القى الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، مساء اليوم الأربعاء، كلمة مصر في الدورة (210) للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بمشاركة السيدة أودري أزولاي المدير العام لليونسكو، السفير أجابيتو مباموكي رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، والسفير إيهاب بدوي المندوب الدائم لمصر لدى اليونسكو، والدكتورة غادة عبدالباري الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة.
في بداية كلمته، أكد الوزير على أن انعقاد هذه الدورة في ظل هذه الظروف الاستثنائية يعد دليلا بارزًا على قدرة اليونسكو على التكيف مع تلك الفترة الصعبة من تاريخ الإنسانية، وتعبير صادق عن رغبة الدول في تعزيز منظومة الحوكمة، مشيرًا إلى تزامن عقد هذه الدورة مع الذكرى السبعين لتوقيع ميثاق منظمة اليونسكو، ليعد ذلك فرصة للتأمل فيما حققناه معًا من نجاح وتقدم من مواثيق ومعاهدات ومشروعات ناجحة، وما ينتظرنا من تحديات قادمة.
وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى ترحيب مصر بالإجراءات المقرر إتباعها لاختيار مرشح لمنصب المدير العام للمنظمة، بما يضمن تحقيق الشفافية المطلقة في عملية الانتخاب، والمفاضلة بين كافة المرشحين لاختيار الأصلح لتولي هذا المنصب الدولي الهام.
كما أشار الوزير إلى الدور الكبير الذي تلعبه منظمة اليونسكو وتاريخها الحافل بالعديد من قصص النجاح والإنجازات الملموسة في مجال حفظ وصون التراث وتطوير التعليم، فضلا عن الثقافة وقوة الحوار اللتين تمثلان ركيزة أساسية لعمل هذه المنظمة، مؤكدًا على ضرورة مراعاة التغيرات التي طرأت على المنظومة الأممية، سواء التغييرات الماضية التي أفضت إلى إنشاء كيانات ومنظمات جديدة، أو التغيرات الحالية المرتبطة بإصلاح المنظومة الأممية وتحسين فعاليتها عبر تجنب تنازع وتضارب الأنشطة الحالية بين الوكالات المختلفة، مشيدًا بما تم تطبيقه من قرارات ذات صلة باتفاقية 1970.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار على أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بالثقافة والتراث، وتضعها على قائمة اهتمامات سياساتها الداخلية والخارجية، مشيرًا إلى أن زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة اليونان مؤخرًا، هي خير مثال على ذلك، حيث تضمن البيان الختامي لتلك الزيارة فقرة تشدد على أهمية الاحترام الكامل للآثار ذات القيمة التاريخية، وخاصة ذات الطابع العالمي المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما أكد الوزير على مشاركة مصر بفعالية في صياغة عدد من المبادرات الدولية التي أطلقتها المنظمة خلال الفترة الماضية، وأهمها التوصيتان الخاصتان بالجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي والعلم المفتوح، لافتًا إلى استضافة مصر مؤخراً المشاورات الإقليمية في المنطقة العربية الخاصة بهاتين التوصيتين، مشيرًا إلى دعم مصر لمبادرة مستقبل التربية والتعليم.
وذكر الدكتور خالد عبدالغفار أن مصر وجهت دعوة لمواصلة المجلس المناقشات الفنية الخاصة بمستقبل مكتب التربية الدولي في إطار يشمل التوافق والانفتاح، بعيداً عن المواقف السياسية المتشددة، مع أهمية أن وضع هدف واحد وهو تعزيز دور المكتب في المستقبل، وهو الأمر الذي يتطلب استكمال دراسة الجوانب الفنية للمبادرات المطروحة ومدى تأثيرها على الاستدامة المالية على المدى الطويل، وعلى نحو يسمح بتعزيز أنشطة المكتب وتوسعها في الدول النامية.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن مصر باعتبارها إحدى الدول المؤسسة لليونسكو، ستظل داعماً قوياً للمنظمة في جهود تجاوزها التحديات الداخلية والدولية التي تمر بها، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا، معربًا عن إيمان مصر بقدرة اليونسكو على التصدي للظواهر الاجتماعية والثقافية السلبية التي يمر بها العالم في المرحلة الحالية.
الجدير بالذكر أن المجلس التنفيذي هو أحد الأجهزة الدستورية الثلاثة لليونسكو، ويتم انتخاب أعضائه من قبل المؤتمر العام، ويقوم المجلس بفحص برنامج عمل المنظمة وتقدير الميزانية المقدمة إليه من المديرة العامة، ويتألف المجلس من 58 عضوًا، مدة كل عضو أربع سنوات، ويرأس المجلس التنفيذي حاليا السفير أجابيتو مباموكي ممثلا عن غينيا الإستوائية.