بقلم غيرهارد هارتمان، نائب رئيس قطاع الأعمال المتوسطة لدى سايج في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط
تعتبر القوة العاملة الماهرة مقوماً أساسياً من مقومات أي شركة، ولكن بناء قدرات فريقك وكفاءاته يتطلب وقتاً واستثماراً. ومع ذلك، في ظل هذه الأوقات المضطربة، كان على العديد من الشركات خفض ميزانيات التدريب، إلى جانب اتخاذ خطوات أخرى من شأنها خفض التكاليف. وهذا يعني أن الحصول على عائد استثمار كبير من إنفاقك على التدريب أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ويعد اتباع نهج مرن في رعاية المواهب ضرورياً لخلق مستقبل عمل شامل داخل شركتك. إذ يتمحور تطوير مهارات موظفيك وإعادة تزويدهم بالمهارات حول إزالة الحواجز حتى يتمكن الجميع من الازدهار خلال هذه الأوقات التي ينتشر فيها نظام العمل المرن وتقاسم الوظائف. وفيما يلي بعض النصائح التي تضمن لك تحقيق عائد استثماري كبير من تدريب الموظفين:
إنشاء مواردك الخاصة وإعادة استخدامها
قد يكون إحضار مستشاري تدريب خارجيين مكلفًا. لذا ضع في اعتبارك إنشاء وحدات نمطية داخلية للتدريب الأساسي في سياسة الشركة وعملياتها وأنظمتها.
اعتماد التدريب الوظيفي
تتمثل إحدى أفضل الطرق لرعاية المواهب في تصميم التدريب بحيث يرتبط بمتطلبات الأداء الرئيسية لفريقك على وجه التحديد. ومن هنا، يمكنك تحديد أفضل طريقة لصقل مهارات الموظفين أو إعادة تأهيلهم، سواء كان ذلك من خلال ممارسة المدير للتوجيه والتدريب أو تلقي دورات خارجية لتطوير المهارات تمتد لأسابيع بغرض تحسين المعرفة التقنية.
الاستفادة من الخبراء في المجال
ربما يكون في شركتك مديرون أو خبراء تقنيين لديهم معرفة وخبرة عميقة يرغبون بمشاركتها مع فريقك. لذا شجعهم على مشاركة معارفهم من خلال جلسات التدريب أو الندوات عبر الإنترنت أو التدريب أثناء العمل. فهذه طريقة غير مكلفة لإجراء التدريب وتعزيز دافعية فريقك وثقته بنفسه.
توظيف التكنولوجيا
في هذا الوقت الذي يكثر فيه العمل المرن، اعتاد موظفوك على العمل والتعاون والتعلم عبر الإنترنت. وفي هذا السياق، يعد التعلم الرقمي طريقة رائعة لاستغلال ميزانيتك المخصصة للتدريب. إذ تتراوح الدورات التدريبية عبر الإنترنت من الشهادات الرسمية الممنوحة من المؤسسات المحلية والدولية إلى الدورات التدريبية القصيرة وبأسعار معقولة على منصات مثل Udemy وLinkedIn Learning إلى دورات مجانية وعالية الجودة عبر الإنترنت من أمثال Coursera وحتى بعض المحتوى الرائع على يوتيوب.
إطلاع الموظفين على الحاجة من عائد الاستثمار
كن واضحًا مع فريقك بشأن ما تتوقع تحقيقه من خلال التدريب وما تتوقعه منهم بعد ذلك. وينبغي للأهداف السلوكية أن تشرح بوضوح ما يجب أن يعرفوه أو يفعلوه بحلول نهاية البرنامج.
الجمع بين مناهج متعددة
يعد الحفاظ على تفاعل الموظفين وتحفيزهم أمرًا ضروريًا لكسب قيمة حقيقية من مبادرات التعلم والتطوير. لذلك احرص على التنويع في إتاحة أنماط التعلم المختلفة وتقديم كل ما هو جديد لفريقك:
• التدريب أثناء العمل: التدريب المقدم للزملاء في بيئة العمل اليومية.
• التدريب خارج العمل: التدريب الذي يتم توفيره بعيدًا عن مكان العمل، ويُستخدم بشكل عام في الحالات التي تتطلب تحسين المهارات ويتضمن ورش عمل وندوات ومؤتمرات. ويعتبر هذا النهج أكثر تكلفة، ولا يكون فعالاً إلا إذا جرى تدريب العديد من الموظفين في إطار زمني قصير.
• التعلم النشط: يؤدي المتدربون دورًا رائدًا في التعلم من خلال استكشاف المشكلات المتعلقة بحالات معينة تحت إشراف المرشد. ويتعلم المتدربون من خلال طرح أسئلة تحث على التفكير والبحث عن إجابات وتفسير الملاحظات المختلفة التي تبرز خلال التدريب.
طلب المساعدة من الموظفين
حدد أعضاء فريقك المتحمسين للتدريب وتسجيل العمليات والإجراءات وغيرها من المعلومات المهمة لأعمال الشركة. وشجعهم على إنشاء أدلة وكتيبات لتوجيه وإرشاد أعضاء الفريق الجدد والحاليين بشأن الإجراءات التقنية وسياسات الشركة. ويمكنك أيضًا أن تطلب ممن تلقوا دورة تدريبية مؤخرًا أو حضروا الندوات مشاركة آرائهم مع الآخرين.
في الختام
ليس شرطاً أن يكون التدريب مكلفاً ومستهلكًا للوقت. فكّر في السبل الكفيلة بتطوير مهارات فريقك لتحسين أدائه خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة وعصر العمل المرن. وستساعد استراتيجية التدريب الجيدة في إحداث تناغم بين ما لديك من عناصر في قاعدة المهارات، وبالتالي ستضمن شعور موظفيك بالقدرة على العمل بمفردهم دون مساعدة وإشراف مستمرين من الآخرين.
تسعى الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة إلى أن تصبح شركات أشخاص مبتكرة من خلال تغيير طريقة اكتسابهم والتفاعل معهم وإدارتهم. مع نمو عملك، من المهم الحفاظ على روح المبادرة هذه حية، مع التركيز على الحفاظ على الإنتاجية والتحفيز والرفاهية في القوى العاملة لضمان نجاح الأعمال.