استقبلت جامعة جورجتاون الدفعة الافتتاحية من طلبة برنامج ماجستير إدارة الأعمال والسياسة الدولية في دبي، لتدُشّن بذلك إطلاق برنامج أكاديمي عالمي المستوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والدبلوماسيين وخريجي الجامعة.
ويعتمد البرنامج على خبرات اثنين من أبرز كُلّيات الجامعة، كُلّية ماكدونو لإدارة الأعمال، وكلية والش للخدمة الخارجية، بهدف إعداد قادة الأعمال والسياسات في المنطقة، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة اللازمة للتعامل مع تحديات الأسواق العالمية، بما يواكب طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة بترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للمال والابتكار والتعليم الدولي في مجالي الأعمال والسياسة. وسيتم تقديم البرنامج في أكاديمية مركز دبي المالي العالمي، مع وحدات دراسية إضافية في واشنطن العاصمة وجاكرتا في إندونيسيا.
وقد استُهلّ الحفل بكلمات افتتاحية ألقاها كل من بول ألميدا، عميد كُلّية ماكدونو لإدارة الأعمال، وجويل هيلمان، عميد كلية والش للخدمة الخارجية، حيث قدّما رؤية جامعة جورجتاون للبرنامج الجديد ودوره في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للتعليم، فيما شدّدت جويل هيلمان على القيمة الاستراتيجية لدمج تعليم الأعمال والسياسة، وعلى الأهمية المتزايدة للمراكز الصاعدة ذات النفوذ العالمي.
بدورها أكدت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي، على أهمية الشراكة بين جورجتاون والمركز بتعزيز مكانة دبي كمحور دولي للأعمال والسياسات، كما شجعت الطلاب على العمل بجهد لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
وتطرّق روبرت رينز، القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في دبي، إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به الشراكات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة في تعزيز مسيرة التعليم والارتقاء بها على مستوى المنطقة بأكملها. وأكد رينز أن مجتمع جورجتاون يتميز بعمقه التاريخي واتساعه العالمي، وبشبكة خريجيه الذي يواصلون دعم بعضهم البعض بروح من التضامن والتعاون، بما يعكس قوة هذا الإرث الأكاديمي ودوره في تمكين الأجيال القادمة.
وتضمّن الحدث جلسة نقاشية بعنوان “دبي – مركز عالمي للتعليم ودور جامعة جورجتاون في تشكيل المستقبل”، وأدار الجلسة نيرمال تشابريا، المدير الأكاديمي لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال في دبي. وشارك في الجلسة كل من سعادة محمد البدواوي، ومعالي سعيد النظري، وإيمان العوضي، ومي يوسف، وأكشايا سينغ سيكاند.
وأجمع المتحدثون على أن البرنامج تجاوز توقعاتهم بفضل المزج المتوازن بين الأسس الأكاديمية الصلبة والرؤى العملية من واقع الصناعة. وأكدوا بأن هذه التجربة التحويلية أبرزت بأن القيادة الحقيقية لا تقوم على امتلاك جميع الإجابات، بل على طرح الأسئلة الصحيحة وتمكين الآخرين. وأشاروا إلى أن المجتمع المتنوع والداعم من الزملاء وأعضاء هيئة التدريس أسهم في تعزيز عملية التعلّم وبناء علاقات مهنية وإنسانية طويلة الأمد، حيث تمكّن المشاركون من تطبيق معارفهم بشكلٍ فوري في أماكن عملهم، بدءاً من تطوير استراتيجيات الأعمال، ووصولاً إلى تحسين التحليل المالي.
واتفق المتحدثين على أن التواصل المباشر بالرؤساء التنفيذيين العالميين، أتاح لهم استكشاف رؤى قيّمة حول التحديات الواقعية، ووسّع آفاق حلولهم العملية في مجال الأعمال.
كما أكدوا أن البرنامج لم يزودهم بمهارات جديدة فحسب، بل منحهم أيضاً شعوراً بالفخر والتطور، وشبكة قوية من العلاقات المهنية التي ستستمر لما بعد التخرج.
وعقب الجلسة الحوارية، قدّم البروفيسوران راج ديساي وبراد جنسن، مديرا البرنامج، عرضاً للمنهج الدراسي ومزاياه الفريدة التي تجمع بين مجالي الأعمال والسياسة، قبل أن يختتم برافشانت مالافيا، نائب عميد كلية ماكدونو لإدارة الأعمال، فعاليات الحدث بكلمة ختامية، حيث قال: “يمثل إطلاق برنامج ماجستير إدارة الأعمال والسياسة الدولية في دبي فصلاً جديداً، من التزام جامعة جورجتاون تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يهيئ القادة لمواجهة التحديات العالمية، ويسهم مباشرة في دعم النمو الاقتصادي والاستراتيجي لدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا الأوسع.
ويتزامن الإطلاق مع النمو القياسي الذي يشهده مركز دبي المالي العالمي، والذي سجّل زيادة بنسبة 25٪ في عدد الشركات المُسجلة، ووصل عدد العاملين فيه إلى نحو 48 ألف متخصص خلال النصف الأول من عام 2025 .
وقالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي: ” مع مساهمة جامعة جورجتاون في تخريج وصناعة قادة مؤثرين، فإن مركز دبي المالي العالمي وأكاديمية المركز ملتزمان بصناعة قادة سيكون لهم دور محوري في إحداث التحول في دبي والمنطقة بأسرها. وأود أن أعرب عن تقديري العميق لجامعة جورجتاون على ثقتها المتجددة وشراكتها المستمرة. معاً، نعمل على توفير فرص للتطور المهني والأكاديمي في دبي، وبناء قدرات قيادية تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي في دبي والمنطقة والعالم..”
وقال روبرت رينز، القنصل العام للولايات المتحدة في دبي: “يعكس هذا البرنامج متانة الشراكة المستمرة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، في تعزيز التعليم وتوسيع آفاق الفرص الاقتصادية. فمثل هذه المبادرات تزوّد المتخصصين بالمهارات والشبكات التي تُمكنّهم من التعامل مع الأسواق العالمية، ودفع فرص النمو المشترك بين البلدين وعلى نطاق أوسع عالمياً.