تركز معاملات بطاقات ائتمان الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مختلف مراحل نموها على زيادة الإنفاق على الإعلان الرقمي عبر الإنترنت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
كشفت شركة “ترايبال كريديت” العالمية للحلول المالية ضمن دراسة سنوية خاصة بنتائج العام 2021، عن فئات الشركات المحلية في المنطقة، والتي تقوم بالإنفاق من خلال استخدام بطاقات الائتمان الرقمية المخصصة للشركات والمؤسسات بكافة أحجامها الصغيرة أو المتوسطة أو الشركات الناشئة، وذلك استناداً إلى بيانات الإنفاق التي جرى تسجيلها خلال العام الماضي.
وأشارت الشركة إلى أن 9 من أصل 10 عمليات شراء تم إنجازها من خلال شبكة الإنترنت رقمياً خلال العام الماضي، بالرغم من تخفيف القيود المرتبطة بجائحة COVID 19، والذي يعكس التحول الكبير في أسلوب حياة المستهلكين واختيارهم للقيام بعمليات الشراء رقمياً، ونمو حجم أعمال التجارة الإلكترونية على المستوى الإقليمي وعالمياً.
وأكدت البيانات الواردة في الدراسة التي أجراها نخبة من الخبراء في الشركة، بأن ازدياد نمو نفقات الشركات بشكل مدروس، يعتبر مؤشراً لنمو مستدام للأعمال التجارية وبالتالي أصبحت أكثر أهمية للنمو الاقتصادي في المنطقة.
وشكل إنفاق الشركات على الإعلانات الرقمية الفئة الأكبر ضمن الدراسة، والتي وظفتها خلال مراحل نمو الأعمال بأكبر قدر خلال هذه الفترة، مما يدل على النمو طويل الأجل للمبيعات عبر الإنترنت. وبالنسبة إلى الشركات ومزودي خدمات الإعلان، فإن دفع تكاليف الحملات الإعلانية الرقمية بواسطة البطاقات يسهّل عملية الدفع وضبط النفقات وطرق استخدام وسائل الدفع الرقمية
وسجلت خدمات الشحن والخدمات اللوجستية ثاني أكبر إنفاق بواسطة بطاقات الشركات، ولاسيما للواردات والصادرات، إذ منحت التجارة الإلكترونية المتنامية الشركات فرصة ممتازة للتوسع في أسواق إضافية في مختلف مراحل نموها، الأمر الذي أصبح في غاية الأهمية مع تزايد حجم التجارة الإلكترونية.
وحصد إنفاق الشركات على التكنولوجيا والبنية التحتية للحوسبة المركز الثالث من حيث معدلات الإنفاق، والذي تضمن عمليات شراء الأجهزة والبرامج وخدمات البرمجة، ويشير الإنفاق على البنية التحتية الرقمية إلى أن الشركات تواصل تكييف عملياتها مع نمو الاقتصاد الرقمي بشكل مستمر.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهرت نتائج الدراسة أجرتها “ترايبال كريديت” أن الإنفاق على السفر، بما في ذلك وكالات السفر والرحلات الجوية والفنادق، كان الأكثر نمواً بين النصف الثاني من عام 2021 والنصف الأول من عام 2022، وأظهرت النتائج بأن الإنفاق على السفر كان ضمن النفقات العشر الأوائل خلال الربع الأخير. وتشير الزيادة الكبيرة في الإنفاق في هذا القطاع إلى أن الشركات توسّع أسواقها من خلال عمليات السفر لتطوير عملياتها.
وأشارت أميرة فاضل، المدير العام لشركة “تريبال” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن دراسة الأسواق تتطلب الأخذ في الاعتبار متغيرات عديدة من ضمنها كيفية مواصلة الشركات التكيف مع الثورة في التقنيات الجديدة، وقالت: “عمل العديد من الشركات على اختلاف أحجامها على تسريع عمليات التحول الرقمي، لذا تلجأ الشركات غالباً لاستخدام رأس مالها ومواردها الائتمانية لتسديد المدفوعات، خصوصاً لإجراء عمليات التجارة الإلكترونية، والذي يرتبط مباشرة بتعزيز نمو الأعمال، وتضيف “تريبال العالمية” المزيد من الفعالية لهذه الشركات في إدارة الإنفاق الرقمي من خلال تسهيل تتبعه ومرونة الاستخدام”.
تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة في مصر نحو 90% من الشركات النشطة في الأسواق، والتي قد يصل مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 80%، وفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، في حين تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في الإمارات العربية المتحدة ما يقارب من 86% من القوى العاملة في القطاع الخاص، و60% من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الحكومة المملكة العربية السعودية إلى ارتفاع مساهمة هذه الشركات في الناتج المحلي الإجمالي إلى 28.7% منذ شهر مارس 2021.
وأضافت أميرة فاضل: “تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة العمود الفقري للاقتصاد العالمي حالياً، وتوفر معظم فرص العمل في العالم في الوقت نفسه. لذا يمثل توسيع أعمالها ضرورة قصوى لمواصلة المساهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي”.