تُعد مدرسة هُويتنا أول مدرسة رسمية مستدامة، وتشكل نموذج جديد للمدارس الرسمية، وهي نتاج شراكة بناءة بين القطاع الحكومي والمجتمع المدني تحقق شغف مجتمعي؛ لتطوير التعليم، والتي ترتكز على أن بناء الشخصية ركيزة أساسية لـ2030.
وتبلورت المدرسة من خلال توقيع بروتوكول تعاون بين كل من اتحاد بنوك مصر ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة القاهرة وهيئة الأبنية التعليمية، ويأتي ذلك في سياق مبادرة الإتحاد لتطوير العشوائيات، والتي بدأت عام 2014 بتوقيع بروتوكول تعاون بين كل من الأشغال العسكرية، ومحافظة القاهرة ووزارة التنمية المحلية وصندوق تطوير العشوائيات؛ لتطوير16 منطقة بحلوان وشرق مدينة نصر.
وفي هذا الصدد، حرص اتحاد بنوك مصر برئاسة هشام عز العرب على تأسيس نموذج رائد ومتكامل لمدرسة مصرية لا تهدف إلى الربح، ولكنها تعزز الهُوية والشخصية المصرية؛ لتوفير تعليم متميز لأطفال المناطق المهمشة، من خلال تخصيص 100 مليون جنيه من إجمالي مساهمات البنوك المصرية لإنشائها.
كما وفر منظومة الملكية الفكرية متضمنة الرؤية والهوية المؤسسية (اسم وشعار المدرسة)، وعمل على اختيار جهة التشغيل المسؤولة عن تزويد الاتحاد بالآليات وسياسات العمل والأدلة الإجرائية المتممة للرؤية، بالإضافة إلى إدارة المدرسة بأسلوب يضمن الفاعلية وتحقيق الأهداف المرجوة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وتقوم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالإشراف العام على المدرسة، وإنهاء جميع الإجراءات واستصدار القرارات اللازمة لتشغيل وإدارة المدرسة بحسبانها غير هادفة للربح طبقًا لرؤية اتحاد بنوك مصر وسياسة الوزارة في تطوير العملية التعليمية، واستصدار قرار تشكيل مجلس إدارة المدرسة لمباشرة اختصاصاته طبقًا للمنصوص عليه بالبرتوكول، ويكون أعضائه من مرشحي اتحاد بنوك مصر والوزارة والمجتمع المدني.
وقامت محافظة القاهرة متمثلة في اللواء خالد عبد العال بإتاحة قطعة أرض على مساحة خمسة فدان بمنطقة عين حلوان؛ لتشييد المدرسة منسق الأعمال الاستصدار كافة التراخيص والإجراءات اللازمة لعملية البناء.
وتقوم هيئة الأبنية التعليمية بابتكار تصميم متميز يحقق الرؤية ويخلق مدرسة جاذبة محببة للطالب، وكذا تنفيذ كافة أنشطة المشروع متضمنة المقايسات والطرح، بالإضافة إلى الإشراف على التنفيذ.
ويوفر مكتب الاستشاري حسين صبور كافة الاستشارات والدعم الفنى للإتحاد، واستلام الأعمال خلال كافة مراحل المشروع، واعتماد كافة الأمور الإجرائية الخاصة بالفنيات والتسويات المالية.
الابتكار في التصميم لتحقيق الرؤية
يحرص تصميم المدرسة على التناغم بين الفراغات الداخلية والبيئة الخارجية وفقاً للمعايير الدولية، مما ينتج عنه توفير 50% من مهارات الطلبة في التعلم، مثل عمل مسطح فراغات الأنشطة تمثل حوالي 55% من سطح الفصول لإقامة الندوات والاحتفالات، وزياده نصيب الطالب بالموقع والفناء والفصول وفراغات الأنشطة إلى ضعف المعيار المطبق حاليًا.
ويخدم تصميم مدرسة البيئة اقتصادية من خلال توفير أنشطة يمكن استغلالها من قبل المجتمع مقابل ايراد يساعد المدرسة على تنمية مواردها مثل: وجود منطقة ملاعب رياضية بمسطح حوالي 3810م2 لها مدخل خارجي مع تحقيق الفصل بين حرك الطلاب في حال استخدمها من قبل المجتمع.
وفي هذا السياق أيضًا، توفر المدرسة منطقة حمام سباحة أوليمبي بمسطح حوالي 2400م2؛ لدعم النشاط الرياضي للمدرسة والمجتمع المحيط، وتوفير فناء المدرسة بمسطح حوالي 800م3 يسمح بإقامة المهرجانات الرياضية والاحتفالات المدرسية بمشاركة المجتمع المحيط.
وتخلق بيئة تعليمية جاذبة للطالب من خلال إتباع نظام الـ(clustering) في توزيع الفصول، وذلك من خلال الفصل الرأسي بين المراحل التعليمية المختلفة وتجميع المراحل المتقاربة في منطقة واحدة مع توفير الأنشطة الخاصة بهم بكل دور مثل المكتبة والكمبيوتر والتربية الفنية والمعمل مع توفير فراغات أنشطة تخدم جميع المراحل مثل مسرح المدرسة، بالاضافة إلى الكافيتريا، وغيرهم من الأنشطة التي تعمل على تنمية مهارات الطلاب.
كما تهتم بالبيئة الخارجية بإضافة عناصر تنسيق الموقع وخلق مناطق ألعاب ومناطق مظللة ومناطق خضراء ومجموعة من أحواض الزهور وحديقة المدرسة وحديقة المجالات والملاعب الرياضية، كذا مراعاة التوجية الأمثل لجميع الفصول وفراغات الأنشطة مما يحقق الإضاءة والتهوية الطبيعية المثلى.
وتعمل المدرسة على توفير الشبكات ونظم المعلومات المتطورة مع توفير جميع الأعمال الكهربية والإلكتروميكانيكية التي تحقق استراتيجية التعليم 2030، بالإضافة إلى تجهيز المدرسة بأحدث النظم الحديثة (سبورة ذكية، داتا شو، جهاز كمبيوتر لكل مدرس، مخارج لشحن التابلت)، توفير البينة التحتية من مواسير فارغة؛ لزوم محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية كمرحلة مستقبلية، بالإضافة إلى نظام كاميرات المراقبة داخل المدرسة قابل للربط على شبكة الإنترنت.