شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء الاحتفالية الكبرى التي تنظمها وزارة الأوقاف بليلة القدر، كما تم تكريم الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم.
واستعرض الدكتور محمد مختار جمعة جهود وزارة الأوقاف خلال الفترة الماضية أمام الرئيس السيسي خلال حفل ليلة القدر، كما أهدى وزير الأوقاف كتاب الله هدية تذكارية للرئيس السيسي
كما ألقي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كلمة قائلا: إن الاحتفاء السنوي بليلة القدر، وتكريم حفظة القرآن الكريم، يؤكد اهتمام الدولة بإكرام أهل القرآن، مشيرا إلى أن تكريم الرئيس السيسي لحملة القرآن هو من إجلال الله عز وجل، وتعظيم شعائره.
وأضاف في كلمته خلال مشاركته في احتفالية ليلة القدر، أن حفظ القرآن وفهمه فهما صحيحا، وتطبيقه تطبيقا حسنا، يسهم في صنع الحضارة وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
كما ألقي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كلمة قائلا: إن عبادة الدعاء هي أبرز ما يرتبط بليلة القدر، والتي تعد خيرا من ألف شهر، وتضرع العبد لله عز وجل، مشيرا إلى أن البعض يظن بأن الدعاء هو عبادة ثانوية، ولكنها عبادة مأمور بها على سبيل الندب والاستحباب، وأن العبد مخير بين أدائها وتركها، وكل ذلك خاطيء مصدره الغفلة عن موارد الأمر والنهي في القرآن الكريم.
وأضاف الطيب في كلمته خلال مشاركته في احتفالية ليلة القدر، أن الدعاء هو عبادة مأمور بها في آيات كثيرة بالقرآن الكريم، والتي أمر الله به نبيه والمؤمنين في أكثر من موضع.
وأعرب عن خالص دعواته بأن يكشف الله عن أمتنا وعن العالم كله ما نزل بساحتِه من حروب وقحط ووباء وغلاء، وأن يوفق ولاة الأمور والعلماء والحكماء إلى بر السلام والأمان، وحقن الدماء التي حرمها الله تعالى من فوق سبع سماوات.
كما أهدى فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الرئيس السيسي هدية تذكارية خلال حفل وزارة الأوقاف بليلة القدر
وألقي الرئيس كلمة جاءت كالتالي:
اسمحوا لي في البداية، أن أتوجه لكم بالتحية وللشعب المصري العظيم بخالص التقدير والتهاني، بمناسبة احتفالنا اليوم بليلة القدر المباركة وبقرب انتهاء شهر رمضان الكريم، وحلول عيد الفطر المبارك، كل عام وأنتم بخير ومصر والأمتين العربية والإسلامية في أمان وسلام.
كما أود أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء وأهنئ أبنائنا حفظة كتاب الله، من مصر وجميع دول العالم، متمنيًا لهم التوفيق والسداد، وأن يكون القرآن الكريم، رفيقًا لهم، في وجدانهم وسلوكهم الطيب، بما يحقق المقصد الأسمى، من قراءته وفهمه وتدبره، والعمل بقيمه العظيمة.
وأتوجه بالتحية أيضًا إلى رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف الأئمة والدعاة والقراء، معربًا عن تطلع الأمة كلها إلى مواصلة الجهد المحمود، لنشر العلم الديني الوسطي وتوضيح صحيح الإسلام، والتعريف بجوهره الحقيقي، كقوة دفع إنسانية هائلة، من أجل الخير، والتقدم، والازدهار.
إن الله سبحانه وتعالى، قد اصطفى من بين ليالي شهر رمضان، ليلة اختصها بمزيد من البركات والفضائل، بأن أنزل فيها القرآن، لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام، وليلة الرحمة والنور والهدى.
إن هذه الليلة العظيمة، تمثل لنا مناسبة طيبة، للتفكر والتأمل في حجم ومدى هذا التغيير الهائل، الذي انطلق برسالة الإسلام، وطال جميع أركان الدنيا، ومس جميع مناحي الحياة، تغيير هائل وجذري كان عماده العمل الصالح المخلص النية لله ورسوله، والانطلاق نحو الجد والاجتهاد، بعزيمة لا تلين وإصرار على تعمير الأرض والصبر على المكاره، والتحمل في سبيل تحقيق الأهداف السامية.
إن هذا الطريق، طريق العمل الدءوب والكفاح المتواصل، والصبر الواثق، والإيمان المطمئن، هو السبيل الحتمي، لمن ابتغى السداد والنجاح، وهو الطريق الذي نهتدي به ونمضي عليه بثقة في الله “عز وجل”، وفي قدرات شعبنا العظيم وإمكاناته، وفي إيمان هذا الشعب بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأنه “لا جزاء للإحسان سوى الإحسان”.
ختامًا، وفي هذه الأيام المباركة، ندعو الله أن يشمل مصر والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بعنايته ورحمته.
نرجوه سبحانه وتعالى، أن يهدي الإنسانية للرشد والتعقل، في جميع أمورها، وأن يلهمنا جميعًا، الصواب والسداد، ويحيطنا بنفحات من حكمته ونوره، لتعيننا على بذل المزيد من الجهد والعمل، بما يرضيه، ويحقق آمال شعوبنا في المستقبل الأفضل.