واجهت سوق المعالجات العالمية تحديات خلال العامين الماضيين كباقي الأسواق وذلك بسبب الأزمة العالمية لنقص إمدادات الرقائق، وعلى الرغم من أن هذه الرقائق غير مكلفة ولا تكاد تكلف شيئا من مكونات الأجهزة الإلكترونية، إلا أنها أدت إلى خسائر بمليارات الدولارات للشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم، حيث أدى النقص في الرقائق إلى التأثير في عديد من الصناعات، مثل المنتجات الإلكترونية والمركبات والهواتف الذكية والمعالجات وغيرها من الأدوات، إلى خسائر على الرغم من زيادة الطلب على هذه المنتجات.
لكن مع بداية العام بدأت إحدى الأسواق المهمة والمعتمدة على الرقائق بالعودة شيئا فشيئا إلى معالجات شرائح الهواتف الذكية، حيث شهدت السوق نموا 5 في المائة خلال الربع الأخير من 2021 مقارنة بالربع الرابع من 2020، وفقا لـCounterpoint Research، وكان لنقص المكونات وطلبات السوق المتغيرة تأثيرات كبيرة في بائعي الشرائح المختلفة.
وحافظت شركة MediaTek في المقدمة، على الرغم من انخفاض حصتها من 37 في المائة لتصل إلى 33 في المائة، ويوضح المحللون ذلك مع قيام بائعي الهواتف الذكية بتخزين وحدات إضافية كإجراء احترازي ضد نقص الشرائح، ولقد ثبت أن العرض مستقر بدرجة كافية وكان لديهم أكثر مما يحتاجون إليه، وبالتالي انخفضت الشحنات في الربع الرابع.
وكان الربع الرابع قويا بالنسبة إلى شركة كوالكوم، حيث نمت حصتها لتصبح 30 في المائة، بزيادة قدرها 33 في المائة مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي، على الرغم من عدم قدرتها على الحصول على أكبر عدد ممكن من الشرائح عبر شركائها، وأعطت الشركة الأولوية لشرائح ومعالجات Snapdragon المتطورة، كما تمكنت من زيادة العرض من خلال الشرائح الثنائية، ولا تواجه الشركة أي منازع هو سوق موصلات الجيل الخامس، حيث كان لديها الحصة الأكبر التي تبلغ 76 في المائة مقارنة بـ63 في المائة في العام الماضي، وكان هذا مدفوعا بارتفاع الطلب على هواتف آيفون التي تستخدم مودم كوالكوم مع شرائح Apple A، فضلا عن المبيعات القوية لهواتف أندرويد الرائدة.
وحصلت شرائح Exynos من “سامسونج” على المرتبة الثالثة، بعد أن كانت متقدمة حتى على شرائح “أبل” في 2020، فقد انخفضت حصة شرائح Exynos إلى 4 في المائة فقط من حصة السوق، فيما ارتفعت حصة شركة Unisoc 11 في المائة وهي النسبة التي تمثل ضعف حصتها في السوق في عام واحد، ويعد هذا الأمر متوقعا، حيث تعمل شرائحها على تشغيل عديد من هواتف الشركات التي تركز على الهواتف المتوسطة والاقتصادية، مثل شركة هونر وشركة ريلمي وشركة موتورولا وشركة تيكنو وغيرها.