فتاة لا يتعدى عمرها الـ17 عاماً قررت أن تخوض أقوى تحدٍ في العالم لتتسلق أعلى قمة جبلية على الكرة الأرضية.. وقررت فريدة الشرقاوي أن تخوض مغامرة لا يعلم مداها غير الله، وبمشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، تخطت الفتاة المصرية خطوات عدة، للوصول لهدفها وهو رفع علم مصر فوق قاعدة جبل إيفرست، وفي خلال تجربتها التي تتسم بالخطورة ودعت والدتها من داخل أخطر مطار في العالم، فريدة الشرقاوي أصغر فتاة مصرية تسلقت قاعدة جبل إيفرست، روت مغامرتها في تصريح صحافي قائلة: “بدأت الفكرة في ذهني بتشجيع من منال رستم إحدى مؤسسات مجموعة لتشجيع الفتيات على المغامرة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، والتي أعتبرها بمثابة “الأم الروحية” خلال رحلتي التي استغرقت حوالي 14 يومًا في شهر مارس الماضي”.
وتضيف: “تم اختياري للاشتراك في رحلة تسلق جبل إيفرست من قِبل منال رستم، وذلك بعد تخطي العديد من التدريبات الرياضية، لتقوية البدن، وذلك عن طريق حمل الأوزان الثقيلة، مع طلوع الدرج وتجنب ركوب المصعد، والمشي والجري كثيرًا، مع إتباع نظام غذائي سليم، واستعددت لخوض هذه التجربة في وقت قصير، مما جعلني أشعر بالخوف قبل الرحلة بساعات، لكنني تلقيت التشجيع من جانب أهلي، وأخذت بعض النصائح التي تساعدني على أن أتخطى الأزمات النفسية التي قد تحدث لي، ومن أبرزها التركيز على الهدف، البوح في كل وقت عما أشعر به، الحماية الجسدية وتوخي الحذر”.
وتابعت: “مع بداية الرحلة شعرت بعدة مشاعر متغيره والتي كانت تنتهي بفكرة الموت وأني لن أعود مرة أخرى للوطن، وخلال تواجدي في أخطر مطار في العالم، وهو “لوكلا” التقطت السيلفي وأرسلته لوالدتي مع رسالة قلت لها فيها “احتمال تكون آخر صورة ليا بحبك من مطار لوكلا”، ثم تغيبت عن التواصل مع أسرتي لمدة ٤٥ دقيقة”.
خطت الفتاة نحو هدفها، وبدأت رحلتها في ١٨ (مارس)، لتتباين الرحلة بين ما هو جيد وما هو سيئ، حيث عانت الكثير أثناء التسلق، وعبرت عن كل ما شعرت به أثناء التحدي قائلة: “حدثت لي اضطرابات في الجسم، وقئ ودوخة، وكنت أبكي كثيراً لأنني شعرت باحتياجي لأهلي لكن احتملت كي أصل لهدفي”.
مضيفة: “حملت الحقيبة على ظهري بوزن ثقيل، لتحتوي على كل ما أريده أثناء التسلق، من أطعمة وتسالي، لتكون تلك الحقيبة حملًا ثقيلًا على جسدي الذي أصبح مرهقًا بعد مرور الوقت، ولكن كلما تذكرت حديث أهلي خطوت للأمام فورًا”.
وقالت: “كنت آكل ثلاث مرات في اليوم كي أستطيع أن أكمل، وحافظت على تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمقرمشات لمد جسمي بالطاقة، وشرب الزنجبيل بالعسل كثيرًا، وبعد مرور تسعة أيام وصلت ضمن الـ١٤ فتاة من جنسيات مختلفة إلى قاعدة جبل إيفرست، بعد معاناة كبيرة أثناء التسلق، وبكيت عندما وصلت ورفعت علم مصر”.
ستون دقيقة فور وصول الفتيات على قاعدة جبل إيفرست لم تمح من ذاكرتهن، فحرصن على التقاط بعض الصور الفوتوغرافية، مع احتضان بعضهن لتبادل المشاعر الممزوجة بالفرحة والفخر معًا، حيث وضحت فريدة أنها تلقت الكثير من الخبرات في هذه الرحلة، وغرس الحب والسلام في نفسها.
واختتمت فريدة الشرقاوي حديثها قائلة: “نفسي أتسلق جبل ألاسكا وكالمنجارو”.. وأعلنت أنها بعد تجربتها في تسلق جبال الهيمالايا أولًا ثم إيفرست أخيرًا، وصلت إلى السلام النفسي، كما أنها أرادت أن توضح لكل من لديه سوء فهم عن الجبال أنها ليست عبارة عن ثلج فقط بل هي حياة طبيعية حيث يعيش الأشخاص المقيمون في هذه المنطقة.