على مرّ القرون، ساد الاعتقاد بأنّ سرّ الحياة الطويلة والصحّية يكمن في الجينات. لكن في السنوات الأخيرة، توصّل العلم إلى أنّ العادات اليومية هي العامل الأهم في تحديد طول العمر وجودة الحياة، فيما يقتصر تأثير الوراثة على دورٍ ثانوي. ومن هذا المفهوم الحديث، يستمدّ منتجع كامالايا كوه ساموي، الملاذ الصحي الشهير عالميّاً، الركيزة الأساسية لجميع برامجه.
يتربّع كامالايا بين أشجار نخيل جوز الهند وشواطئ الساحل الجنوبي الهادئ لجزيرة كوه ساموي، وقد شكّل على الدوام وجهةً مفضّلة للباحثين عن تجربة فريدة في عالم العافية. ففي هذا الملاذ الاستثنائي، لا تقتصر رحلة الشفاء على التخلّص من السموم لأسبوع فحسب ثمّ العودة إلى وتيرة الحياة المعتادة، بل تمتدّ لتشمل إعادة التوازن من الداخل إلى الخارج، واستعادة صفاء الذهن والحيوية، ووضع أسس راسخة لحياة صحية تدوم طويلاً.
استوحى منتجع كامالايا رؤيته من المناطق الزرقاء حول العالم، حيث يعيش السكان لأكثر من مئة عام بصحة ممتازة، ليقدّم لضيوفه نمط الحياة الذي تنتهجه هذه المجتمعات المعمّرة. فمن أوكيناوا إلى سردينيا، ومن إيكاريا إلى نيكويا، تبيّن أنّ السرّ لا يكمن في مكمّل سحري أو اشتراك في نادٍ رياضي، بل في أسلوب حياة يرتكز على البساطة، والعلاقات المتينة، والتغذية السليمة، إلى جانب التركيز على تحقيق الأهداف والأحلام.
في كامالايا، تنطلق الرحلة نحو إطالة العمر من خلال التحكّم بالتوتّر، باعتباره أحد أبرز المخاطر الصامتة التي تهدّد صحة الإنسان في نمط الحياة المعاصر. يعلم الجميع أنّ التوتّر المزمن، إذا لم يُضبَط، يُسرّع الشيخوخة على مستوى الخلايا، ويُخلّ بالتوازن الهرموني، ويُضعِف الجهاز المناعي. في كامالايا، لا يرى فريق العافية التوتّر كعبء حتمي، بل كحالة قابلة للفهم والإدارة والتحرّر منها. وانطلاقاً من هذا المفهوم، يقدّم برنامج “الهناء الآسيوي” باقة متنوّعة من العلاجات التقليدية، مثل التدليك الأيورفيدي، والعلاجات الجسدية المغذّية للروح، والإرشاد الموجَّه لإعادة التوازن إلى الجهاز العصبي وتعزيز المرونة العاطفية.
كما يجسّد نهج المنتجع في الحركة أسلوب الحياة السائد في المناطق الزرقاء، حيث يتناغم النشاط البدني الطبيعي مع حياة خالية من الضغوط ويغمرها الشعور بالسعادة. فبدلاً من دفع الضيوف إلى ممارسة تمارين رياضية مجهدة تبدو أشبه بالعقاب، يشجّعهم المنتجع على تحريك أجسامهم بلطف من خلال اليوغا، أو التنزّه في أحضان الطبيعة، أو السباحة، أو حتى قضاء الوقت في كهف الأعشاب، احتفاءً بالإيقاع الطبيعي للجسم من دون أي ضغط.
ثمّ تأتي التغذية التي يُقاربها المنتجع بوعي واحترام. فالوجبات في كامالايا مستوحاة من أنظمة غذائية معتمدة في ثقافات المناطق الزرقاء، حيث تُمنح الأطعمة النباتية الأولوية. ويزخر هذا النمط بالخضروات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، مع استهلاك اللحوم بشكل معتدل. وفي هذا السياق، يشجّع المنتجع ضيوفه على اعتماد مبدأ “هارا هاشي بو”، وهو تقليد غذائي من أوكيناوا يدعو إلى التوقّف عن الأكل عند بلوغ الشبع بنسبة 80%، وتناول الطعام ببطء ووعي، مع التركيز على النكهة، والقوام، والشعور بالامتنان لما في الطبق.
وفي كامالايا أيضاً، يتعلّم الضيوف كيف يعيدون الاتصال ببوصلتهم الداخلية، ليستمدّوا منها التوجيه والوضوح في حياتهم اليومية. وغالباً ما يكتشف الضيوف إحساساً أعمق بالدافع وراء أفعالهم، وبالهوية التي يطمحون إلى تجسيدها ليصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم، سواء عبر جلسات فردية مع مرشدين متخصّصين في تحسين أسلوب الحياة، أو من خلال تمارين تدوين المذكّرات، أو التأمّل بهدوء في كهف أرجان الروحاني داخل المنتجع.
وبفضل هذا المزيج الفريد من الممارسات العلمية والتأمّلات الذاتية، ينفرد كامالايا بمكانة خاصة في عالم العافية، متجاوزاً التوجّهات السائدة بأسلوبه المتكامل والواعي. فهنا، لا تقتصر برامج إطالة العمر على تعزيز الصحّة الجسدية فقط، بل تمتدّ لتشمل الرفاه النفسي والعاطفي، في مقاربة شاملة لحياة أطول وأكثر توازناً. فمن برنامج “الإشراق المتجدّد” المصمّم للنساء في مرحلة الخصوبة أو انقطاع الطمث، إلى برنامج “المرونة والمناعة” المخصّص لمن يعيدون بناء صحتهم بعد المرض، يرحّب كامالايا بجميع ضيوفه مهما كانت ظروفهم، ويقدّم لكلّ منهم حلولاً مصمّمة خصيصاً
…