استقبلت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفير مارك باريتي سفير فرنسا بالقاهرة، لبحث عدة موضوعات ذات الاهتمام المشترك وتعزيز سبل التعاون، وذلك بحضور السفير محمد خيرت مساعد وزيرة الهجرة للتعاون الدولي، والسيد/ جان لوك بيدوزي ملحق الأمن الداخلي بالسفارة الفرنسية في القاهرة.
وفي البداية، رحبت وزيرة الهجرة بالسفير الفرنسي وأعربت عن سعادتها بأول لقاء لسيادتها معه منذ توليه مهام منصبه في مصر، متحدثة عن الجالية المصرية المقيمة في فرنسا في عدة مدن والتي تعد من أهم الجاليات المؤثرة في المجتمع الفرنسي.
ثم استعرضت وزيرة الهجرة مع السفير جهود الوزارة في تنفيذ المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”، التي أعلن عنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم 2019، وكلف بها وزارة الهجرة بشكل مباشر لمكافحة الهجرة غير الشرعية في المحافظات الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة ونشر التوعية اللازمة حول المخاطر الناجمة عنها خاصة بعد إعلان الرئيس السيسي أن مصر لم تشهد خروج مركب هجرة غير شرعية منذ عام 2016، مشيرة إلى ما نتج عن تلك المبادرة من تعاون كبير مع الوزارات الأخرى وكافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، فضلا عن تدشين المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج الذي يقدم التدريب والمشورة من أجل التعريف بسبل الهجرة الآمنة وتوفير فرص عمل للشباب المصري تواكب متطلبات سوق العمل الألمانية.
كما لفتت الوزيرة إلى دور الوزارة في ربط علماء وخبراء مصر في الخارج بوطنهم من خلال تنظيم 6 نسخ من سلسلة مؤتمرات “مصر تستطيع” والتي ساهمت في الاستفادة من عقولنا المهاجرة في كل المجالات وإدماجهم في عملية التنمية الجارية في مصر والتي كان آخرها “مصر تستطيع بالصناعة” التي انطلقت الأيام الماضية، مؤكدة أن الجاليات المصرية حول العالم قوة ناعمة ومؤثرة ولها مواقف في كل القضايا الوطنية مثل دعم حق مصر مياه النيل والإسهام في المشروعات القومية مثل “حياة كريمة”.
كما تطرقت السفيرة نبيلة مكرم إلى رعاية الوزارة بأبناء الجيلين الثاني والثالث للمصريين بالخارج من خلال تنظيم ملتقيات ومعسكرات لتوعيتهم بالتحديات التي تواجه وطنهم وبمقتضيات الأمن القومي المصري والاطلاع على الإنجازات وما وصلت إليه مصر من تطور وتنمية، وأشارت أيضا إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لشباب مصر الدارسين بالخارج، والتي جاءت لخلق مكون رئيسي لجميع الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الوزارة لأبناء الدارسين بالخارج، وكذلك إنشاء مظلة واحدة تجمع أبناء المصريين المغتربين لزيادة ربطهم بوطنهم، كما تم إطلاق مركز وزارة الهجرة للحوار للشباب المصريين الدراسين بالخارج ليعمل كمظلة حوارية ومعرفية خاصة بشبابنا في الخارج لمتابعة متطلباتهم ومواجهة أي أفكار مغلوطة عن مصر، لافتة كذلك إلى إطلاق مبادرة “اتكلم عربي” برعاية السيد رئيس الجمهورية والتي تستهدف مواجهة حرب طمس الهوية لأطفالنا وأبنائنا بالخارج.
من جانبه، استعرض السفير محمد خيرت، مساعد وزيرة الهجرة للتعاون الدولي، أهم جهود وأهداف المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج، أحد الأذرع الرئيسية لمبادرة “مراكب النجاة”، وقال إنه يستهدف التدريب والمشورة من أجل التعريف بسبل الهجرة الآمنة وتوفير فرص عمل للشباب المصري تواكب متطلبات سوق العمل الألمانية، فضلا عن تقديم خدمات لإعادة إدماج المصريين العائدين من الخارج، وحرصا على توسيع الانتشار في محافظات مصر المختلفة، تم توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة “مصر الخير” لتجهيز غرف تدريب في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، معربًا عن تطلعه لإقامة نموذج مشابه للمركز مع الجانب الفرنسي.
وبدوره، أعرب السفير الفرنسي مارك باريتي عن سعادته بلقاء وزيرة الهجرة، مثمنًا جهودها في الاستفادة من القواسم المشتركة بين مصر وفرنسا والتقريب فيما بين الشعبين، خاصة وأن المجتمع الفرنسي يحتضن عددًا كبيرًا من المصريين الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيجه.
وعبر باريتي عن انبهاره بما رآه من تطوير وتنمية في ربوع مصر على نحو يسير بوتيرة سريعة، وثمن جهود السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذلك بما يجعل مصر بحق في مصاف الدول الكبرى، وأشاد بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين المصرية والفرنسية، خاصة تقارب أولويات مصر وفرنسا فيما يتعلق بالتغير المناخي بالإشارة إلى استضافة مصر لقمة المناخ COP27.
واختتم السفير الفرنسي حديثه مرحبًا بالتعاون مع الوزارة بصدد قضايا الهجرة الآمنة ومكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال التنسيق لدارسة متطلبات السوق الفرنسية من العمالة المصرية خاصة في المجال الفني والحرفي وعرض الفرص المتوفرة لذلك.