أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، أن زيارته لجمهورية الهند جاءت تلبية للدعوة الكريمة التى تلقاها من رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، للمشاركة فى الاحتفال بذكرى يوم الجمهورية والذى بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950.
وتوجه الرئيس السيسي – في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الهندي بالعاصمة نيودلهي عقب توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة – بالشكر لرئيس الوزراء الهندي على تلك المبادرة المقدرة وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال والذي يعبر بصدق عن العلاقات الأخوية الممتدة والحافلة بين بلدينا وشعبينا حيث نحتفل هذا العام بمرور 75 عاما على تدشينها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إننا استعرضنا خلال المباحثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية والدفاعية، حيث أكدنا مواصلة العمل لزيادة حجم التبادل التجاري وتعظيم الاستفادة المشتركة من القدرات والمزايا الإنتاجية والتصديرية للبلدين كي نستجيب للأولويات الاقتصادية والاجتماعية للشعبين المصري والهندي، والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتحفيز الاستثمار الخارجي.
وأعرب الرئيس السيسي – خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الهندي – عن تطلعنا إلى زيادة الاستثمارات الهندية في مصر بمختلف المجالات، لاسيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خاصة بعد ما لمسناه من عزم لدى الشركات الهندية العاملة في مصر، على مواصلة تعزيز تواجدها وما أبدته شركات هندية متخصصة فى مجالات واعدة من اهتمام لضخ استثمارات في مصر.
وأوضح الرئيس السيسي: “اتفقت رؤانا على تعظيم التعاون القائم في المجالات المختلفة والانطلاق نحو شركات في مجالات جديدة من بينها التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، واتفقنا أيضا على تعزيز التعاون الاستراتيجي بيننا في عدة مجالات أخرى وعلى رأسها الزراعة والتعليم العالي وصناعة الكيماويات والأسمدة والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن السيبراني”.
وأكد الرئيس السيسي لرئيس الوزراء الهندي على ضرورة تقييم القنوات المنتظمة التي تتيح تبادل الخبرات والمعرفة فيما يرتبط بالتجارب والمبادرات الناجحة في كل من البلدين خاصة على صعيد تطوير الصناعة المحلية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير حياة كريمة للمواطنين والارتقاء بمستوى معيشتهم .
وتابع: “كما لا يخفى عليكم أن مصر والهند تتشاركان في البعد الحضاري الذي يضرب جذوره في أعماق التاريخ الإنساني، ولذا فقد اتفقنا على ضرورة تعزيز الروابط والثبات على المستوى الثقافي من خلال المشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية في كل من البلدين وعلى أهمية تيسير سبل التواصل بين شعبي البلدين لتسهيل حركة السياحة البينية من خلال تكثيف رحلات الطيران بين مصر والهند، لاسيما بين العاصمتين القاهرة ونيودلهي، حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء على ترحيبنا الكامل في مصر باستقبال المزيد من السائحين الهنود”.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن التعاون في مجال الدفاع كان على جدول أعمال مباحثات اليوم فتعزيز التعاون في ذلك المجال خير برهان على الإرادة المشتركة لتدشين علاقة استراتيجية بين البلدين، إذ أكدنا مواصلة التنسيق والتدريبات المشتركة وتبادل الخبرات والعمل على استشراف آفاق إضافية لتعميق التعاون في ذلك المجال بما في ذلك التصنيع المشترك، كما دار نقاش معمق ومسفر بيني وبين دولة رئيس الوزراء حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الدول النامية بشكل خاص، وتطابقت تقديراتنا حول أن توالي الأزمات ذات الأثر الدولي قد برهن من جديد على القيمة الكبيرة للعمل المشترك بين الدول الصديقة لتعزيز قدراتها على مجابهة التحديات الناجمة عن تلك الأزمات.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “إن المباحثات تناولت أيضا السبل المثلى لمكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، إذا أن لدينا وجهة نظر مشتركة في هذا الصدد، وهي أن التعاون معا سوف يعين على القضاء على العنف، لأن انتشار العنف والإرهاب والفكر المتطرف يمثل تهديدا حقيقيا ليس فقط لبلدينا ولكن لكافة الدول حول العالم”.
وأكد الرئيس السيسي أنه تم الاتفاق على أهمية تعزيز التعاون في المجال الأمني وإعطاء قوة دفع لمزيد من التنسيق في هذا المجال الحيوي، مؤكدا أنه لا تنمية دون استقرار أمني.
وأضاف أنه استعرض مع رئيس الوزراء الهندي ما أسفرت عنه القمة العالمية للمناخ كوب 27 بشرم الشيخ من نتائج مهمة، خاصة فيما يتعلق بإنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار المترتبة على التغيرات المناخية لاسيما في الدول النامية التي تعاني فيها البنية التحتية من الضعف وعدم القدرة على الصمود أمام آثار التغيرات المناخية.
وتابع الرئيس السيسي قائلا “لقد تقدمت بالشكر لرئيس الوزراء الهندي على دعوة مصر للمشاركة في أعمال مجموعة العشرين تحت الرئاسة الهندية لعام 2023″، مضيفا أنه أكد لرئيس الوزراء الهندي أن مصر لن تدخر جهدا من أجل دفع المحادثات في الاتجاه البناء سعيا لتحقيق تطلعات دول الجنوب، وبما يتيح التوصل لطرق فعالة لمواجهة أزمات الطاقة وتغير المناخ ونقص الغذاء وشح التمويل، من أجل التنمية وتراكم الديون المستحقة على الدول النامية.
وأكد الرئيس السيسي أن تلك القضايا تضعها مصر على رأس أولوياتها سعيا لإعادة الاستقرار والتوازن إلى البيئة الاقتصادية الدولية.
وقال “لقد شهدت مباحثاتنا اليوم نقاشا مفعما بالإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات بين مصر والهند إلى مستوى استراتيجي، واتفقنا خلال اللقاء الذي جرى اليوم مع دولة رئيس الوزراء على ضرورة عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ووضع الآليات التنفيذية لخطة التعاون المشترك بين البلدين”.
وأضاف “الحضور الكريم .. لا زلت أذكر أول لقاء جمعني بدولة رئيس الوزراء على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2015، لقد خرجت من ذلك اللقاء باقتناع بأن جمهورية الهند ستعرف تحت قيادته طفرة في التحديث والنمو، كما تولد عندي منذ اللقاء الأول تفاؤل كبير إزاء مستقبل العلاقات بين بلدينا وهو التفاؤل الذي يتأكد لدي مع كل خطوة نمضيها معا على تطوير العلاقات المصرية الهندية”.
وتابع “ختاما لا يسعني إلا أن أعبر لكم عن تطلعي لاستقبال دولة رئيس الوزراء، في زيارة قادمة له إلى القاهرة في أقرب فرصة ممكنة لاستكمال محادثاتنا البناءة والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات بين مصر والهند تقوم على الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا”.