حصلت مزارع البحر الأحمر الناشئة، وهي شركة تقنية زراعية سعودية تتيح الزراعة باستخدام المياه المالحة، على تمويل بقيمة 10 ملايين دولار بقيادة مركز أرامكو لريادة الأعمال “واعد”، ومؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار وهي مؤسسة غير ربحية. وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وشركة جلوبال فنتشرز الإماراتية بحسب فوربس .
ويعد ذلك ثاني تمويل لمزارع البحر الأحمر التي تأسست في 2018، حيث جمعت استثمارًا بقيمة 1.9 مليون دولار في عام 2019 من صندوق تمويل الابتكار وشركة تطوير المنتجات البحثية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
يأتي التمويل الجديد في الوقت الذي يتزايد فيه اهتمام المستثمرين بمنطقة الخليج بالاستثمار في الحلول الزراعية المستدامة لمواجهة الأوبئة واضطرابات سلاسل الإمداد العالمية.
تحقيق الأمن الغذائي
تخطط مزارع البحر الأحمر لاستخدام التمويل لبناء وتعديل أكثر من 6 هكتارات من عمليات الزراعة التجارية في وسط وغرب السعودية، حيث تدير الشركة حاليًا صوبة زجاجية تجريبية بالمياه المالحة في حديقة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وتستخدم الشركة الناشئة التي ساهم في تأسيسها مارك تستر وريان ليفرز وديريا باران تقنيتها في البداية لزراعة الطماطم وبيعها في السعودية، لكنها تخطط فيما بعد لبيع أنظمة زراعة كاملة جاهزة للمستفيدين في جميع أنحاء العالم. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة مزارع البحر الأحمر ريان ليفرز، من المرتقب أن يسهم الاستثمار في تحسين الأمن الغذائي العالمي مع الحد من انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على المياه العذبة.
تعتمد تقنية الشركة على المياه المالحة بشكل أساسي، وهو – بحسب مزارع البحر الأحمر – يقلل استهلاك المياه العذبة في الزراعة بنسبة 85 إلى 90%. وتستبدل المياه المالحة مكان المياه العذبة المستخدمة عادةً في تبريد البيوت الزجاجية وري المحاصيل.
وتشير الشركة السعودية إلى أنه يمكن توسيع نطاق أنظمة الزراعة لمزارع البحر الأحمر في مناخات مثل منطقة الشرق الأوسط، حيث تكون طرق الزراعة التقليدية غير ممكنة أو فعالة من حيث التكلفة.
تعد مزارع البحر الأحمر إحدى الشركات المنطلقة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتأسست في البداية على يد البروفيسور مارك تستر أستاذ علوم النبات، وريان ليفرز خبير الهندسة الزراعية، وقد استحوذ الثنائي مؤخرًا على شركة “آيرس” للدفيئات الصحراوية المتقدمة، وهي شركة لتصنيع الزجاج الذكي الذي يدمج تقنيات الطاقة الشمسية والضبط البصري التي طورتها ديريا باران من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والتي أصبحت شريكًا مؤسسًا.
مواجهة نقص الموارد
مع نُدرة موارد الأرض بمعدل ينذر بالخطر، يواجه الأمن الغذائي والمائي تحديات عالمية ملحة، بحسب الشريك العام في شركة جلوبال فنتشرز، نور سويد التي أضافت أيضًا أن مزارع البحر الأحمر تستكشف طرقًا مستدامة ومبتكرة لمعالجة هذه القضايا.
وكشف تقرير عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة واليونيسف مع عدة منظمات آخرى في يوليو/تموز الماضي، أن ما يقارب 690 مليون شخص عانوا من الجوع في 2019، بزيادة قدرها 10 ملايين شخص عن عام 2018، وبزيادة بنحو 60 مليون شخص في 5 سنوات. وتوجد غالبية الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في آسيا، لكن العدد يزيد بوتيرة سريعة أيضًا في إفريقيا.
وكان التقرير توقع أن تؤدي جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم الوضع مع احتمال مواجهة أكثر من 130 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لمشكلة مزمنة بنهاية العام الماضي.
التقنية الزراعية تجذب استثمارات ضخمة
تجذب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية استثمارات ضخمة، بقيادة Pure Harvest Smart Farms الإماراتية والتي جمعت حتى الآن 216 مليون دولار من مستثمرين. وتأسست الشركة في 2016 ولديها خطط للتوسع في الإمارات والسعودية والكويت، وهي تعمل على إنتاج الفواكه والخضراوات الطازجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستخدام تقنياتها الخاصة التي تعتمد على الزراعة الخاضعة للرقابة البيئية (CEA).
كما حصلت كل من شركتي التكنولوجيا الزراعية الناشئتين TWIG الأردنية، ومُزارع المصرية على تمويلات لم تفصحا عن قيمتها مؤخرًا.
وتحصل الشركات الناشئة السعودية على استثمارات قياسية منذ بداية العام بقيادة تمارا للتكنولوجيا المالية التي أغلقت أكبر جولة تمويل في 2021 حتى الآن بقيمة 110 ملايين دولار. وبحسب تقرير لومضة، جمعت الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو 110 ملايين دولار في مايو/أيار الماضي، واستحوذت الشركات السعودية وحدها على 46.6 مليون دولار.