في إطار التوجه الوطني نحو تعزيز الابتكار التقني والاستفادة من التقنيات الحديثة، أطلقت الحكومة المصرية مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى بناء جيل قادر على استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة شاملة لتعزيز المهارات الرقمية لدى المواطنين، وتطوير بيئة عمل متقدمة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تركز مبادرة سماي على تمكين مليون مواطن ومواطنة من اكتساب المهارات الأساسية والمتقدمة في الذكاء الاصطناعي، سواء في مجالات تحليل البيانات أو تطوير البرمجيات الذكية أو الابتكار التقني.
وتستهدف المبادرة الفئات العمرية المختلفة، بدءًا من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة وصولاً إلى العاملين في القطاعين العام والخاص، مع إتاحة فرص تدريبية متقدمة تناسب مستويات الخبرة المختلفة.
تهدف المبادرة أيضًا إلى رفع الوعي العام بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية والأعمال، من خلال برامج تدريبية وورش عمل ومحاضرات متخصصة، بالإضافة إلى منصات رقمية تتيح للمستفيدين الوصول إلى محتوى تعليمي متكامل.
كما تركز المبادرة على تعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بالأخلاقيات المهنية ومعايير الأمان السيبراني، لضمان تحقيق الفائدة القصوى دون التسبب في مخاطر محتملة.
وتسعى المبادرة إلى خلق بيئة داعمة للابتكار، من خلال تشجيع الأفكار والمشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي، وإتاحة فرص للشركات الناشئة ورواد الأعمال للاستفادة من الموارد الرقمية والتقنيات الحديثة في تطوير منتجاتهم وخدماتهم.
كما تركز المبادرة على التعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي لتطوير حلول مبتكرة تسهم في مواجهة تحديات سوق العمل وتعزيز القدرة التنافسية لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتعمل مبادرة سماي على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والزراعة والصناعة والخدمات الحكومية، بما يتيح تحسين جودة الخدمات وزيادة كفاءتها، وتسهيل اتخاذ القرارات المبنية على البيانات الدقيقة.
ومن خلال هذه التطبيقات العملية، يتمكن المواطنون من الاطلاع على كيفية تحويل المعرفة التقنية إلى حلول ملموسة تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في تعزيز التنمية المستدامة.
كما تسعى المبادرة إلى توفير بيئة تعليمية محفزة، تعتمد على التعلم التفاعلي والممارسة العملية، بما يضمن تطوير المهارات بشكل مستدام.
ويتم تصميم البرامج التدريبية بحيث تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، مع توفير أدوات رقمية مبتكرة تتيح للمستفيدين تجربة تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ما يسهم في ترسيخ المعرفة واكتساب الخبرات اللازمة لتطبيقها في الحياة العملية.
تعكس مبادرة سماي رؤية الدولة نحو بناء مجتمع معرفي متقدم يعتمد على التكنولوجيا، ويعزز من تنافسية القوى البشرية المصرية على المستوى العالمي.
ومن المتوقع أن يكون للمبادرة أثر كبير في تطوير منظومة العمل والابتكار في مصر، وتحفيز المزيد من المواطنين على الاهتمام بالعلوم الرقمية والتقنيات الحديثة، بما يسهم في خلق مستقبل رقمي مستدام ومزدهر.
تهدف المبادرة في جوهرها إلى دمج المعرفة التكنولوجية مع مهارات الابتكار والإبداع، وتحويلها إلى أدوات فعالة لخدمة المجتمع والاقتصاد، مع التأكيد على أهمية المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في استخدام التقنيات الحديثة، ما يجعلها نموذجًا متميزًا في دعم التحول الرقمي وتعزيز الثقافة التقنية في مصر.







