على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدّم الصندوق السعودي للتنمية وصندوق قطر للتنمية مبادرة بتمويل مشترك بقيمة إجمالية تبلغ89 مليون دولار أمريكي، وذلك بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى تعزيز استمرار تقديم الخدمات الأساسية في الجمهورية العربية السورية خلال فترة تمتد لثلاثة أشهر.
يدعم هذا التمويل المشترك مخصصات الميزانيات الحيوية للقطاع العام لتأمين جزء من الرواتب للموظفين وذلك للإسهام في تعزيز الحماية الاجتماعية والاستقرار والتعافي الاجتماعي والاقتصادي الشامل في سورية. كما سيتم تنفيذ المبادرة بما يتوافق هذا المشروع مع الأولويات الوطنية السورية، ويضع حجر الأساس للتعافي على المدى البعيد.
ومن جانبه، أشار سعادة الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن المرشد، إلى أن المنحة المقدمة من الصندوق تأتي ضمن جهود القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية -حفظها الله- نحو تعزيز الدعم الإنمائي في سورية الشقيقة، مؤكدًا على أن يعمل الصندوق جنبًا إلى جنب مع الشركاء لدعم النمو في مسيرة التنمية في سورية.
وفي هذا السياق، صرّح السيد فهد بن حمد السليطي، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، قائلاً “تعكس هذه المبادرة رؤيتنا المشتركة لتعزيز الاستقرار والصمود للشعب السوري الشقيق. كما نؤمن بأن الاستثمار في الخدمات الأساسية لا يقتصر على كونه ضرورة إنسانية عاجلة، بل يشكّل استثماراً استراتيجياً طويل الأمد في تحقيق التنمية المستدامة، وصون الكرامة الإنسانية، وترسيخ أسس السلام والازدهار.”
في هذه المناسبة تحدث معالي وزير المالية في الجمهورية العربية السورية السيد محمد يسر برنية، “تتوجه الحكومة السورية بخالص الشكر والتقدير إلى كل من صندوق قطر للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية، على هذه المبادرة المشتركة في المساهمة في تمويل جزء من فاتورة الأجور والرواتب”. وأضاف: “تعبر المبادرة عن رسالة دعم من السلطات السعودية والسلطات القطرية الشقيقة، وتأتي انسجاماً مع جهود الحكومة السورية الرامية إلى تعزيز مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية وترسيخ مقومات الاستقرار والتعافي الاقتصادي والاجتماعي الشامل بما يخدم مصلحة الشعب السوري ويعزز قدرته على مواجهة التحديات الراهنة. كما نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنفيذه لهذه المبادرة.
وقال هاوليانغ شو، القائم بأعمال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “نعرب عن امتناننا للمساهمات السخية من صندوق قطر للتنمية والصندوق السعودي للتنمية، والتي تلبي الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، وتضع الأساس للتعافي والتنمية على المدى الطويل”. وأضاف: “نواصل التزامنا الراسخ بتلبية الاحتياجات الملحة في سورية. وستضمن المساهمات التي نتلقاها اليوم توفير الخدمات الحيوية التي تعتمد عليها المجتمعات، مثل التعليم والخدمات الأساسية، كما تعزز ثقة المواطنين في المستقبل “.
ومن خلال هذا الدعم، تؤكد المملكة العربية السعودية ودولة قطر التزامهما بتعزيز التنمية والشراكات الاستراتيجية مع المجتمع الدولي، وضمان مساهمة جهود التعافي في الحوكمة المرنة القادرة على الصمود في مواجهة الأزمات، والنمو الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية.