يشكل الحد الأقصى للسحب النقدي اليومي من ماكينات الصراف الآلي في البنوك المصرية أحد الجوانب المهمة في تعاملات العملاء اليومية، خصوصاً مع التوسع الكبير في استخدام بطاقات الدفع وانتشار ماكينات ATM في مختلف المحافظات.
ويصل الحد الأقصى المعمول به حالياً في القطاع المصرفي إلى ثلاثين ألف جنيه يومياً للبطاقة الواحدة، وهو أعلى سقف تسمح به تعليمات البنك المركزي المصري بالنسبة لبطاقات الخصم المباشر والائتمان والبطاقات المدفوعة مقدماً.
هذا الحد يهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين تلبية احتياجات العملاء النقدية اليومية وبين متطلبات الأمان المصرفي والحد من المخاطر المرتبطة بحالات فقدان البطاقات أو سرقتها أو إساءة استخدامها.
ويمنح البنك المركزي البنوك حرية تحديد الحدود المناسبة ضمن هذا السقف الأعلى، بحيث تختلف حدود السحب من بنك لآخر تبعاً لسياساته وظروفه التشغيلية، لكنها لا تتجاوز مطلقاً حاجز الثلاثين ألف جنيه.
أما بالنسبة للسحب النقدي من داخل فروع البنوك، فقد أتاح البنك المركزي سقفاً أعلى يصل إلى مائتين وخمسين ألف جنيه يومياً للعملاء الأفراد والشركات.
ويأتي هذا الإجراء في إطار تسهيل حركة المعاملات النقدية داخل القطاع المصرفي مع ضمان وجود ضوابط تحكم عمليات السحب الكبيرة، بما يتوافق مع قواعد مكافحة غسل الأموال وتعزيز الشفافية.
وعلى صعيد الإيداع النقدي، لم يفرض البنك المركزي أي حدود يومية أو شهرية سواء في الفروع أو عبر ماكينات الصراف الآلي.
ويعكس ذلك حرص السياسات المصرفية على تشجيع العملاء على زيادة التعاملات البنكية وتقليل الاعتماد على التداول النقدي، بما يدعم توجه الدولة نحو التحول للاقتصاد الرقمي وتوسيع الشمول المالي.
ويساهم رفع القيود على الإيداع في تمكين المواطنين من التعامل بحرية أكبر مع حساباتهم البنكية، خصوصاً أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الذين يعتمدون على الإيداعات اليومية في استمرار نشاطهم.
ويمتلك القطاع المصرفي المصري واحدة من أكبر شبكات ماكينات الصراف الآلي في المنطقة، حيث يبلغ عدد الماكينات المنتشرة على مستوى الجمهورية حوالي خمسة وعشرين ألفاً وسبعمائة وخمس ماكينات، ما يسهم في تسهيل عمليات السحب والإيداع وتقليل الضغط على فروع البنوك.
وتؤكد الإحصاءات الحديثة أن عدد بطاقات الخصم المباشر الصادرة حتى نهاية يونيو الماضي بلغ نحو سبعة وعشرين مليوناً وخمسمائة وعشرين ألف بطاقة، بينما وصل عدد بطاقات الائتمان إلى نحو ستة ملايين وستمائة وثمانية وتسعين ألف بطاقة.
أما البطاقات المدفوعة مقدماً فقد سجلت ما يقرب من خمسة وثلاثين مليون بطاقة، وهو ما يشير إلى توسع واضح في استخدام أدوات الدفع الإلكتروني.
وتعكس هذه الأرقام حجم التطور المتسارع في قطاع المدفوعات الإلكترونية في مصر، والذي يشهد طفرة ملحوظة مدفوعة باستثمارات ضخمة في البنية التكنولوجية وتوجه حكومي مستمر نحو تقليل الاعتماد على الكاش.
كما تسلط الضوء على الدور المحوري لماكينات الصراف الآلي باعتبارها قناة رئيسية لتقديم الخدمات المصرفية الأساسية للجمهور على مدار الساعة.
وبينما يواصل البنك المركزي العمل على تحديث السياسات المنظمة لعمليات السحب والإيداع، تبقى حدود السحب الحالية محاولة لتحقيق التوازن بين تلبية متطلبات العملاء اليومية وتعزيز أمن النظام المصرفي في ظل توسع غير مسبوق في استخدام البطاقات وانتشار خدمات الدفع الإلكتروني في مختلف أنحاء البلاد.









