يعتبر زيت الأرغان بمثابة الذهب السائل المغربي، وهو يشهد إقبالا متزايدا في صناعة التجميل العالمية باعتباره علاجا يساعد الجلد على مقاومة علامات الشيخوخة واستعادة الشعر تألقه.
فقد أثبت الزيت، وهو منتج طبيعي يستخدم في الطهي من قديم الأزل، جودته العالمية وأثره الملحوظ على جميع أنواع البشرة.
إستخراج الزيت
أصبحت شجرة الأرغان في جنوبي المغرب معيلة لآلاف النساء، وتشكل مصدرا أساسيا لدخل عائلات كثيرة في الدولة الافريقية
وتنتج جمعيات تعاونية في المغرب، تعمل فيها نساء أمازيغيات معظم زيت الأرغان “Argan Oil” في مدن أغادير والصويرة وتارودانت، التي تنتشر فيها الشجرة ذات الثمار الخضراء الصغيرة الشبيهة بالزيتون.
وفي واحة تيوت قرب تارودانت على بعد 600 كيلومتر جنوبي الرباط، توظف جمعية “تايتماتين” التعاونية، التي يعني اسمها بالأمازيغية “الأخوات” 100 سيدة لإنتاج الزيت التجميلي مقابل رواتب ورعاية مجانية للأطفال وتأمين صحي ودورات محو الأمية بلا مقابل.
وعلى الرغم من أن الآلات الجديدة ساعدتهن في إنجاز العمل بسرعة أكبر، إلا أنه لا يزال على النساء إزالة القشرة الصلبة للبذور يدويا عن طريق ضربها بالحجارة، قبل أن يصبح ممكنا عصر البذرة الداخلية بالآلة واستخراج الزيت.
يستغرق الأمر ثلاثة أيام لكي تتمكن امرأة واحدة من طحن كمية تكفي للحصول على لتر واحد من زيت الأرغان، بحسب رئيسة تعاونية تايتماتين لإنتاج وتسويق الأرغان، مينة أيت الطالب.
وذكرت زهرة حقي، في غرفة تعمل فيها عشرات النساء، إنهن يحاولن تحويل ساعات العمل إلى ساعات متعة عن طريق الغناء. وأضافت أن الوظيفة ساعدتها في تأمين دخل منتظم.
ويستخرج الزيت من لوز شجر الأرغان، وهو شجر نادر ويعمر لمدة 200 سنة.
الذهب السائل
على مدى قرون، كان استخدام الزيت، ينحصر في استخدامات تقليدية مثل إضفاء نكهة على الطعام واستخدامه كغموس لذيذ للخبز. ولا يزال الزيت منتشرا بالمغرب لكنه عرف طريق أسواق التصدير في الخارج.
ويعتبر زيت الأرغان من أغلى أنواع الزيوت في العالم، لذا أُطلق عليه اسم “الذهب السائل”، وترتب على استخدامه كمنتج للتجميل زيادة في الطلب من شركات مستحضرات التجميل العالمية. كما استتبع ذلك استثمار المجموعات المحلية في عبوات جذابة من ناحية الشكل.
تتراوح تكلفة اللتر الواحد من الزيت الآن بين 30 و50 دولارا في الداخل، لكن يمكن بيعه في السوق العالمية في عبوات صغيرة فاخرة بسعر يصل إلى 250 دولارا لكل لتر.