في خطوة تعكس الدور المحوري للبنك المركزي السعودي في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي، يواصل البنك تنفيذ مجموعة من القرارات والإصلاحات التي تستهدف تطوير القطاع المالي ورفع كفاءته، إضافة إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة التقنية المالية.
ويأتي ذلك ضمن جهود متواصلة لدعم الاقتصاد السعودي وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الهادفة إلى بناء قطاع مالي متطور، مستدام، وجاذب للاستثمارات.
يتمثل الدور الأساسي للبنك المركزي السعودي في ضمان الاستقرار النقدي والمالي من خلال صياغة وتنفيذ السياسة النقدية ومراقبة مستويات التضخم والمحافظة على قوة واستقرار الريال السعودي.
كما يقوم البنك بالإشراف والرقابة على المؤسسات المالية المرخصة، بما في ذلك البنوك وشركات التمويل وشركات المدفوعات والتقنية المالية، بهدف ضمان حماية العملاء وتحسين جودة الخدمات.
كما يتولى البنك المركزي تشغيل والإشراف على أنظمة المدفوعات الوطنية التي تعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الحديث. وتوفر هذه الأنظمة خدمات تحويل فوري وآمن للأموال داخل المملكة، مما ينعكس على تعزيز كفاءة الأنشطة التجارية والاقتصادية.
ويعد البنك المركزي الجهة الوحيدة التي توفر غاية الدفع والسيولة الفورية، وهو ما يسهم في خفض المخاطر المالية وتحسين سرعة إنجاز المعاملات.
وفي إطار دعمه للنمو الاقتصادي، يعمل البنك المركزي على تطوير البيئة المالية عبر تحديث اللوائح التنظيمية وتشجيع الابتكار في خدمات المدفوعات والتقنية المالية.
وتكتسب هذه الجهود أهمية كبرى مع التوسع المتسارع في الاقتصاد الرقمي واعتماد المستهلكين والشركات بشكل أكبر على الحلول التقنية.
وخلال نوفمبر 2025، أعلن البنك المركزي عن حزمة من القرارات المالية والتنظيمية التي تعكس تطلعه لمزيد من الانفتاح والرقمنة.
ومن بين أبرز هذه القرارات منح تراخيص جديدة لعدد من الشركات الناشئة، مثل شركة مدد بلس للتمويل الجماعي بالدين التي ستسهم في توفير حلول تمويلية مبتكرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى شركة درب باي لتقنية المعلومات للعمل في مجال خدمات المدفوعات، وشركة تابي للتمويل لممارسة نشاط الدفع الآجل، وهو أحد أبرز الأنشطة التي تشهد طلبًا متزايدًا في السوق السعودي.
وفي المقابل، أعلن البنك المركزي عن إلغاء ترخيص شركة فاس للتمويل بعد مراجعة التزامها بالمتطلبات التنظيمية، في خطوة تؤكد حرصه على ضبط المخاطر والمحافظة على جودة المؤسسات العاملة في القطاع.
كما شهد الشهر ذاته تنظيم البنك مجموعة من الفعاليات الدولية المهمة، من أبرزها استضافة قمة الابتكار بالتعاون مع بنك التسويات الدولية، وذلك بهدف تعزيز تبادل الخبرات بين الجهات المالية العالمية ودعم الابتكار في التقنيات المالية.
وشارك البنك أيضًا في منتدى الأسواق الناشئة والنامية التابع لمجلس الاستقرار المالي، ما يؤكد مكانة المملكة المتنامية في المنظومة المالية العالمية.
وعلى الصعيد التنظيمي، طرح البنك المركزي تحديث الإطار الإشرافي على نظم المدفوعات ومشغليها لطلب مرئيات العموم، في خطوة تعزز مبدأ الشفافية وتضمن تطوير الأنظمة بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية.
كما أصدر تحديثًا مهمًا يسمح باعتماد وثيقة هوية زائر عند فتح الحسابات البنكية، وهو قرار يسهم في تسهيل الخدمات المالية وتوسيع نطاق الشمول المالي.
ويمضي البنك المركزي السعودي في تنفيذ استراتيجية طموحة للتقنية المالية تهدف لجعل المملكة بيئة جاذبة للشركات المبتكرة ووجهة رائدة في المنطقة.
وتؤكد هذه الخطوات مجتمعة التزام البنك بدعم الاستقرار الاقتصادي، وتحفيز الابتكار، وتعزيز تنافسية القطاع المالي السعودي في المستقبل القريب.







