنا الطبية وضمان توفير أحدث التقنيات للمرضى، على غرار العلاج بالتجريف المائي. ويمثل هذا الإجراء العلاجي السباق إنجازاً آخر في سعينا لتقديم أعلى معايير الرعاية. ونحن ممتنون للدعم المستمر من دائرة الصحة – أبوظبي، الذي يمكننا من تقديم حلول الرعاية الصحية عالمية المستوى على أرض إمارة أبوظبي”.
وأضاف الدكتور وليد حسن رئيس قسم أمراض المسالك البولية بمعهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يبشر العلاج بالتجريف المائي بمرحلة جديدة في علاج تضخم البروستات الحميد، ويعالج محدودية الأساليب التقليدية بمستويات لافتة من الدقة والسلامة. واخترنا تقديم هذه التقنية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي نظراً لانسجامها مع رسالتنا بتقديم أكثر مستويات الرعاية تقدماً التي تركز على المرضى.
وبخلاف الوسائل التقليدية، يعتبر هذا الخيار العلاجي مثالياً للمرضى المصابين بأكثر حالات البروستات صعوبة، إذ يوفر قدرات فريدة لتخصيص العلاج والتنبؤ بالحالة، وهي أمور لم تكن ممكنة سابقاً”.
ويستفيد العلاج بالتجريف المائي (Aquablation) من النظام الروبوتي AquaBeam®، الذي ينفث الماء بضغط مرتفع دون ارتفاع في الحرارة لإزالة أنسجة البروستات. وعلى النقيض من الأساليب التقليدية التي تستخدم الحرارة (مثل الليزر والكي الكهربائي)، تضمن تقنية نفث الماء غير الحرارية الحد من الأضرار على الأنسجة المحيطة، بما يقلل بشكل كبير من مخاطر الآثار الجانبية مثل سلس البول أو الخلل في الوظائف الجنسية.
ويعمل العلاج بتوجيه مباشر من تقنية التصوير الموجات فوق الصوتية وتنظير المثانة، بما يتيح للجراح رؤية الأنسجة الحيوية، مثل عنق المثانة، والمريء، والعضلة العاصرة الخارجية، مما يضمن الحفاظ عليها. ويساعد الجمع بين الدقة الروبوتية والتصوير المتقدم في تحسين المخرجات العلاجية وتقليل المخاطر.
وأردف الدكتور زكي الملاح استشاري أمراض المسالك البولية بمعهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يمثل العلاج بالتجريف المائي نقلة نوعية في علاج تضخم البروستات الحميد، وهو إجراء يتم لمرة واحدة ويخلص المرضى من الأعراض المزعجة لوقت طويل.
وعبر الاستفادة من الإمكانات الروبوتية، يمكننا اليوم منح المرضى علاجاً فعالاً للغاية بأدنى حدود التدخل. ويعتبر هذا العلاج الوحيد الذي يقدم صوراً مباشرة لكامل البروستات، يما يتيح لنا إزالة الأنسجة الزائدة بكفاءة مع الحفاظ على الوظائف الإنجابية. ويعني ذلك انخفاض الأعراض الجانبية بالنسبة للمرضى وسرعة تعافيهم، وتحسناً بشكل ملحوظ في جودة حياتهم”.
وأشار الدكتور عمر رحيم استشاري أمراض المسالك البولية بمعهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “إن دقة الروبوت في إجراء العلاج بالتجريف المائي أمر لافت، خصوصاً لدى المرضى الذين يكون لديهم البروستات أكبر حجماً، حيث تعجز الوسائل التقليدية في معظم الحالات عن القيام بالمطلوب. ويبلغ متوسط زمن إزالة الأنسجة باستخدام هذه التقنية 5.8 دقيقة فقط، مقارنة بنحو نصف ساعة في تقنية استئصال البروستات عبر مجرى البول، دون المساس بسلامة الإجراء وكفاءته. ولاشك أن هذا الخيار العلاجي يمثل خطوة متقدمة ويقلل من المخاطر ويقلص من الزمن اللازم لتعافي المريض، في حين يقدم للمرضى مستويات استثنائية من الرعاية”.
ويمثل تقديم كليفلاند كلينك أبوظبي لخيار العلاج بالتجريف المائي (Aquablation) دليلاً عن خياراته العلاجية المتقدمة، بما ينسجم مع رسالته بتوفير الرعاية عالمية المستوى، وحلول الرعاية الصحية المبتكرة. وفي إطار برنامج أمراض المسالك البولية، الذي يقدم بالفعل مجموعة واسعة من العلاجات الجراحية وغير الجراحية لحالات المثانة والكلى والبروستات المعقدة، يأتي الخيار العلاجي الجديد ليرتقي بنموذج الرعاية الشاملة الذي يتبناه كليفلاند كلينك أبوظبي.
وإضافة لهذا العلاج، يوفر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة وعالية الكثافة لسرطان البروستات، وهو إجراء بأدنى حدود التدخل يستخدم الموجات فوق الصوتية لاستهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها بدقة عالية. وتسلط هذه التطورات العلاجية الضوء على ريادة المستشفى في رعاية أمراض المسالك البولية، ومنح المرضى في دولة الإمارات علاجات سباقة تحسن بشكل كبير من مخرجاتهم العلاجية وجودة حياتهم.