يتابع المستثمرون عن كثب في الوقت الحالي تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من أجل استكشاف اتجاه السياسة النقدية خلال الشهور المقبلة، بعد سلسلة من الزيادات الحادة التي تهدف لكبح التضخم.
وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، بدأ بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التعبير عن رغبتهم في إبطاء وتيرة الزيادات قريبا مع وجود مؤشرات على خطط للموافقة على زيادة أقل مما كان متوقعا في ديسمبر.
وفي هذا السياق، قال مسؤولو الاحتياطي الفيدارلي، إن المرحلة التالية في حملتهم لكبح جماح التضخم، ستكون مناقشة حجم الزيادات في أسعار الفائدة، ومتى يجب إبطاء وتيرة هذه الزيادات.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إنه يتعين على مسؤولي السياسة النقدية أن يبدؤوا التخطيط لخفض حجم الزيادات في أسعار الفائدة، لكنها شددت على أن الوقت لم يحن بعد للتوقف التام عن زيادتها.
وأضافت دالي، في حدث استضافته جامعة كاليفورنيا بيركلي: “البيانات لم تتعاون معنا حتى الآن لخفض وتيرة رفع الفائدة، قد نرفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر كما تتوقع الأسواق حاليا، لكنني أوصي ألا يأخذ المستثمرون فكرة رفع الفائدة بهذه الوتيرة كأمر مفروغ منه في الاجتماعات المقبلة”.
كما توقع رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمس بولارد، أن تُوضع هذه المسألة على طاولة النقاش خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر، مع التأكيد في الوقت ذاته على الحاجة إلى المضي قدما في تشديد السياسة النقدية.
وبحسب وكالة بلومبرغ، ترى دالي أن تقليص وتيرة رفع الفائدة إلى 50 نقطة أساس أو 25 نقطة أساس سيكون أمرا مناسبا،
وتشير التوقعات على نطاق واسع أن يرفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر، خاصة أن التضخم لا يزال مرتفعا كثيرا عن مستهدفه.
يذكر أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة 5 مرات منذ بداية العام الجاري، لتصل إلى نطاق يتراوح بين 3 بالمئة و3.25 بالمئة، مقابل مستوى قرب الصفر في مارس الماضي.
وقالت ماري دالي إن التوقعات التي تشير إلى ارتفاع الفائدة في العام المقبل إلى ذروة عند 5 بالمئة ثم التوقف مؤقتا عن الزيادة لاتزال تمثل مؤشرا جيدا على ما تبدو عليه الأمور.