الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

سدايا : المركبات ذاتية القيادة ستكون متاحة تجاريا في 2030

بات الذكاء الاصطناعي بتقنياته المتعددة أحد أهم مرتكزات الحياة في وقتنا الحاضر بل واقعا لا غنى عنه في مستقبل البشرية في ظل ما نشهده من تطور تقني متجدد في شتى مجالات حياتنا نتيجة ما أفرزته لنا الثورة الصناعية الرابعة من تقنيات دخلت في أدق تفاصيل حياة الإنسان وخلقت له أسلوبا جديدا من الحياة العصرية لا يكاد يشبه في شيء ما كان سائدا قبل عقدين من الزمن، وقدمت هذه التقنيات في طور تقنية الذكاء الاصطناعي نتائج علمية وعملية مذهلة، واختصرت الزمن، وسهلت على الإنسان بعض الاستخدامات المنبثقة عنها.

وليس ضربا من ضروب الخيال العلمي إذا رأينا في المملكة خلال السنوات القليلة المقبلة مركبات تتحرك على الطرق آليا وتفهم إشارات المرور بدون أي تدخل بشري، فهذه التقنية تعرف باسم “المركبات ذاتية القيادة” التي تعمل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) فالمجتمعات البشرية تمر بمرحلة انتقالية من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد الذي تحدده مجموعة جديدة من التقنيات التي تتراوح ما بين التكنولوجيا الرقمية إلى التكنولوجيا متناهية الدقة كما أوضحت الأمم المتحدة في تقرير لها على موقعها الإلكتروني.

وحددت جمعية مهندسي السيارات العالمية (SAE International) مستويات المركبات ذاتية القيادة ما بين (0 إلى 5) وظهر حاليا في بعض دول العالم أنواع من السيارات الكهربائية التي تتوفر فيها تقنيات خدمة القيادة الذاتية بمستويات وصلت إلى المستوى الرابع وتعمل كُبرى شركات صناعة السيارات في العالم على الوصول إلى المستوى الخامس الذي يجعل القيادة ذاتية التحكم بدون أي تدخل بشري.

وقالت الجمعية في إصدار إلكتروني للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” : السائق يقود المركبة من المستوى صفر إلى المستوى الثاني عند تشغيل ميزات دعم السائق حتى وإن لم يوجه المركبة وقدمه بعيدة عن دواسات الوقود، علاوة على الإشراف على الميزات الداعمة، وتوجيه المقود، والتحكم في السرعة حسب الحاجة للحفاظ على السلامة.

وأضافت، أنه أثناء التشغيل من المستوى 3 إلى 5 لا يوجد حاجة لقيادة السائق للمركبة حتى وإن كان جالسًا على مقعد السائق فيما قد يطلب النظام من السائق في المستوى 3 قيادة المركبة أما في المستويين 4 و5 فإن النظام لا يطلب من السائق قيادة المركبة أبدًا لأنه يقودها ذاتيًا وهي المرحلة التي تعمل على الوصول إليها حاليا كبرى شركات صناعة السيارات في العالم في ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وفي حديث ذي صلة، كانت شركة “لوسِد” للسيارات الكهربائية قد أعلنت توقيع اتفاقية عن إنشاء أول مصنع لها في السعودية بطاقة إنتاجية تبلغ 155 ألف سيارة سنويا، وأكدت المملكة التزامها بشراء 50 ألف مركبة كهربائية مع إمكانية شراء 100 ألف مركبة إضافية خلال السنوات العشر القادمة، ومن المرجح البدء في تسليم مركبات المصنع الكهربائية في السوق السعودي خلال الربع الثاني من عام 2023.

وتعد هذه الخطوة امتدادا للعلاقة الاستثمارية الوثيقة التي بدأها صندوق الاستثمارات العامة مع مجموعة لوسد منذ 2018 والتي أسهمت بدعم جهود المملكة في قطاع صناعة السيارات الكهربائية في إطار رؤية 2030، وتماشياً مع إستراتيجية الصندوق في دفع عجلة التحول الاقتصادي للمملكة، وإطلاق قطاعات جديدة.

وبخلاف محاولات مستمرة في الوقت الحالي يقوم بها صانعو السيارات الكبار وعمالقة التقنية في العالم لإنجاز المستويات المتقدمة من صناعة “المركبات ذاتية القيادة” فإن الدول الصناعية تتسابق على دعم هذا المشروع وإتمام تجاربه حيث سيحدث ثورة ضخمة في عالم صناعة المركبات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتمتاز المركبات ذاتية القيادة بقدرتها على استشعار محيطها والتحرك بتحكم واكتفاء ذاتي، وتسهم في تخفيف الزحام المروري في الطرق، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق أعلى درجات السلامة المرورية، وهذه مزايا اهتمت بها رؤية 2030 في إطار تطلعاتها في الاستفادة من مجالات التقنية والابتكار والعلوم، والحرص على أن تكون المملكة في مصاف الدول الرائدة في استخدامات التقنيات الحديثة.

وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أمر يُعبّر عن الرفاهية فقط وليس بالضرورة توظيفها في مجالات الحياة، بيدَ أنه لا يمكن للإنسان العيش في وقتنا المعاصر دون تعزيز ذكائه وقدراته الفكرية بالتكنولوجيا الحديثة حتى لا يقال عنه أُميًا، فقد أصبح الأمر حتميًا خاصة أمام التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تشمل: البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والنانو، والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وعلم الوراثة، والروبوتات.

ويعتمد الذكاء الاصطناعي على مجموعة من الأساليب والطرق الجديدة في برمجة الأنظمة الحاسوبية التي يمكنها أن تُستخدم في تطوير أنظمة تحاكي بعض عناصر ذكاء الإنسان لكنه لا يلغي بتاتًا أهمية وجود العقل البشري في أي عملية يقوم بها، وهو إحدى التقنيات التي من المحتمل أن تغيّر التوازنات على الصعيد العالمي كما ذكرت منظمة اليونسكو في رسالتها الدورية لعام 2018.

وتعمل “سدايا” حاليا مع قطاع النقل لتحسين البنية التحتية للنقل، وتعزيز السلامة في مكوناته، ورفع كفاءة المواصلات حسبما ورد في إصدارها لشهر يناير 2022، بعنوان “المركبات ذاتية القيادة – تجارب وتحديات”، وفي حال شهدت المركبات ذاتية القيادة تطورا في تقنياتها وزيادة في إنتاجها وتسارعا في اختباراتها واعتمادا لسياساتها فإنه من المتوقع أن تصبح آمنة وموثوقة بحلول 2025، ومتاحة تجاريا في 2030، وتشكل نصف المبيعات الجديدة بعد 2045، لتكون في متناول الجميع بحلول 2050.

وانطلاقا من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية ركزت الإستراتيجية على تمكين القطاع من الاستفادة من التقنيات الحديثة لرفع جودة الحياة وزيادة الاستدامة، وتعمل وزارة النقل على عدة مشاريع من ضمنها وضع إطار تنظيمي خاص بتقنية المركبات ذاتية القيادة، وبدئ في العمل في تجارب المركبات ذاتية القيادة لضمان جاهزية المملكة لتكون رائدة على مستوى المنطقة في هذه التقنيات.

من أجل ذلك، تعتزم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” إقامة ورشة عمل، الخميس المقبل بالتنسيق مع وزارة الداخلية لمناقشة الوضع الحالي في المملكة والعالم والتجارب التي تم تطبيقها في المركبات ذاتية القيادة، والاستخدامات الممكنة وتحديات إدراج هذه المركبات بالمملكة فضلا عن بحث الممكنات التي نحتاجها لإنجاح المشروع بمشاركة 50 ممثلا ومختصا من الجهات الحكومية ذات العلاقة.

وتختلف إمكانيات الشركات الكبرى في تصنيع تقنيات هذه المركبات وأحجامها، فيما تعمل أكثر من 80 شركة متخصصة على تطوير تقنياتها بعد أن جمعت من هذا المشروع خلال 2021، استثمارات قدرت بـ 3 مليارات دولار، كما يعمل المصنعون لهذه المركبات على معالجة التحديات التشريعية والتقنية والمجتمعية والتخطيطية التي تواجهها.

ووفقًا لمؤشر جاهزية الدول لهذه المركبات الصادر عن شركة (KPMG) عام 2020 فإن سنغافورة تحتل المركز الأول في تميزها بسياسات وتشريعات جودة الطرق، تلتها هولندا نظير تقدمها في البنية التحتية خاصة في معدل انتشار محطات شحن المركبات الكهربائية، ثم النرويج التي حققت أعلى المعدلات في الحصة السوقية للسيارات الكهربائية، فأمريكا وذلك إزاء تقدمها في جوانب دعم التقنيات والابتكار ومجالات الحوسبة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

أسعار كيا K4 الجديدة 2026 في السعودية

سعر هوندا برولوج 2025 في الإمارات

إكسيد تعلن خطة إطلاق 3 طرازات جديدة بالسوق المصري

شركة MTI توقع اتفاقية شراكة استراتيجية مع “تاتا موتورز” العالمية وتستعد لإطلاق المركبات التجارية في مصر

سيارة “DS N4” .. الريادة المبتكرة المكرّسة للتميّز

شركة صينية تقاضي بلوجر بمبلغ 1.4 مليون دولار بسبب تجربة سيارة

جلف كرافت تجسد أرقى الابتكارات الإماراتية عبر استعراض “نوماد 101” في معرض ماليزيا الدولي للقوارب

بتصميم عالمي وسعر تنافسي: كايي تنطلق رسميًا في السوق السعودي

آخر الأخبار
"دبليو موترز" تطلق خدمات التصنيع التعاقدي للمصنّعين العالميين إل جي تُطلق عرضًا لفترة محدودة على Apple TV+ لمستخدمي شاشاتها الذكية استقبال حافل من الراجحي للطوافة لطلائع حجاج المستوى الاقتصادي المصريين وزير الخارجية يلقى كلمة مصر في الاجتماع الوزاري الإفريقى الأوروبى نائب وزير الإسكان يتفقد مصنع "شين شينج" الصيني لمواسير الدكتايل باستثمارات 150 مليون دولار وزيرة البيئة تدعو للعمل المشترك لتنفيذ مشروعات خضراء قابلة للتطوير محليا وأفريقيا حازم الصدير يجتمع مع زياد يوسف بعمل غنائي عراقي في دبي استقبال حافل من الراجحي للطوافة لطلائع حجاج المستوى الاقتصادي المصريين الصفوة للتطوير العمراني SUD تتشارك مع IWG لافتتاح 4 مراكز Regus جديدة بمشروعاتها التجارة غير المشروعة: التحدي المتزايد وكيف يمكن للوعي الاستهلاكي أن يقلب الموازين «الغرف العربية»: مصر باتت أكثر انفتاحاً وجاذبية للمستثمرين العرب والأجانب الرئيس السيسي: مصرون على تغيير الواقع الذي نعيش فيه لمياء كامل تفوز بجائزة "مصريات مؤثرات" تكريماً لدورها الرائد في مجال الاتصالات والتأثير الإيجابي رحمي: جهاز تنمية المشروعات يتعاون مع وكالة التعاون التنموي بجمهورية لاتفيا المصرية للصادرات الصناعية :تحالف مصري جديد للنفاذ الي الأسواق الأفريقية وزيرة التنمية تتابع جهود تحسين مستوى خدمات النظافة في محافظتي القاهرة والجيزة يسرية لوزا - ساويرس بين أبرز رواد العطاء في قائمة TIME100 Philanthropy لعام 2025 صناعة الأمل في أبوظبي: تمنح مرضى السرطان أملاً واسعًا في الشفاء بالخلايا التائية كويكب يقترب من الأرض بسرعة هائلة لكن دون خطر حقيقي بروتوكول بين البنك الأهلي ووزارة الثقافة لتحويل مبنى "السلطان حسين" إلى مركز للعرض المتحفي