خيم الحزن على الأوساط السعودية والعربية عقب إعلان الديوان الملكي السعودي يوم الخميس 30 أكتوبر 2025 الموافق 8 جمادى الأولى 1447هـ، وفاة الأمير خالد بن محمد بن تركي بن عبدالعزيز بن تركي آل سعود، أحد الشخصيات البارزة في مجالي الاقتصاد والإدارة بالمملكة.
وجاء البيان الرسمي معبرًا عن مشاعر الحزن والأسى، مؤكداً أن صلاة الجنازة أقيمت يوم الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، بحضور عدد من الأمراء وكبار الشخصيات والمسؤولين.
ولد الأمير خالد في منتصف خمسينيات القرن الماضي بمدينة الرياض، وينتمي إلى فرع آل تركي من الأسرة المالكة السعودية، وهو من أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
تلقى تعليمه الأساسي في مدارس العاصمة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ليبدأ بعدها مسيرته المهنية في القطاع الخاص، مؤمنًا بأهمية الدور الاقتصادي في خدمة الوطن.
عُرف الأمير خالد خلال مسيرته بالعمل الدؤوب والابتعاد عن الأضواء، فكان من القادة الذين يؤمنون بأن الإنجاز الحقيقي يقاس بالأثر لا بالكلمات.
بدأ مشواره العملي في شركة أسمنت اليمامة، حيث شغل عدة مناصب من مدير للشؤون الإدارية إلى مستشار إداري وعضو في مجلس الإدارة، وأسهم في تطوير منظومة الحوكمة وتحسين كفاءة العمل المؤسسي داخل الشركة، ما جعلها إحدى أبرز شركات الأسمنت في المنطقة.
إلى جانب عمله الإداري، أسس الأمير خالد شركة الرؤية المستقبلية للتجارة، التي ركزت على دعم المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة في مجالات الاستيراد والخدمات التجارية، تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تمكين القطاع الخاص وتنويع مصادر الدخل.
كما شارك في العديد من الندوات الاقتصادية، داعمًا فكرة توطين الكفاءات السعودية وتمكين الشباب من المناصب القيادية.
كان للأمير خالد حضور اجتماعي وإنساني بارز، حيث دعم مبادرات المسؤولية الاجتماعية في مجالات التعليم وتوظيف الشباب وتمكين المرأة.
تميز بشخصية هادئة متزنة، تجمع بين الحكمة والالتزام، وكان معروفًا بكرمه وإنسانيته، إذ كان يفضل العمل الخيري بعيدًا عن الإعلام.
وقد وصفه زملاؤه بأنه القائد الهادئ الذي يعمل بصمت ويترك بصمته في كل مشروع يتولاه.
وبعد معاناة صحية طويلة، وافته المنية في نهاية أكتوبر 2025، وقد نعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ببرقيتي عزاء ومواساة عبّرتا عن تقدير القيادة لما قدمه الراحل من جهود وإسهامات في خدمة وطنه.
رحيل الأمير خالد بن محمد بن تركي آل سعود مثّل فقدانًا لأحد رموز العمل الإداري والاقتصادي في السعودية، إذ جمع بين الأصالة والاحترافية، وترك إرثًا من القيم والإنجازات التي ستظل حاضرة في ذاكرة من عملوا معه.
وكان نموذجًا للجيل الذي مزج بين الولاء للوطن وروح المبادرة الاقتصادية، ليبقى اسمه علامة مضيئة في مسيرة التنمية السعودية الحديثة.







