في إطار حرص وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج على دعم جهود الدولة المصرية في القضاء على وباء كورونا المستجدّ، والاستفادة من خبرات علمائنا وخبرائنا بالخارج، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان والتعليم العالي والجهات المعنية بالدولة؛ شاركت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج بندوة افتراضية عبر تطبيق زووم، مع مجموعة من أبرز الأطباء المصريين بالمملكة المتحدة والمعنيين بفيروس كورونا، بمشاركة الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور حسام المصري المستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء؛ وبمشاركة وتنظيم دكتور سمير تكلا عضو مجلس اللوردات وامين المجموعة المصرية بالبرلمان البريطاني، بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجربة الأطباء المصريين في التعامل مع الجائحة في بريطانيا حتى الآن، بالإضافة للنظام الذي وضعته المملكة المتحدة لتوزيع اللقاح على مواطنيها، فضلَا عن استعراض جهود الدولة المصرية المبذولة في التصدي لانتشار كورونا منذ الموجة الأولى وحتى الآن؛ باعتبار الوزارة حلقة الوصل بين المصريين بالخارج والوطن الأم والظهير الحكومي لمؤسسات الدولة.
من جانبها أعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن شكرها واعتزازها بالأطقم الطبية المصرية في مختلف دول العالم، وما قدموه من تضحيات منذ انتشار الجائحة وحتى الآن، مؤكدة أن عددا من الأطباء والخبراء المصريين في عدد من الدول ومنها المملكة المتحدة كان وما زال لهم دور بارز في السيطرة على انتشار كورونا، وتحملوا مسئوليات جمة من واقع مراكزهم العلمية والعملية، استطاعوا خلالها أن يؤكدوا أنهم على مستوى الأداء اللائق بالطبيب المصري وقدرته على صناعة الفارق داخل المنظومة الطبية، في واحدة من أصعب ما واجهه العالم من أوبئة عبر التاريخ.
جاءت الفعّاليات بمشاركة كل من: الأستاذ الدكتور محب شلبي المالك والمدير الطبي العام لـمركز”هوليواكس الطبي” ببريطانيا، والأستاذ الدكتورجوزيف جرجس، أستاذ الصحة النفسية بالمملكة المتحدة، والأستاذ الدكتور كامل شاروبيم المدير الإكلينيكي ضمن فريق إدارة مجموعة الرعاية الطبية في حالات الطوارئ بمستشفيات برمنغهام سيتي، والأستاذ الدكتور محسن خليل، استشاري طب العناية المركزة بمستشفى مانور، ويست ميدلاندز، والأستاذ الدكتور شريف ويصا حلمي أستاذ أمراض القلب بالمملكة المتحدة.
وأضافت وزيرة الهجرة أن تنظيم هذه الندوة الحوارية يأتي انطلاق من استراتيجية الوزارة في الاستفادة من علمائنا وخبرائنا بالخارج، للاستفادة من علم أبرز الأطباء المصريين بالمملكة المتحدة بالتعاون مع سمير تقلا الأمين العام لمجموعة المصريين بمجلس اللوردات البريطاني، لتبادل الخبرات والتجارب حول انتشار جاحة كورونا والموقف الحالي لها في مصر والمملكة المتحدة، وتأتي أهمية الندوة أيضا مع بدء مصر استخدام اللقاح المضاد لوباء كورونا المستجدّ، في محاولة للتعرف على تجربة بريطانيا في عملية توزيع اللقاح، والتعريف بجهود الدولة المصرية المبذولة للتعامل مع فيروس كورونا.
من جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إننا نفخر بالأطباء المصريين بالخارج، ونتطلع للاستفادة من تجاربهم وتخبراتهم خاصة فيما يتعلق بفيروس كورونا وتطوراته، مؤكدا في بداية حديثة أن الدولة المصرية صاحبة تجربة فريدة في التصدي لجائحة كورونا استطاعت فيها خلال الموجتين الأولى والثانية أن تُسخر كل طاقاتها للحد من انتشار هذا الفيروس، وبمرور الوقت تأكد أن ما اتخذته مصر من إجراءات بنيت على وجهة النظر العلمية كان ملائما لطبيعة انتشار الفيروس.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أن الدولة المصرية بجهاتها المعنية عكفت على وضع رؤية محددة في التعامل من لقاحات فيروس كورونا المتوفرة حاليا، وتضع في الاعتبار كل ما يشاع حول هذه اللقاحات، فجميع اللقاحات التي تدخل مصر تخضع لمعايير دقيقة للغاية، وتمر بكل التجارب التي تؤكد أمانها وفاعليتها، حيث إن اللقاحات تمر بأكثر من مرحلة بداية من تجارب معملية ثم تجارب سريرية، لافتا إلى أن جميع لقاحات فيروس كورونا لا توفر مناعة 100% ومنظمة الصحة العالمية صرحت أكثر من مرة، وأكدت على ذلك وكذلك الشركات المنتجة للقاحات أكدت هذا الأمر أيضًا، حيث إنها تعطي مناعة جزئية، وتقلل حدة المرض والمضاعفات الناتجة عن الفيروس، والهدف منها هو تطعيم عدد كبير من البشر على مستوى العالم، ما يقلل من كتلة الفيروس المتواجدة في أي مجتمع وتقل معه العدوى والإصابة.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن مصر بدأت خلال هذه الفترة استخدام لقاحات كورونا، ووضعت قائمة بأولوية الحصول على اللقاح للأطقم الطبية وذوي الأمراض المزمنة وكبار السن؛ حيث إن الأطقم الطبية تأتي على رأس هذه القائمة وتتلقى تطعيمات اللقاح بمختلف المحافظات، وهي خطوة تم الإعداد لها جيدا، فالبداية بالكوادر في مستشفيات العزل، ثم مستشفيات الصدر والحميات، ثم الكوادر الطبية الأخرى، ثم أصحاب الأمراض المزمنة، ثم كبار السن، وهذا يترتب على كمية اللقاحات المتوافرة، لافتا إلى أن مصر تسعى للحصول على اللقاحات المتاحة عالميا والتي حصلت على الإجازات من السلطات الصحية في دول العالم ومصر.
كما أشار مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية إلى توصيات الدولة المصرية للإعلام بضرورة توعية الناس بأهمية الحصول على لقاح لفيروس كورونا، وتوضيح كل ما يشاع عن بعض اللقاحات المتوفرة حاليا والتي يريد منها البعض إثارة القلق في نفوس المصريين، موضحا أن طلبات الحصول على اللقاح من قبل المصريين في تزايد، وتم وضع طرق مختلفة يمكن من خلالها الراغب في الحصول على اللقاح التسجيل لطلب اللقاح حتى يتسنى له الحصول عليه وفق الأولوية التي وضعتها الدولة.
من ناحيته، قال الطبيب محب شلبي المالك والمدير الطبي العام لـمركز هوليواكس الطبي ببريطانيا، إن مصر استطاعت أن تتعامل باحترافية شديدة من انتشار فيروس كورونا، وبالنظر لما حدث في عدد من دول العالم ذات المنظومات الصحية الكبيرة، فقد حققت مصر نجاحا غير مسبوق في هذا الجانب، مضيفا أن المملكة المتحدة تعمل حاليا على توزيع لقاح استرازينيكا على المواطنين وقد تلقى حتى الآن نحو 26 مليون شخص الجرعة الأولى من لقاحات كورونا في المملكة المتحدة، وهي من أسرع دول العالم في حملة التطعيم.
مضيفا أن الوضع في الممكلة المتحدة يختلف عن مصر؛ كون الأولى هي المصنعة للقاح وبالتالي لها النسبة الأكبر من استخدامات اللقاحات لمواطنيها أولا، مضيفا أنه تم الاعتماد على قاعدة البيانات الموحدة للمواطنين، لمعرفة من تلقى اللقاح، حتى يتمكنوا من حصر أعداد المستفيدين، وتم وضع نظام يمتاز بالسهولة في التعامل يستطيع من خلاله كافة المواطنين بما فيهم كبار السن من حجز الجرعة الخاصة بهم من اللقاح، كما أن لكل مركز طبي ووحدة رعاية قاعدة بيانات خاصة بالمرضى التابعين لها، وتعمل كل وحدة صحية على حدة على التواصل والمتابعة مع مرضاها لمعرفة ما إذا كان هناك أعراض جانبية تظهر على من تلقى الجرعة الأولى من اللقاح، بما يضمن سرعة السيطرة على الموقف والتحكم فيه.
وتابع كامل شاروبيم المدير الإكلينيكي بمستشفيات برمنغهام سيتي، إنه مع مرور المملكة المتحدة بفترة ذروة جائحة فيروس كورونا عانت بشدة عدم قدرة المستشفيات على استيعاب مصابي الفيروس، ما نتج عنه ارتفاع أعداد المصابين والوفيات، وهذا ما التفتت له مصر مع بداية الموجة الأولى بالاستعانة بالمستشفيات الجامعية وغيرها، وتجهيز هذه المستشفيات حتى تتمكن من استقبال مصابي الفيروس، وتحويل عدد كبير من المستشفيات لحجر صحي، فضلا عن استخدام بعض الفنادق وسكن الطلاب لتحويلها لأماكن حجز، ما أعطى المنظومة الصحية أريحية نسبية في تفادي أزمة وجود أسرة بالمستشفيات وبالتالي تحدث الأزمة.
فيما أشاد الأستاذ الدكتور محسن خليل، استشاري طب العناية المركزة بمستشفى مانور، بتناغم عمل المنظومة الطبية في مصر واتساقها مع القرارات التي اتخذتها الحكومة المصرية، مؤكدًا أن مصر ضربت مثالًا يحتذى به في التعامل بإنسانية مع مواطنيها في الداخل، وكذلك الدول التي ساندتها الدول المصرية في الجائحة.
وتابع الأستاذ الدكتور شريف ويصا حلمي أستاذ أمراض القلب بالمملكة المتحدة، أن برغم عدم توقع مثل هذه الكوارث وصدمة المنظومة الطبية في العديد من دول العالم، إلا أن مصر عملت سريعًا على احتواء الأزمة طبيا واقتصاديا، ووفرت مستلزمات الوقاية للمواطنين في منافذ البيع، بالإضافة إلى توفير احتياجات المستشفيات للتخفيف من وطأة الوباء.