أظهرت نتائج تجربة سريرية قادتها منظومة الصحة العالمية كليفلاند كلينك أن استخدام حمض البيمبيدويك الخافض للكوليسترول في المرضى المصابين بعدم تحمّل الستاتين، قد قلّل مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وخفّض احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والحاجة إلى إجراءات فتح الشريان التاجي.

وعُرضت نتائج الدراسة يوم السبت خلال الجلسة العلمية السنوية الثانية والسبعين للكلية الأمريكية لأمراض القلب في نيو أورلينز، بالتزامن مع نشرها في مجلة نيو إنغلاند الطبية.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى تراكمه على جدران الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى انسدادها وزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وتُعدّ أدوية الستاتين الخافضة للكوليسترول العلاج الأول للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت العديد من الدراسات أن الأدوية الخافضة للكوليسترول تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والوفاة عند إعطائها للمرضى، بغض النظر عن وجود تاريخ من أمراض القلب والأوعية لديهم. لكن بعض المرضى يعانون آثارًا جانبية ضارة لهذه الأدوية، كآلام العضلات والصداع والضعف، ما يمنعهم من استخدام الستاتينات بالجرعات الموصى بها.
وقد حصل حمض البيمبيدويك على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بوصفه علاجًا إضافيًا يساعد في خفض نسبة الكوليسترول في المرضى الذين يعانون حالات مرضية معينة مع ارتفاع نسبة الكوليسترول بالرغم من تحمّلهم أدوية الستاتين إلى الحدّ الأقصى. وتُعدّ التجربة التي سُمّيت CLEAR Outcomes أول تجربة تبحث في قدرة حمض البيمبيدويك على التقليل من إصابات القلب والأوعية الدموية.
وأُجريت الدراسة على 13,970 مريضًا يعانون عدم تحمل الستاتين، بين ديسمبر 2016 وأغسطس 2019، في 1,250 موقعًا في 32 دولة. وطُلب من المرضى وأطبائهم، للمشاركة في الدراسة، تأكيد أن المريض لا يستطيع تحمل الأدوية الخافضة للكوليسترول. وكانت مستويات كوليسترول LDL لدى جميع المشاركين تساوي أو تزيد على 100 مجم/ديسيلتر، كما كانوا جميعهم إما أصيبوا في السباق بإصابات قلبية أو لديهم عوامل خطر أخرى تُعرضهم للإصابات القلبية. وقد اختير بعض المشاركين بطريقة عشوائية لتناول 180 مجم يوميًا من حمض البيمبيدويك، فيما قُدّم للبعض الآخر دواء وهمي، وجرت متابعة الجميع لمدة تزيد على 3 سنوات في المتوسط. وتألفت النتائج الأولية التي خضعت للدراسة من مزيج من الإصابات بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو إعادة التوعية الإكليلية (إجراء لفتح الشرايين المسدودة) أو الوفاة الناجمة عن إصابة قلبية وعائية.
وتمّ خفض الإصابات الأولية بنسبة 13% عند العلاج بحمض البيمبيدويك. ووُجد عند التحليل المنفصل لمختلف أنواع الإصابات القلبية، أن حمض البيمبيدويك استطاع أن يقلل من النوبات القلبية بنسبة 23% واللجوء إلى إعادة التوعية الإكليلية بنسبة 19%.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة الدكتور ستيفن إي نيسن، كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية في كليفلاند كلينك، إنه لا توجد إلى الآن أية أدوية مصممة خصيصًا للمرضى الذين يعانون عدم تحمّل الستاتينات. وأضاف: “بينما تظل الأدوية الخافضة للكوليسترول ركيزة أساسية في مساعي الحدّ من الأخطار لدى المرضى الذين يعانون ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، فإن نتائج دراستنا تُعدّ خطوة متقدمة للمرضى المحتاجين إلى العقاقير الخافضة للكوليسترول، ولكنهم يعانون آثارها الجانبية المزعجة”.
ويختلف حمض البيمبيدويك عن الستاتينات بعدم تنشيطه حتى يصل إلى الكبد، ما يحدّ من آثاره على العضلات أو الأنسجة أو الأعضاء الأخرى، الأمر الذي يقلل من احتمالية حدوث الآثار الجانبية المبلغ عنها مع الستاتينات.
ولاحظ الباحثون أن الانخفاض المبلغ عنه بنسبة تتراوح بين 20 و25% في مستوى الكوليسترول LDL عند استخدام حمض البيمبيدويك أقلّ من نسبة الانخفاض التي تتراوح بين 40 و50% والمتحققة باستخدام الستاتينات. لكن الدكتور نيسن أوضح أن هذه النتائج تكشف بشكل عام عن أن حمض البيمبيدويك لا يزال بإمكانه إحداث فرق كبير في احتمال حدوث إصابات قلبية خطرة للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل العقاقير الخافضة للكوليسترول”.
جدير بالذكر أن الدراسة مُوّلت من قبل الشركة المطورة لحمض البيمبيدويك، “إسبيريون ثيرابيوتيكس”. ويعمل الدكتور نيسن مستشارًا للعديد من شركات الأدوية ويشرف على تجارب سريرية لشركات عدّة بينها “أبفي” و”أمغن” و”أسترازينيكا” و”بريستول مايرز سكويب” و”إيلي ليلي” و”نوفارتيس” و”مينراليز” و”سايلنس ثيرابيوتيكس” و”فايزر”. ومع ذلك، لا يقبل تلقي أتعاب أو بدلات استشارية أو أية تعويضات أخرى من الشركات.