تحت شعار” من أجل تفعيل السياحة”، افتتحت أمس فعاليات الدورة 41 للمعرض الدولي للسياحة والسفر (الفيتور) بالعاصمة الإسبانية مدريد، والمُقام في الفترة من 19 إلى 23 مايو الجاري، بمشاركة 60 دولة.
وقد شاركت وزارة السياحة والآثار بوفد من القطاع السياحي برئاسة الأستاذ أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والذي افتتح الجناح المصري بالمعرض، بحضور السفير عمر سليم سفير مصر في مدريد، والأستاذ ماجد أبو سديره رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة، وعدد من أعضاء السفارة المصرية.
أكد الأستاذ أحمد يوسف على أن مشاركة مصر في مثل تلك الفعاليات السياحية الدولية الهامة لها بالغ الأثر في الترويج للمقصد السياحي المصري، خاصة وأن الفيتور معرض سنوي دولي يعد بمثابة قاعدة تجمع بين العديد من القائمين على صناعة السياحة والطيران والمستثمرين ورجال الأعمال وخبراء المجال من مختلف دول العالم، مما يعمل على تعزيز المكانة المصرية في الأسواق الإسبانية والأوروبية، ويفتح آفاقاً جديدة لتعزيز المنتج السياحي المصري.
وأضاف الأستاذ أحمد يوسف أنه من المقرر أن يشهد المعرض عدداً كبيراً من الفعاليات والمؤتمرات والندوات والجلسات وورش العمل الحضورية والافتراضية، حيث سوف يتم تركيز المناقشات هذا العام على أحدث المقترحات المطروحة والآليات المعتمدة لتنمية وتطوير القطاع السياحي في ضوء مستجدات ظروف جائحة فيروس كورونا، والدعوة إلى ضرورة التعايش مع الوضع القائم، والخطوات اللازمة للمضي قدماً في ظل تحديث البروتوكولات الصحية اللازمة لاستئناف النشاط السياحي، وتحديد الاستراتيجيات الجديدة وخطط العمل السياحية العالمية، وكيفية اعتبار اللقاحات ضد فيروس كورونا جزءًا من نهج منسق لاستئناف السياحة، إضافة إلى توسيع حملات التطعيم في ظل تقدم مؤشرات التعافي العالمية، بجانب توجيه الجهود التي تبذل لاستعادة الثقة في السياحة والسفر.
وأوضح الأستاذ ماجد أبو سديرة أن بورصة مدريد (FITUR) تعد ثالث أهم تجمع سياحي عالمي بعد بورصة برلين ITB وبورصة لندن WTM وأكبر معرض سياحي لكافة الدول الناطقة بالإسبانية في شبه جزيرة أيبريا ودول أمريكا اللاتينية، حيث يزوره أكثر من 250 ألف فرد سنوياً من شتى أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الوزارة تشارك هذا العام بجناح تم تصميمه علي شكل مستوحاة من صرح معبد فرعوني يبلغ مساحته 200 م2 بمشاركة (10) عارضين يمثلون 8 شركات سياحية وفندقين، بالإضافة إلى شركة مصر للطيران.
ويتواجد الجناح المصري بموقع بارز على المدخل الرئيسي للصالة المخصصة لدول الشرق الأوسط الملحقة بصالة أوروبا، وقد تم تصميم المساحات بشكل مختلف عن كل عام لمراعاة المسافات الآمنة بين العارضين والزائرين.
وأضاف أن الجناح المصري يتضمن شاشات عرض ضخمة على الجوانب الخارجية لعرض الأفلام والمواد الترويجية عن المقاصد السياحية المصرية، بالإضافة إلى شاشات عرض ثابتة لإبراز الاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبيقها في المطارات والمنشآت السياحية والفندقية والمواقع الأثرية والمتاحف، إضافة إلى عرض عدد من اللقطات المصورة ضمن الحملة الترويجية التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار على المنصات الدعائية عن حدث موكب المومياوات الملكية ومشروع المتحف المصري الكبير المنتظر افتتاحه.
وقد أبدى زوار المعرض اعجابهم بشكل وتصميم الجناح المصري، خاصة وأنه معروف شغف السائح الإسباني بالآثار المصرية ومنتج السياحة الثقافية في مصر بشكل خاص.
وخلال فاعليات المعرض، أطلقت المنظمات السياحية الدولية عدة مبادرات تشجيعية وورش عمل تهدف إلى جعل القطاع السياحي منصة فاعلة في مجال خلق فرص العمل وتبادل الخبرات، والعمل المشترك لمواجهة التحديات الحالية والتي تعرض ممارسات وأهداف التنمية المستدامة والابتكار والاستثمارات السياحية لتطوير أنماط واتجاهات سياحية جديدة، بجانب تطوير شراكات استراتيجية فعالة.
كما تم طرح عدة منتديات لتقييم اتجاهات السفر والسياحة المحتملة بعد أزمة كورونا وكذلك تعزيز الأساليب الترويجية للسياحة، واستكشاف الإمكانات التكنولوجية الحالية التي تخدم مجالات جديدة للوجهات السياحية.
تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، شارك، على مدار اليومين الماضيين، الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالوزارة مع فريق بحثي من الوزارة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في مؤتمر (ICOM-CC) الذي ينعقد كل ثلاث سنوات بدولة الصين والذي يختص بمناقشة المنهجية المتكاملة للحفظ الأثري وينعقد حالياً بالعاصمة الصينية بكين في الفترة من 17حتي 21 مايو الجاري.
وخلال المؤتمر، قدم الدكتور مؤمن عثمان والفريق البحثي المشارك من الوزارة بحثاً تحت عنوان (استعارة أم إعادة استخدام؟ .. فهم ما وراء إعادة استخدام تابوت الملك رمسيس الرابع من خلال طرق التصوير)، والذي تناول تعريف التابوت المعاد استخدامه بأنه التابوت الذي تم افراغه وإعادة طلائه وتخصيصه لشخص آخر، وأوضح أنه قد تم العثور على مومياء الملك رمسيس الرابع بالخبيئة الملكية بوادي الملوك في تابوت كان مملوكا في الأصل لكاهن يدعي (عحا) حيث تم إخفاء الزخرفة الأصلية بطبقة من الجبس.
وأكدت نتائج البحث ان هذه الدراسة تمكنت من الوصول إلى فهم أعمق لكيفية صنع تابوت الملك رمسيس الرابع من خلال الكشف عن تتابع الطبقات، كما اتضح أن استخدام تقنيات التصوير ساعدت في تقييم الوضع الحالي للتابوت وسمح برؤية درجات الألوان والعلامات واعادة صياغة النقوش بشكل واضح.
وشارك أيضاً الدكتور مؤمن عثمان خلال هذا المؤتمر، ببحث آخر تحت عنوان ” من مرحلة التنقيب الي العرض المتحفي” من خلال التعاون في ترميم أقدم بردية مكتوبة”، وذلك بالتعاون مع السيد بيير تاليه والسيدة إيف مينين من جامعة السربون بفرنسا، حيث تناولت المقالة ترميم بردية (وادي جرف) وهي أقدم بردية مكتوبة اكتشفت بوادي الجرف الذي يقع على الشاطئ الغربي لخليج السويس خلال مواسم الحفائر منذ عام ٢٠١٣حتي عام ٢٠١٦ وترجع لعصر الملك خوفو.