في إطار تكليفات القيادة السياسية بتقديم كافة أوجه الدعم والتمكين والحماية الاجتماعية لهم،أطلقت السيدة/ نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي اليوم الخميس من محافظة الفيوم المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية “بر أمان” لحماية ودعم صغار الصيادين، وذلك بالتعاون مع صندوق “تحيا مصر” والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، حيث تغطي المبادرة الرئاسية 42 ألف صياد.
جاء ذلك بمشاركة الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم وشادي سالم رئيس قطاع المشروعات بصندوق “تحيا مصر” والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وخالد عجاج رئيس الإدارة المركزية لشئون المناطق بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية.
وشهدت وزيرة التضامن الاجتماعي، خلال الفعاليات، تسليم 236 صيادا ببحيرة الريان بِدَّل واقية والشِبَاك وغيرها من المعدات اللازمة للصيد، وذلك في إطار المرحلة الأولى التي تغطي 10704 صياد.
واستهلت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن الصعوبات والتحديات التي تواجه صغار الصيادين ودور وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع صندوق “تحيا مصر” والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك في تعزيز قدراتهم على العمل بأمان في مهنة تعد من أعرق المهن في مصر والتي توفر فرص عمل لآلاف المصريين التي تعمل الدولة على مد مظلة الحماية الاجتماعية لهم ولأسرهم وتقديم مختلف سبل الدعم والحماية والتمكين لهم.
كما سلمت وزيرتي التضامن الاجتماعي والبيئة ومحافظ الفيوم ورئيس قطاع المشروعات بصندوق “تحيا مصر” ورئيس الإدارة المركزية لشئون المناطق بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية مجموعة من الصيادين أدوات الصيد والشباك
وفي كلمتها خلال فعاليات الإطلاق، صرحت السيدة/نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي بأن اهتمام القيادة السياسية بدعم الفئات الأولي بالرعاية يأتي عبر تزاوج محوري الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي لضمان حياة كريمة لجميع المواطنين في جميع ربوع الوطن الغالي مصر.
وأضافت أن العمالة غير المنتظمة صعدت إلى رأس أولويات واهتمامات الدولة المصرية ، مشيرة إلى أن عدد العمالة غير المنتظمة يصل الى ٨ مليون شخص.
وأشارت إلى أن هذا الاهتمام تعكسه عشرات المبادرات التي أطلقها السيد الرئيس والتي تتشرف وزارة التضامن الاجتماعي بمهمة تنفيذ بعض منها مثل مبادرة حياة كريمة، ومبادرة تتلف في حرير، ومبادرة “بر أمان” والتي تم رصد نحو 50 مليون جنيه ممولة من صندوق “تحيا مصر” لتمويل مستلزمات الصيد التي يتم تقديمها للمستفيدين المقدر إجماليهم بنحو 42 ألف صياد يعملون في البحيرات الداخلية ونهر النيل.
وتوجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بالشكر والتقدير لصندوق “تحيا مصر” ووزارة البيئة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، مؤكدة انهم شركاء أساسيين للوزارة في العديد من المبادرات التي تقدمها، كما تقدمت بالشكر لمحافظ الفيوم ، مؤكدة أن المحافظة تذخر بالثروات.
وألقت السيدة/ نيفين القباج الضوء على حرفة الصيد في مصر، مشيرة إلى أن عدد البحيرات الداخلية يبلغ 9 بحيرات هي المنزلة، البرلس، أدكو، مريوط، قارون، الريان، المرة والتمساح، ناصر، والبردويل ، كما أن إجمالي انتاج مصر السنوي من الأسماك يصل إلى نحو 2 مليون طن عام ٢٠٢١، والمستهدف زيادة الإنتاج السمكي الي 3 مليون طن بحلول عام 2030.
وأوضحت أن إجمالي الإنتاج السمكي من المصايد الطبيعية 397 ألف طن، كما أن إجمالي الإنتاج السمكي من المزارع السمكية يصل إلى نحو 1.6 مليون طن، في حين يبلغ عدد تراخيص الصيد وبطاقات الصيد علي مستوي الجمهورية 80,6 ألف ترخيص.
وأشارت إلى أن عدد العاملين بمهنة الصيد وفقا لقواعد بيانات الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي يبلغ نحو 65600 عامل بنسبة تغطية تأمينية 81.4% فقط، في حين يصل عدد الجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك والمسجلة لدي الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية إلى 101 جمعية تعاونيات منها 88 جمعية للمصايد الطبيعية، 13 جمعية في مجال الاستزراع السمكي.
وأكدت القباج أن مبادرة “بر أمان”سيتم تنفيذها على 4 مراحل ، حيث تضم المرحلة الأولي بحيرة الريان بالفيوم وتشمل ايضأ بحيرات أدكو ومريوط والمنزلة ويستفيد منها ما يزيد علي 10704 صيادين يعملون بتلك البحيرات، أما المرحلة الثانية فتشمل بحيرات البرلس والمرة والتمساح ويستفيد منها 7416 صياد، في حين تركز المرحلة الثالثة على الصيادين بمناطق دسوق والقناطر وبنها ومنوف وكفر الزيات والزقازيق والمنصورة والقاهرة والجيزة وابشواي وبني سويف والمنيا واسيوط وسوهاج والاقصر وأسوان ويستفيد منها 18125 صيادا.أما المرحلة الرابعة فتشمل بحيرتي ناصر والبردويل بجانب مناطق العريش وبئر العبد ورمانة ويستفيد منها 7707 صيادين.
وقالت القباج إن الاهتمام بالصيادين جزء من منظومة وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية جميع العاملين بالقطاع غير المنتظم عبر توفير مساعدات مالية وعينية حماية لهم ولأسرهم مع العمل على حل جميع المشكلات التي تواجههم وبما ييسر دمجهم في الاقتصاد الرسمي حتي يستفيدوا من أية مساعدات تقدمها الدولة لهم، ومن أهم المبادرات التي تعمل عليها وزارة التضامن حاليا بالتعاون مع الجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك.
وأشارت إلى ان مبادرة اليوم تعد احدي ثمار بروتوكول التعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي و هيئة تنمية الثروة السمكية مدعوم بتمويل من صندوق”تحيا مصر” حيث يستهدف البروتوكول انشاء آلية لحصر وتسجيل عمال الصيد في القطاع الرسمي وغير الرسمي وإنشاء قاعدة بيانات تفصيلية عن جميع أصحاب المراكب الآلية والشراعية والقوارب الصغيرة والعاملين عليها، بجانب تبني وتنفيذ خطة لتحديث البنية التكنولوجية لمكاتب المصايد، وربطها بقواعد بيانات وزارة التضامن الاجتماعي وهيئة الثروة السمكية، بالإضافة إلى وضع آلية لمد صغار الصيادين بجميع سبل الحماية لدمجهم في كيانات كبيرة ودمجهم في القطاع الرسمي بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأضافت أن جهود وزارة التضامن الاجتماعي لتطوير قطاع الصيد السمكي بمصر ترتكز علي تحديد دقيق لجميع المشكلات التي تواجه العاملين بالقطاع والتي من أهمها موسمية الإنتاج حيث يتوقف نشاط الصيد جزئيا في بعض الاشهر خلال العام، ارتفاع تكاليف التأمين الاجتماعي بالنسبة لصغار الصيادين، ارتفاع تكلفة مستلزمات الصيد، تلوث البحيرات الداخلية نتيجة صرف المصبات الزراعية في البحيرات، والمعاناة من الصيد الجائر من خلال الصعق بالكهرباء مما يؤدي إلي موت الذريعة وبالتالي خفض المحصول السمكي في المصايد الطبيعية ، وأخيرا مخاطر غرق المراكب الصغيرة لصغر حجم المركب بالنسبة لطول عمق البحيرة نتيجة عمليات التوسيع وتعميق البحيرة.
وبجانب مبادرة اليوم، أشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن الوزارة اتخذت عددا من الاجراءات لمد الحماية الاجتماعية لعمال الصيد مثل التأمين علي أصحاب المراكب الآلية وفقا لأحكام قانون التأمينات الاجتماعية تحت بند فئة أصحاب أعمال حيث يسدد صاحب المركب 21% من دخل الاشتراك، ويغطي مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة، بالإضافة إلى التأمين علي صغار عمال الصيد كعمالة غير منتظمة حيث يسدد الصياد نحو 9% من الحد الأدنى في مقابل تحمل الخزانة حصة صاحب العمل 12%، تضمين الفئات الدنيا من الصيادين ببرنامج تكافل وكرامة، التأمين الصحي على الفئات الأفقر من الصيادين علي نفقة الدولة، وميكنة استمارة تسجيل عمال الصيد، فضلا عن الانتهاء من ربط مكاتب المصايد شبكيا بقاعدة بيانات وزارة التضامن الاجتماعي، وتوفير أجهزة حاسب آلي وكابلات الشبكة والكهرباء لتجهيز 44 مكتب مصايد.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الخطوة التي نخطوها اليوم بتسليم بدل حماية ووقاية وشباك صيد لـ 236 صيادا يعملوا في بحيرة الريان، سبقها تسليم مستلزمات الصيد لعدد 20 صائدات مطوبس وبلطيم (بدل واقية- شباك- كزلوك)، مشيرة إلى أنه تم حصر عدد 900 صائدة يقمن بالصيد بدون أدوات صيد وهن متركزات في بحيرة البرلس وكذا الصيد في الترع والمصارف الموجودة في مراكز مطوبس، بلطيم، الحامول، و سيتم تسليمهن مستلزمات الصيد في الأسبوع الأول من يونيو 2021.
وتابعت أنه تم حصر 400 صائدة من محافظات الصعيد (أسيوط، المنيا، سوهاج، الأقصر) لديهن رخص صيد سارية بدون مركب ليتم منحهم مراكب تتراوح أطوالها من 5 متر إلى 5,5 متر، مشيرة إلى انه سوف يتبع مبادرة “بر أمان” العديد من التدخلات الأخرى لدعم الصيادين وأهمها إعادة تأهيل لجميع المراكب الصغيرة التي تعمل حاليا بمصر، فضلا عن تقديم مشروعات متناهية الصغر لهم لدعم دخولهم بجانب العمل على تطوير آليات تسويق الانتاج السمكي لصغار الصيادين عبر ربطهم بمنافذ للتوزيع مباشرة للمواطنين وهو ما يسهم في رفع دخول صغار الصيادين.
كما ألقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كلمة أكدت خلالها اكدت خلالها ان مبادرة رئيس الجمهورية التى تطلق اليوم بمحافظة الفيوم بر أمان هى منظومة متكاملة تنفذها الحكومة المصرية جنبا الى جنب مع صندوق تحيا مصر والذى يدعم كافة قطاعات الدولة لضمان استقرارها و الرخاء لنا و للاجيال القادمة تعكس مدى اهتمام الدولة و القيادة السياسية بقضايا المصايد والصيادين والحفاظ على استدامتها .
وأوضحت وزيرة البيئة أن تكليفات الرئيس الجمهورية بإعادة تأهيل البحيرات المصرية هو نموذج متكامل يضم كافة الابعاد التنموية حيث تشمل البعد الفنى و الذى يركز على تحسين نوعية المياه الى جانب البعد الاقتصادى لتحقيق الاستفادة من هذه البحيرات مع تفعيل الحماية المجتمعية وتنمية القائمين على استخدام تلك البحيرات فى العيش المستدام جنبا الى حنب مع التركيز على الشق البيئى للحفاظ على هذا المورد الطبيعى لنا و للأجيال القادمة مشددة ان البحيرات المصرية من ضمن الأنشطة التى تقام فيها العمليات الخاصة بالصيد والاستزراع السمكى وتلك العملية تتطلب منا التفكير فى استدامتها للحفاظ على الموارد الطبيعية كجزء هام من الأمن الغذائى المصرى وهو ما يحافظ بدوره على توفير سبل العيش و الدخل للصيادين.
واضافت ان الحفاظ على هذا المورد الطبيعى يتطلب الاتفاق على مواصفات الشباك للحفاظ على المحزون السمكى لاتاحة الفرصة للثروة السمكية للتكاثر والحفاظ عليها كثروة قومية كما يعود بالنفع على الصياد بالدرجة الاولى فى الحفاظ على مصدر دخله و عمله بشكل مستدام، مؤكدة ان قرارات ايقاف الصيد و تنظميه بكافة المحافظات هو لحماية الصياد فى المقام الاول ففى محافظة البحر الاحمر على سبيل المثال يتم ايقاف الصيد بها لمدة 3اشهر سنويا خلال فترات التكاثر للحفاظ على الثروة السمكية و زيادة المخزون السمكى مع العمل على دعم الصيادين بالتعاون مع وزارة التضامن خلال فترات الايقاف للحفاظ على اعمال الصيد والصيادين .
كما تقدمت وزيرة البيئة بالشكر لوزيرة التضامن على دعوتها لاطلاق تلك المبادرة متمنية استكمالها بباقى المحافظات للحفاظ على المصايد المصرية واستدامتها كمورد رئيسى للمجتمعات المحلية التى تعيش بجانب تلك البحيرات.
ومن جهته، أعرب محافظ الفيوم، عن تقديره لزيارة السادة الوزراء للمحافظة، لإطلاق فعاليات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية”بر أمان” لدعم ورعاية صغار الصيادين، من أرض محافظة الفيوم، مؤكداً أنها تعكس اهتمام القيادة السياسية والحكومة بمحافظات الصعيد وخاصة محافظة الفيوم، من أجل إحداث تنمية حقيقية وشاملة على أرضها، وتوفير حياة كريمة لشباب وأهالي المحافظة، خاصة الفئات الأكثر إحتياجا.
وقدم المحافظ خالص شكره وتقديره للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لإطلاق عدة مبادرات قوية تسعي لدعم وبناء الإنسان المصري، وتقديم الرعاية الشاملة له، تصاحبها مشروعات قومية عملاقة تتم بكافة محافظات مصر.
وأكد “الأنصاري” استعداد المحافظة لتقديم كافة سبل الدعم والتعاون للخروج بكامل الاستفادة من مبادرة “بر أمان” بما يضمن الحفاظ على إخواننا الصيادين الذين يمتهنون هذه المهنة الشريفة من المخاطر المهنية.
وخلال كلمته، أكد شادي سالم رئيس قطاع المشروعات بصندوق تحيا مصر على أن الصندوق لديه محور متكامل لتمكين الأسر الأولى بالرعاية اقتصاديا وذلك بالشراكة مع كافة أجهزة الدولة.
وأضاف أن مشاركة الصندوق في تنفيذ المبادرة الرئاسية بر أمان تجسد دور الصندوق في تمكين هذه الأسر،مشيرا إلى أن الصندوق رصد 50 مليون جنيه لتنفيذ هذه المبادرة تنفيذا لتوجيه السيد الرئيس.
وأوضح سالم أن محافظة الفيوم حظيت بتنفيذ العديد من برامج الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للأسر الأولى بالرعاية ومن بينها توفير 1365 مشروع متناهي الصغر للمرأة المعيلة بالمحافظة بتمويل بلغ 20 مليون جنيه.
ود
ومن جانبه، قال خالد عجاج رئيس الإدارة المركزية لشئون المناطق بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. إن هذه المبادرة هي نتاج العمل الجماعي وتضافر الجهود من الوزارات والجهات المعنية تنفيذا لتكليفات السيد رئيس الجمهورية الذي يولي اهتماما كبيرا بالصيادين علي مستوي الجمهورية من خلال العديد من المبادرات.
وأضاف أن الثروة السمكية تحظى باهتمام كبير من السيد الرئيس وما يتم حاليا من جهود في البحيرات المصرية هو خير شاهد علي هذا الاهتمام إضافة الي مشروعات الاستزراع السمكي الذي احدث طفرة كمية ونوعية في الانتاج السمكي والذي سوف تظهر اثاره وثماره خلال السنوات القادمة والوصول بالانتاج الي 3 مليون طن في عام 2030.