تستعدّ بوابة الأمم لاستقبال الجمهور اعتباراً من مارس 2026، وستكون بمثابة مركز رائد للزوّار في قلب مكتب الأمم المتحدة بجنيف. يقع هذا الصرح عند مدخل قصر الأمم، وقد صُمّم ليقدّم لزوّاره تجربة استثنائية تُعرّفهم إلى عالم الدبلوماسية متعددة الأطراف وتُبرز الدور الجوهري الذي تؤدّيه منظّمة الأمم المتّحدة على الساحة الدولية. ولا يقتصر دوره على مركزٍ للزوّار، إنّما شُيّد ليكون بوابةً إلى عصرنا اليوم وما فيه من قضايا ملحّة. من هذا المنطلق، تجمع بوابة الأمم ما بين التقنيات المبتكرة والتجارب المصمّمة بعناية، فتُشكّل مساحة للتعلّم والحوار والمشاركة المجتمعية، تربط المجتمع الدولي برسالة منظّمة الأمم المتحدة المتمحورة حول التضامن والعمل المشترك.
انبثق هذا المشروع من رؤية إيفان بيكتيه الذي أطلق مبادرة بوابة الأمم استجابةً لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى جعل تعدديّة الأطراف في متناول الجميع. ويجسّد قناعة راسخة بأنّ التعاون الدولي، في عالم يشهد تحديات أكثر تعقيداً وصعوبةً، لم يعد مجرّد خيار بل ضرورة حتمية.
أبصرت مؤسّسة بوابة الأمم النور عام 2019 على يد إيفان بيكتيه من أجل تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس. وتصبو إلى تعزيز تعدّدية الأطراف وإلقاء الضوء على الدور الجوهري الذي يؤديه مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وبتمويل قائم كلياً على تبرّعات خاصة، أوكلت إلى المؤسسة مهمّة إنشاء مرفق مخصّص لاستقبال الزوّار عند قصر الأمم بالنيابة عن مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وتصميم تجربة بوابة الأمم التفاعلية التي يُرتقب إطلاقها في مارس 2026. كما ستدير المؤسسة هذا المركز الجديد نيابةً عن المكتب لغاية شهر ديسمبر من العام 2027.
أعربت مؤسسة بوابة الأمم عن امتنانها العميق لكلّ من ساهم في إنجاز هذا المشروع الطموح، وفي مقدّمتهم إيفان بيكتيه بصفته المتبرّع الرئيسي. كما قدّمت مؤسستا هانس ويلدسورف ولوتوري روماند دعمهما لبناء المركز وتصميمه وتجهيزه، على شكل تبرّع لمنظمة الأمم المتحدة. كذلك، ساهمت مؤسسة دونا بيرتاريلي للأعمال الخيرية بشكل بارز في تطوير التجربة التفاعلية، فيما قدّم كلّ من الاتحاد السويسري، وجمهورية وكانتون جنيف، ومدينة جنيف، دعماً أساسياً للمشروع في مرحلته التشغيلية الأولى.
في جوهرها، تحتفي بوابة الأمم بمفهوم تعددية الأطراف. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المفهوم كثير التداول، لكن معناه الحقيقي غالباً ما يُغفل؛ فهو يقوم على تعاون أطراف متعددة لمواجهة تحديات يستحيل على أي دولة التصدي لها بمفردها. فتعدّدية الأطراف ليست إذاً مجرد أداة دبلوماسية، بل هي نهج وفكر قائم على إيمان راسخ بأن القوة تكمن في الوحدة. وفي جنيف، حيث تُناقش الدول وتعتمد أبرز الاتفاقيات الدولية، تتجلّى تعدّدية الأطراف بأشكال ملموسة ومتنوّعة، من وضع معايير الصحة العالمية وأطُر حماية البيئة، إلى صياغة اتفاقيات العمل والابتكار في مجالات التكنولوجيا.
ستكون بوابة الأمم بمثابة تذكير حيّ بأهمية هذا النهج، وستستقبل ما يصل إلى 200 ألف زائر سنوياً ليكتشفوا دور الدبلوماسية متعددة الأطراف في بناء مستقبلنا المشترك. وقد صُمّم المركز ليكون أداة تعليمية حديثة تأخذ الزوّار في رحلة تمتد لساعتين إلى عالم التعاون الدولي. وستتوفر التجربة بثماني لغات – الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية، والروسية، والصينية والعربية – لتكون في متناول قاعدة جماهيرية عالمية واسعة.
يقع المركز عند مدخل قصر الأمم في شارع السلام، وسيفتح أبوابه يومياً من الساعة 10:00 صباحاً حتى 6:00 مساءً، وستُباع التذاكر حصرياً عبر الإنترنت ابتداءً من خريف 2025. يتمتّع المركز بموقع استراتيجي يسهل الوصول إليه على متن الترام والحافلات والقطارات والسيارات، فسيغدو محطة بارزة لزوّار جنيف، إذ يقدّم لهم فرصة نادرة للتعرّف عن كثب إلى آليات عمل منظمة الأمم المتحدة في واحدة من أهم العواصم العالمية للدبلوماسية والعمل الإنساني.