هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تعد واحدة من أهم الجهات الحكومية في مصر المسؤولة عن التخطيط والتنمية العمرانية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ سياسة الدولة للتوسع العمراني وإنشاء مدن جديدة تستوعب الزيادة السكانية وتوفر فرصًا استثمارية وتنموية متنوعة.
تأسست الهيئة عام 1979 لتكون الذراع التنفيذي لوزارة الإسكان في تنفيذ مشروعات التنمية العمرانية، ومنذ ذلك الحين أصبحت ركيزة أساسية في النهضة العمرانية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة.
تتبنى الهيئة رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة عبر إنشاء مدن جديدة متكاملة الخدمات والبنية التحتية، وتعمل على توزيع السكان بشكل متوازن للحد من التكدس في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية.
وتشرف الهيئة على أكثر من 40 مدينة جديدة موزعة على مختلف المحافظات، من أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة، العلمين الجديدة، المنصورة الجديدة، أسوان الجديدة، ومدينة أكتوبر الجديدة.
في العاصمة الإدارية الجديدة، تُعد الهيئة الجهة المنفذة الرئيسية لأعمال المرافق والطرق والإسكان، حيث تم تنفيذ آلاف الوحدات السكنية بمستويات مختلفة لتناسب جميع الفئات، إلى جانب مشروعات خدمية وإدارية ضخمة مثل الحي الحكومي والحي المالي والمدينة الطبية والمدينة الرياضية.
كما تم تطوير شبكة متكاملة من الطرق والكباري والبنية التحتية الذكية التي تجعل العاصمة واحدة من أكثر المدن الحديثة تطورًا في الشرق الأوسط.
أما في مدينة العلمين الجديدة، فقد نجحت الهيئة في تحويل المنطقة من مجرد ساحل سياحي موسمي إلى مدينة عالمية متعددة الأنشطة، تضم مناطق سكنية فاخرة، ومناطق جامعية وتعليمية، إضافة إلى كورنيش عالمي ومشروعات سياحية وخدمية متميزة.
ويأتي ذلك ضمن توجه الدولة لجعل الساحل الشمالي وجهة دائمة للحياة والعمل وليس مجرد مقصد صيفي.
كما تولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا بمدن الصعيد، إذ تم إطلاق مشروعات كبرى في مدن مثل أسيوط الجديدة وسوهاج الجديدة وطيبة الجديدة، حيث يجري تنفيذ وحدات إسكان اجتماعي ومتوسط، ومناطق صناعية لجذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل لأبناء الصعيد.
وتسعى هيئة المجتمعات العمرانية إلى توفير بيئة عمرانية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة، حيث بدأت في تطبيق منظومات المدن الذكية في بعض المدن الجديدة مثل الشيخ زايد والعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية.
كما تعمل على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص من خلال مشروعات المشاركة في التنمية، ما يساهم في تسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق عوائد اقتصادية قوية للدولة.
ولم تغفل الهيئة الجانب الاجتماعي، إذ تنفذ مشروعات للإسكان الاجتماعي ومبادرات لتسكين محدودي الدخل ضمن برنامج الدولة لتوفير سكن كريم لكل مواطن.
وتعمل كذلك على تطوير المناطق القديمة والعشوائية عبر مشروعات إعادة التخطيط وتوفير وحدات بديلة بمواصفات حديثة وخدمات متكاملة.
من خلال هذه الجهود، أثبتت هيئة المجتمعات العمرانية أنها حجر الأساس في بناء الجمهورية الجديدة، إذ لا تقتصر مهمتها على إنشاء مدن جديدة فحسب، بل تمتد إلى بناء مجتمع متكامل يسوده التخطيط الحضاري المتوازن والعدالة الاجتماعية وفرص الحياة الكريمة لجميع المواطنين.







