الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

استراتيجيات مبتكرة لتحقيق الاستدامة في 7 صناعات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط

 

 

بقلم توم دي وايلي، الشريك والمدير الإداري في شركة بين أند كومباني منطقة الشرق الأوسط، وأكرم علمي، الشريك والرئيس التنفيذي لحوكمة الشركات والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط في شركة بين أند كومباني. وتروك ماي دوبونت فوهونج، نائب الرئيس في شركة بين أند كومباني.

 

شاركت شركة بين أند كومباني في مبادرة “مستقبل الاستثمار” بنسختها السادسة لهذا العام، والتي أقيمت في الرياض، بحضور العديد من الخبراء لمناقشة أهم اتجاهات الصناعة، وطرحت الشركة في هذه المناسبة الأفكار الرئيسية التي تُحفز حركة الاستدامة في الشرق الأوسط. تدفع القوى الكبرى الابتكار في مجال الاستدامة في يومنا الحالي، وتؤثر على منهجية هذا المسار عوامل عديدة تشمل التحديات السياسية المتزايدة أمام الشركات، وطلب العملاء على المنتجات الصديقة للبيئة، والمستويات القياسية للاستثمار في تكنولوجيا المناخ.

 

يكمن جوهر الابتكار في تشكيل مسار للاستدامة في كل صناعة. وبالاعتماد على تجربتنا العملية مع العملاء من الشركات ضمن قطاعات الصناعة، ومن خلال التواصل الفعال مع مئات الشركات الناشئة التي تركز على هذا النهج، والمحادثات المستمرة مع المستثمرين، وجدنا ضرورة التركيز على نهج الابتكار الذي سيكون له تأثير إيجابي في استدامة سبع صناعات تتمثل في خدمات التصنيع المتقدمة، والتجزئة، والبنوك، والطاقة، والرعاية الصحية، والمنتجات الاستهلاكية، والسيارات.

 

يتأثر كل قطاع صناعي باتجاهات وأنماط ابتكار مختلفة، كما تساهم كل تقنية مناخية، وابتكار أخضر، تم العمل عليه في تعطيل العديد من الصناعات. ولذا ركزنا على الأنماط السائدة ضمن قطاعات محدّدة في وقتنا الراهن.

 

  1. تعمل الطباعة ثلاثية الأبعاد على استكشاف وتسريع مشاريع خدمات التصنيع المتقدمة المعقدة.

يساهم قطاع البناء في جزء كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة. وتلعب الطباعة ثلاثية الأبعاد دوراً هاماً في إنتاج مواد جديدة، تشمل الإسمنت والمعادن، والاعتماد على تقنية طباعة الأشياء الأكبر حجماً يقلل من استخدام الموارد الطبيعية وبالتالي تخفيض كمية النفايات في هذا القطاع، فضلاً عن زيادة الكفاءة. تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الإنشاء والتشييد تنفيذ أسرع وأكثر دقة للعناصر المعقدة والمفصلة على حد سواء. يُتاح المجال للشركات التي تستخدم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد تخفيض التكاليف، وتوفير حوالي 15% من التكلفة الإجمالية المقررة للمشروع.

 

  1. 2. تعزيز الكفاءة في البيع بالتجزئة، نتيجة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها سلسلة القيمة، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على مراقبة انبعاثات النطاق 3 بدقة أكبر وتقليلها.

تصنف كمية كبيرة من الانبعاثات الناتجة عن البيع بالتجزئة ضمن النطاق 3 للانبعاثات الغير المباشرة في سلسلة التوريد المتصلة بالقطاع، ما يؤكد أن الصناعة تعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى توليد الانبعاثات في هذه الفئة. بينما يغطي النطاق 1 الانبعاثات المباشرة الواردة من المصادر المملوكة لشركة معينة، ويركز النطاق 2 على الانبعاثات الواردة من الكهرباء والتدفئة ومصادر التبريد، فإن النطاق 3 يعتبر معقداً لأنه يتكون من نظام يصعب إدارته، وفي معظم الأحيان يتجاوز حدود السيطرة المباشرة لبائع التجزئة. تدعم التقنيات الحديثة والتي تشمل الذكاء الاصطناعي مراقبة البصمة الكربونية للنظام، والتنبؤ بالانبعاثات وتقليلها من خلال تحسين العمليات الداخلية والخارجية.

 

  1. 3. تعمل البنوك على إنشاء نماذج جديدة من القيمة المستدامة، والتي تشمل المنتجات والخدمات التي تحدث تأثيراً إيجابياً على البيئة.

عزز ظهور التكنولوجيا المالية تسريع وتيرة تنافس البنوك عبر تقديم الخدمات الرقمية للعملاء. تترك البنوك بصمة بيئية مباشرة صغيرة نسبياً، إلّا أنها من خلال القروض وعروض المنتجات الخاصة بها تؤثر بشكل كبير على استراتيجية تصرف الشركات والمستهلكين واستثماراتهم ومعالجة آثارهم البيئية. يشهد سوق المنتجات الخضراء نمواً سريعاً بين جمهور المستهلكين، ما يعني وجود فرصة تمويل هائلة للمقرضين. وكانت النتيجة رفع وتيرة طلبات الجهات المنظمة لقياس التأثير البيئي للبنوك والإفصاح عنه، وهي مهمة يصعب في بعض الأحيان تنفيذها لأنها تتطلب الوصول إلى بيانات المحفظة الموثوقة وفق المعايير المتسقة للقياس.

تدعم البنوك القائمة مشاريع تقليل انبعاثات الكربون وإزالتها، وتقدم خدمات لخفضها. تركز الشركات الناشئة على المنتجات والحلول الجديدة التي تنسجم مع نهج الاستدامة، والتي تشمل استراتيجيات الاستثمار الأخضر، وتعويض الكربون القائم على المعاملات، وتخصيص الأرباح لمشاريع التعويض.

 

 

  1. الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة عامل أساسي وغير قابل للتفاوض، بهدف إحداث تحول كامل على مستوى المحفظة من قبل شركات الطاقة.

عملت شركات الطاقة الرائدة على إعادة اختراع آليات للسيطرة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من صنع الإنسان، والتي تتولد من مصادر الطاقة المتنوعة، نتيجة متابعة الحكومات المتزايدة، وتوفير الحوافز، وتقديم الإعانات، ما أدى إلى تغيير توقعات العملاء والمستثمرين والموظفين. تخلق الرقمنة فرصاً جديدة للشراكات وإنشاء نماذج الأعمال المبتكرة، ولكن يجب على الشركات أن توازن بين العديد من القضايا الهامة الأخرى، والتي تشمل القدرة على تحمل تكاليف استثمار الطاقة وضمان أمنها والعائد المتوقع على الاستثمار.

يتمثل أحد جوانب النهج الشامل لعمالقة الطاقة، في إنشاء صناديق رأس المال الاستثماري للشركات، بهدف دعم الوصول الممنهج إلى تكنولوجيا الطاقة الجديدة.

 

  1. ضرورة تعزيز الاقتصاد الدائري ضمن قطاع الرعاية الصحية وفق المستوى الأساسي والمعقد.

يتحول في وقتنا الحاضر أكثر من نصف إجمالي البلاستيك المنتج إلى نفايات، ويولد إنتاجه بصمة هائلة تتضمن غازات الاحتباس الحراري. ينتج قطاع الرعاية الصحية جزءاً كبيراً من نفايات البلاستيك في العالم، ويرتبط معظمها بالأدوية والإجراءات المنقذة لحياة المرضى. قدرت منظمة الصحة العالمية أن المنتجات الحيوية التي استهلكت لإدارة الأزمة الصحية العالمية تضمنت 87,000 طناً مترياً من معدات الحماية الشخصية، و 144,000 طناً مترياً من الحقن ونفايات اللقاحات الأخرى، بالإضافة إلى النفايات الكيميائية والبلاستيكية التي تقدر  بأكثر من 140 مليون جهاز للاختبار.

يساهم التغيير المنهجي نحو الاقتصاد الدائري في تقليل النفايات دون المساس بكفاءة قطاع الرعاية الصحية.

 

  1. تعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات من خلال العمل المنهجي على عادات الاستهلاك وإنتاج الغذاء، عبر تمهيد الطريق للاعتماد على الزراعة الرأسية واللحوم المزروعة في المختبر.

أكد النظام الغذاء العالمي قدرته على إطعام 7.9 مليار شخص، وتوليد ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي. لكنه في الوقت نفسه يضع عبئاً ثقيلاً على البيئة، ويساهم في توليد أكثر من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويعمل على إزالة الغابات وانقراض الأنواع النباتية والحيوانية. اتباع النهج الجديدة في الزراعة وإنتاج الطعام، والذي يشمل الزراعة الرأسية واللحوم المزروعة في المختبر، يقلل كمية المياه والمساحات المطلوبة لإنتاج نفس الكميات أو أكثر منها. ما يساهم في تقليل الحاجة إلى النقل لمسافات طويلة، ويخفض نسب استهلاك المواد الكيميائية ومبيدات الآفات. كما أن اللحوم المستزرعة في المختبر، تتطلب طاقة ومياه أقل من اللحوم المستزرعة تقليدياً، ما يؤدي إلى توليد انبعاثات أقل بكثير.

 

  1. 7. تبني منظومة التنقل الجوي بدلاً من التنقل بالسيارات، من خلال تطوير اللوائح وإحداث تغيير في النظرة الاجتماعية.

تستهلك المدن معظم إمدادات الطاقة في العالم، وتطلق مركبات الطرق السريعة مليارات الأطنان من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي كل عام. يساهم الاعتماد على التنقل الجوي للأشخاص والبضائع في المناطق الحضرية، عبر الطائرات التي تعمل بدون طيار إلى تخفيف الازدحام في المدن، وتقليل التلوث الضوضائي، والمساعدة في إزالة الكربون من قطاع الطاقة. يسهل توظيف التقنيات الجديدة مثل الدفع الكهربائي، وقدرة البطارية المحسنة المطبقة على أنظمة الإقلاع والهبوط العمودية، اتباع هذا النهج من الناحية التقنية.

يتطلب تعزيز نهج الابتكار في مجال الاستدامة اتباع استراتيجية متعدّدة الأبعاد لتحويل سلسلة القيمة. تعتبر الاستدامة نهجاً معقداً ومترابطاً ومتطوراً يتطلب تقييماً مستمراً.

نشهد تزايداً في وتيرة الابتكار، لذا أصبح تضمين الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات أمراً أساسياً، كما لابد من تتبع تطور النظام البيئي المعقد، للاستمرار في إيجاد الحلول، واكتشاف نهج متعدد الأبعاد لاستراتيجية الابتكار، ومشاركة النظام البيئي للشركات الناشئة، واستثمار رأس المال الاستثماري، وتطوير منهجية الأعمال.

أخبار ذات صلة

من يملك الخوارزميات يملك السوق.. صراع العقول بين وادي السيليكون والتنين الصيني

اليوم العالمي للعلاقات العامة: أكثر من مجرد مهنة

أبوظبي.. المدينة الأكثر أماناً في العالم

مراجعة البنك المركزي الأوروبي.. توقف مؤقت لدورة خفض أسعار الفائدة مع اقتراب الموعد النهائي للرسوم الجمركية

الموعد النهائي للرسوم الجمركية لشهر أغسطس.. حالات عدم اليقين.. اختبار الأرباح للبنك المركزي

لماذا تُعدّ سلسلة التبريد الذكية أمراً حيوياً للأمن الغذائي في دول الخليج؟

العلاقات العامة والذكاء القادم

تحليل: أسواق الأسهم العالمية تتجاهل التهديدات التجارية.. لكن مخاطر التصحيح الهبوطي تتزايد

آخر الأخبار
شيماء الهواري عبر برنامجها " حياة" : ظهور المدن الجديدة فتح فرصة ذهبية للاستثمار العقاري قبل استلام مهام عمله.. وفاة اللواء عصام الدين مدير أمن الوادي الجديد في حادث أليم بالمنيا رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المُتخذة لمجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي تشغيل القطار الثاني المخصوص لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين غدًا الاحتلال يعلن اغتيال مسئول عمليات قوة الرضوان التابعة لحزب الله في لبنان وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة بالتعاون م... الفضة تواصل مكاسبها مدعومة بعجز في المعروض وارتفاع الطلب الصناعي رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفد مجلس ترويج التجارة الدولية لمقاطعة جواندونج مؤسسة Euromoney تعلن أبوظبي التجاري مصر أفضل بنك للإستدامة لعام 2025 هيونداي تدمج Google Places لتوفير تجربة تنقل أكثر ذكاءً وقوة محافظة الجيزة: إعادة التيار الكهربائى وبدء ضخ المياه تدريجيًا للمناطق المتأثرة وزير الصحة يعتمد حركة مديري ووكلاء مديريات الشئون الصحية بمحافظات الجمهورية لعام 2025 ارتفاع المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 1.3% ليغلق أعلى مستوى عند 34500 نقطة وزير الإسكان يعقد اجتماعًا مع مسئولي شركة "سيتي إيدج" لاستعراض خططها التسويقية لبعض مشروعات "هيئة ال... رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدًا تجاريًا صينيًا من عدة مقاطعات يضم الاتحاد الوطني للمنسوجات الذهب يتراجع 0.4% عالميًا ومحليًا مع تحسن البيانات الأمريكية وتقدم المفاوضات التجارية وزير الخارجية السعودي: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يأتي استنادًا لموقف المملكة الثابت تجاه القضية الفل... مجموعة MRB القابضة تبدأ تسكين وحدات مشروع District 9 وتعلن انضمام «كارفور» كأول علامة تجارية استراتي... ديانا كرزون من "جرش 25".. الحضور الجماهيري والهوية أردنية بالتقسيط على 7 سنوات لأول مرة في بيت الوطن.. «هاوس بيلدنج» تطلق مبادرة لتسهيل تملك وحدة سكنية لعملائ...