يستعد رائد الأعمال عصام هاشم لإطلاق تكنولوجيا مصرية 100% لتصنيع آلات إعادة إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية ، مما يوفر ثروة معدنية للبلاد ، ويدعم الحكومة المصرية في مساعيها نحو تنشيط التصدير للمنتج المحلي.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه الإقتصاد المصري تبعات تعويم سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، فالحكومة المصرية تكثف من مجهوداتها لدعم الصناعة المحلية ، وخفض الواردات الأجنبية لتعويض النقص في العملة الصعبة.
وكان هاشم قد أطلق ” ايكو لحلول الصناعة المتكاملة” Eco Integrated Industrial Solutions، في مطلع 2016، كشركة مصرية متخصصة في تصنيع آلات إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، بعد جمعها وفرزها وتصنيفها. وأمضى هاشم مؤسس الشركة العام الماضي بأكمله في تجهيز الأوراق واللوجستيات اللازمة للإطلاق الفعلي على الأرض.
وبدأ هاشم تطوير تكنولوجيا تفكيك وتكسير المخلفات الإلكترونية لإعادة تدويرها محليًا، منذ حوالي 3 سنوات، وقد سافر في سبيل ذلك لأكثر من 40 دولة لزيارة المصانع الأوروبية ودراسة التكنولوجيا الأجنبية والاقتباس منها. ويستعد هاشم للإطلاق الفعلي خلال الشهر الجاري في كلٍ من القاهرة والإسكندرية.
من هو دكتور وي؟
ولخلق تفاعل مع مستهلكي الإلكترونيات في مصر من الأفراد والشركات، ابتكر هاشم شخصية “ دكتور وي Dr. WEEE ” الكرتونية، لتكون رمزًا لجمع المخلفات.
ويرجع مسمى Dr. WEEE إلى الاسم العالمي لمخلفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية Waste of Electrical & Electronic Equipment. وتتمثل تلك المخلفات في الهواتف المحمولة واللاب توب والأجهزة اللوحية والكمبيوتر والشواحن والبطاريات، والشاشات.
دكتور وي
ومن المنتظر أن ينطلق ” دكتور وي ” من خلال تطبيق ويب يتيح للمستخدمين تسجيل طلبات جمع المخلفات من المنازل. كما وستحصل كل شركة تتعاقد مع “دكتور وي” على صندوق جمع مخلفات إلكترونية يحمل العلامة التجارية لـ”دكتور وي”.
و حرص قسم تطوير التطبيق في “ايكو” على سهولة تجربة الاستخدام، التي لا تتمثل في 3 خطوات التسجيل والطلب والتأكيد. وما أن يقوم المستخدم بتسجيل طلب توريد أجهزته الإلكترونية، حتى يحصل على نقاط تحفيزية يمكنه استبدالها من متاجر الإلكترويات، التي سيتم الإعلان عنها تزامنًا مع الإطلاق. وسيكون جمع المخلفات بواسطة سيارات خاصة، “الأمر الذي سيسهم في خلق فرص عمل لأصحاب السيارات الخاصة الراغبين في زيادة دخولهم الشهرية، هذا بالإضافة إلى تشغيل العمال بالمصنع وخدمة الأهداف البيئية والاقتصادية للدولة”، يوضح هاشم.
مساعي إقليمية وعالمية
في الوقت ذاته، يتعاقد هاشم حاليًا مع شركة إماراتية لجمع المخلفات الإلكترونية في أبو ظبي و دبي و عجمان و الشارقة، استعدادًا لافتتاح مصنع لإعادة تدوير تلك المخلفات على أرض الإمارات، وعلى أن يكون التشغيل مطلع العام المقبل. ويعول هاشم في غزو السوق الإماراتية على عدد من الشهادات التي تؤهله لذلك، والتي حصل عليها خلال رحلته الريادية. يتضمن ذلك، شهادة في إدارة المخلفات الإلكترونية من جامعة الأمم المتحدة في نيروبي. هذا بالإضافة إلى شهادة تقييم الأثر البيئي من وزارة البيئة المصرية.
ويطمح هاشم إلى عولمة تكنولوجيا إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية التي طورها، بنظام الفرانشايز، ليكون بذلك نموذج عمل “إيكو” قائمًا على أربعة عواميد رئيسية، تتضمن أيضًا جمع المخلفات بغرض إعادة التدوير والبيع لحساب الغير، وإعادة التدوير لاستخراج المعادن.
دراسات عالمية
وبظرة على السوق العالمية لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، تعتبر النفايات الإلكترونية هي القطاع الأسرع نموًا بين النفايات الصلبة، إذ ينتج العالم سنويًا حوالي 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية، إلا أن 15% منها ما يخضع لإعادة التدوير، بينما يكون مصير النسبة المتبقية (في أغلب الأمر) إلى مدافن النفايات المضرة بيئيًا.
هذا وتتوقع دراسات حديثة صادرة عن الأمم المتحدة، أن ينتج العالم في 2017 نحو 65 مليون طن من النفايات الإلكترونية.
وتكمن الفائدة الكبرى من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في أمريّن؛ الأول هو حماية البيئة من مخاطر الدفن أو الحرق، والثاني هو استخراج المعادن الثمينة من تلك النفايات.
في هذا الصدد يقول تقرير صادر عن وكالة حماية البيئة الأمريكية العام الماضي، إن إعادة تدوير مليون هاتف محمول، ينتج عنه استعادة 9 آلاف طن من النحاس، 9 كيلوجرامات من البلاديوم و250 كيلوجرامًا من الفضة و24 كيلوجرامًا من الذهب.
من هذا المنطلق، يتوقع خبراء الاقتصاد حول العالم أن تبلغ قيمة سوق النفايات الإلكترونية 50 مليار دولار، بحلول عام 2020.