في جلسة تداول اليوم، شهد Tadawul All Share Index (TASI) – المؤشر الرئيسى لسوق الأسهم السعودية – تراجعاً طفيفاً، حيث أغلق عند حوالي 11 656 نقطة، مرتفعاً نحو 1.3٪ مقارنة بإغلاق شهر أكتوبر، بينما ما يزال عند مستويات أقل بنحو 3 ٪ مقارنة بالعام الماضي.
من منظور الأداء القطاعي، يبدو أن السوق يعكس حالة من الحذر متأثراً بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية. من جهة، تشير تقارير إلى نمو معتدل في أرباح الشركات المدرجة في 2025، مع بروز قطاعات مثل البنوك، والتكنولوجيا والإعلام باعتبارها محركات محتملة للنمو.
من جهة أخرى، فإن انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية يزيد من المخاطر على الشركات الكبرى المملوكة للدولة أو المرتبطة بصناعة الطاقة، مما يلقي بظلال على معنويات المستثمرين.
عوامل خارجية عدة تؤثر أيضاً على اتجاه السوق، أبرزها انخفاض أسعار الخام العالمية وتبعاتها على الإيرادات الحكومية السعودية، فضلاً عن الضغوط التضخمية ومعدلات الفائدة المحتملة التي قد تؤثر على تكلفة التمويل وأرباح الشركات.
أما على الجانب الإيجابي، فتتضمن السوق توقعات بإجراء خفض محتمل في أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام، وهو ما قد ينعش أسهم القطاعات الحساسة للتمويل والنمو.
من الناحية الفنية، يُلاحظ أن السوق يتحرك ضمن نطاق معتدل دون قفزات كبيرة في الاتجاه، ما يعكس أن المستثمرين يتوخون الحذر ويراقبون المتغيرات الاقتصادية بشكل دقيق.
على سبيل المثال، مستويات التداول لم تشهد ارتفاعاً كبيراً بالرغم من الارتفاع الشهري، ما يعكس غياب زخم واضح حتى الآن.
بالنظر إلى ما تبقى من 2025، توقعات عدة لبيت الخبرة تشير إلى أنه رغم التحديات، هناك نظرة متفائلة نسبياً نحو نهاية العام، مع إمكانية تحقيق نمو أحادي الرقم في TASI، مدعوماً بتحسن أرباح الشركات وخفض محتمل للفائدة.
ومع ذلك، فإن المخاطر مثل هبوط حاد في أسعار النفط أو تصعيد جيوسياسي تبقى قائمة وقد تقلب المعادلات.
ويمكن القول إن سوق الأسهم السعودية يقف اليوم عند مفترق طفيف بين الحذر المحمود والتفاؤل الحذر.
الحذر من الضغوط الاقتصادية الخارجية والتضخمية، والتفاؤل المدفوع بإصلاحات هيكلية ضخمة في المملكة وتحول الاقتصاد نحو التنويع.
لذا فإن المتداول أو المستثمر يحتاج إلى متابعة دقيقة لأحداث النفط، السياسة النقدية، وأداء القطاعات الرائدة عبر الأشهر القادمة لتقييم المحفزات والمخاطر بشكل أفضل.







