أشاد معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بندوة زكاة التمور التي أقيمت أمس في العاصمة أبوظبي في حديقة المواسم وقال في كلمته الافتتاحية: إن زكاة التمور فريضة شرعية دلَّ عليها الكتاب والسنة، وهي رافد لتعزيز التكافل والتراحم في المجتمع، موضحًا أنَّ المجلس قدّر نصاب زكاة التمور في دراساته الميدانية بوزن (541) كيلوغرامًا بعد التجفيف، وهذا ما ينسجم مع منهجية المجلس في حوكمة الفتاوى وإصدارها وفق ضوابط دقيقة.
كما شدّد معالي الرئيس على أنَّ النخلة كانت دائمًا رمزًا للعطاء في التراث العربي والإسلامي، وقد شُبّهت بالمؤمن في الحديث النبوي، مشيرًا إلى أنَّ دولة الإمارات واصلت نهج القائد المؤسس الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في العناية بالنخيل والتمور، حيث حوّل الصحراء إلى واحات باسقة، فيما تواصل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ/ محمد بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة “حفظه الله” دعم هذا الإرث الوطني الأصيل من خلال مبادرات وجوائز نوعية على مدار العام.
كما أشاد العلامة ابن بيه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في تقريب أحكام الزكاة وتيسير أدائها للمواطنين والمقيمين، معربًا عن أمله بأن تسهم هذه الندوة في خدمة المجتمع وترسيخ قيم الخير والعطاء.
وعلى هامش الندوة، افتُتح المعرض المصاحب «شماريخ التمور» الذي ضمَّ ستة أركان رئيسة؛ تناول الأول: اهتمام القيادة الرشيدة بالموروث الوطني، فيما خُصص الثاني: لعرض النخلة في الوحي: ذكرٌ خالدٌ ومعانٍ سامية. أما الركن الثالث: فجاء بعنوان نخيل الإمارات: شجرة حياة وإرث مستدام، والركن الرابع: زكاة التمور: جهود إفتائية مؤسسية وإرث فقهي. فيما عرض الركن الخامس: خدمات زكاة التمور: تقنيات حديثة ومنصات وطنية، ليُختتم بالركن السادس: مؤسساتنا الوطنية: واحات لتراث زاخر وعادات أصيلة، حيث أتيح للزوار الاطلاع على منتجات النخيل، بالإضافة إلى تجارب تعليمية للأطفال من خلال ورش الرسم والأنشطة الزراعية.
وأشاد المشاركون في ختام الندوة: برؤية الدولة الاستشرافية التي تجعل من العمل الإفتائي جزءًا من المنظومة التنموية الشاملة، وتؤكد على الريادة الإماراتية في الجمع بين القيم الدينية والابتكار والتقدم.