* ضغوط بيعية على الذهب مع ميل المستثمرين للمخاطرة
* الذهب يفقد بريقه بضغط مستجدات الأسواق
قال أحمد نجم رئيس قسم أبحاث ودراسة الأسواق بشركة “أوربكس” التي يقع مقرها الرئيسي بمنطقة الشرق الأوسط في الكويت، إن اكتشاف لقاحات فعالة ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تمثل نقطة تحول في التخلي عن الاستثمار بالذهب كملاذ آمن وسط زيادة شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
وأضاف نجم في تقرير بحثي، أن المستثمرين اتجهوا مؤخرا إلى الأصول الاستثمارية الأخرى مع بوادر إيجابية في التصدي للموجة الثانية لـ”كوفيد-19″.
وأشار إلى أن أسعار المعدن الأصفر لا تزدهر بشكل فعلي إلا وقت الأزمات وتراجع شهية المخاطرة في الاستثمار الأصول ذات الربحية الأعلى.
وأوضح أن أسعار المعدن الأصفر التي شهدها خلال عام 2020 كانت قادمة بشكل أساسي من العزوف عن المخاطرة بشكل تام في الأسواق العالمية، والاتجاه للأصول الآمنة.
تابع نجم: “التوقعات التي كانت ومازالت قائمة بأن المعدن الأصفر سيصل لمستوى 3000 للأوقية قدرت في المقام الأول أن العالم سيشهد الموجة الثانية بنفس التداعيات التي حدثت بذروة الموجة الأولى”.
وأشار إلى أن العالم يواجه الشتاء الثاني لـ”كوفيد-19″ وبدأت عمليات الإغلاق التدريجي في بعض الاقتصادات الكبرى، ولكن القيود بأي حال من الأحوال لن تكون بحدة الإجراءات التي طبقت بالموجة الأولى للجائحة، مضيفا “تراجع المخاطر يعزز انخفاض أسعار الذهب على المدى القريب، فهناك اتفاق عالمي على عدم الدخول في إغلاق كبير مرة أخرى والاكتفاء بالإجراءات الاحترازية مع انتظار استخدام اللقاحات التي أثبتت فاعليتها”.
وأوضح أن المؤشرات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي مؤخرا، أظهرت أن الصناديق الاستثمارية لم تتخلى عن حيازتها للذهب رغم الأسباب التي دعمت تراجع الأسعار، وهو ما يخيف الأسواق بشكل كبير من أن عمليات جني الأرباح الحقيقية لم تبدأ بعد.
وقال: “يمكن الحديث على أن تداولات المعدن الأصفر ربما لن تشهد ارتفاعا حتى عودتها أعلى مستويات الـ 1800 دولار، وربما تطول رحلة بقاء الذهب أدنى هذا المستوى وهو ما سيدعمها بشكل أكيد التقرير القادم لحيازات وتمسك الصناديق بالاستثمار”.
وذكر نجم أن عوامل السوق الحالية تشير إلى استمرار عمليات جني الأرباح وتصحيح أسعار الذهب إلى مستويات 1600 دولارا للأوقية.
يرى نجم أن أسعار الذهب هوت أدنى 1800 دولار للأوقية لأول مرة منذ خمسة أشهر، مما أشعل شرارة عمليات البيع، مرجحا أن تختبر الأسعار مستوى 1750 دولارا للأوقية بعد أنهت الأسعار عند مستوى 1787.66 دولار.
وقال رئيس قسم الأبحاث إن أسعار الذهب المسجلة بنهاية الأسبوع الماضي هي الأدنى منذ يوليو 2020، وذلك على الرغم من تراجع الدولار الأمريكي بشدة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أن ما يدعم تراجع المعدن الأصفر وبشدة تراجعات الدولار الأمريكي والذي ظهر بشكل واضح في تداولات مؤشر الدولار والذي بدء رحلة التراجع منذ جلسة 11 نوفمبر لم يستوعبها المعدن الأصفر ويظهر عليه أي من علامات الصعود طبقاً للعلاقة العكسية ما بينهما، على العكس ظهرت تقريباً على كل العملات والمعادن الأخرى.
توقع أن تشهد أسعار الذهب انخفاضات متتالية خلال جلسات الأسبوع الحالي بنحو 70 إلى 80 دولارا بالأوقية، وربما نرى هبوط الأسعار أدنى مستوى 1700 دولارا للأوقية، ما لم تظهر عوامل داعمة للارتفاع.
وأكد أن هبوط الأسعار سيشجع زيادة الطلب الاستهلاكي للأفراد، فيما ينخفض الطلب الشرائي للصناديق المتداولة بالبورصة والبنوك المركزية العالمية.
في سياق متصل، كشف نجم أن هناك احتمالات قائمة بقوة لإقرار حزمة تحفيز أمريكية ضخمة، على غرار الحزمة التي تمت الموافقة عليها بداية تفشي الجائحة، والتي ساعدت الذهب لأعلى مستوياته التاريخية فوق مستوى ألفين دولار للأوقية.