في خطوة تعكس تطور المشروع القومي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، وافق مجلس الوزراء على تعديل المسمى الرسمي للعاصمة الإدارية الجديدة ليصبح “العاصمة الجديدة”، وذلك ضمن خطة الدولة لإبراز الهوية المستقبلية للمدينة التي تمثل نموذجًا حضاريًا وإداريًا متكاملًا للجمهورية الجديدة.
ويأتي هذا القرار بعد أكثر من سبع سنوات من بدء تنفيذ المشروع الذي أطلقته الدولة في عام 2015، والذي نجح في تحويل المنطقة الواقعة شرق القاهرة إلى مدينة عالمية تحتضن مقار مؤسسات الحكم والإدارة الحديثة، وعلى رأسها القصر الرئاسي، والحي الحكومي، ومقر مجلس الوزراء، ومجلسي النواب والشيوخ.
وأوضح مصدر مسؤول أن تغيير المسمى يهدف إلى توحيد الهوية المؤسسية للمدينة وتسهيل تداول اسمها في الخطاب الرسمي والإعلامي محليًا ودوليًا، إذ أصبح مصطلح “العاصمة الجديدة” أكثر شيوعًا لدى المواطنين والمستثمرين، كما أنه يتماشى مع الرؤية المستقبلية لجعل المدينة مركزًا إداريًا واقتصاديًا جاذبًا في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار المصدر إلى أن التعديل سيُعتمد في جميع المكاتبات الرسمية، والمستندات الحكومية، وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة للجهات العاملة في المدينة، مع إطلاق حملة إعلامية موسعة لشرح الدلالات وراء هذا القرار، والتأكيد على أن المشروع مستمر في التوسع والتنمية وفق الخطط الزمنية المحددة.
ويؤكد خبراء التنمية الحضرية أن العاصمة الجديدة أصبحت اليوم رمزًا للتحول الرقمي والإدارة الذكية، حيث تعتمد على أحدث أنظمة المراقبة والأمن الذكي، وتضم بنية تحتية متطورة تسهم في تقليل الازدحام عن القاهرة وتحقيق توزيع متوازن للأنشطة الاقتصادية والسكانية.
كما رحّب عدد من المستثمرين بالقرار، معتبرين أنه خطوة تسويقية إيجابية تسهم في ترسيخ هوية المدينة كعاصمة فعلية للدولة، وتعزز من فرص جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاعات التكنولوجيا، والخدمات الحكومية، والعقارات، والبنية التحتية.
بهذا القرار، تواصل الحكومة المصرية مسيرتها في تنفيذ مشروعات “الجمهورية الجديدة” الهادفة إلى بناء مدن عصرية تحقق جودة حياة مرتفعة للمواطنين وتواكب متطلبات التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.




