يمكن أن تساعد نتائج الدراسة الجديدة الأطباء في تشخيص المرضى وتهيئتهم وتوفير علاجات أفضل لهم
وجدت دراسة طبية جديدة أجراها مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، أن المشكلات والأعراض الأولية في الذاكرة مرتبطة بمعدل أبطأ لتطور مرض الزهايمر والخرف.
ويتطور الخرف عندما تؤثر العدوى أو الأمراض في الأجزاء المرتبطة بالتعلم أو الذاكرة أو اتخاذ القرارات أو اللغة في الدماغ. ويُعد مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للخرف وهو حالة دماغية تقدمية تؤثر في النهاية على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية. ويعتقد بعض الباحثين أن العملية المؤدية إلى داء الزهايمر قد تبدأ قبل 10 سنوات أو أكثر من ظهور الأعراض الأولية للمرض.
وقال الدكتور جاغان بيلاي، اختصاصي طب الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك، والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة: “ما وجدناه في دراستنا الجديدة هو أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض ومشكلات مبكرة في الذاكرة فقط، مقارنةً بالأشخاص الذين يعانون من مشكلات لغوية مبكرة أو مشكلات بصرية مكانية – على سبيل المثال – يتطور لديهم المرض بوتيرة أبطأ قليلاً على مستوى قدراتهم الوظيفية”.
وأضاف الدكتور بيلاي أن الأفراد الذين يعانون من مشكلات لغوية وصعوبات في القدرات المكانية والأمور المتعلقة باتخاذ القرارات والأحكام الصائبة بدوا أنهم تأثروا بدرجة أكبر على مدى فترة من الزمن – وتحديداً في قدراتهم الوظيفية اليومية.
وأشار الدكتور بيلاي إلى أن أحد الأسباب وراء ذلك يكمن في أن الشخص الذي يعاني من صعوبات في الذاكرة فقط يمكنه إيجاد طرق أخرى للتعويض، مثل تتبع ما يفعله من خلال تسجيل نفسه أو تدوين الملاحظات، ما يسمح له بالمحافظة على قدراته الوظيفية.
ولفت الدكتور بيلاي إلى أن صعوبات الذاكرة تأتي من جزء في الدماغ يختلف عن ذلك الذي تأتي منه المشكلات اللغوية، على سبيل المثال، لذا فإن الطريقة التي يتطور بها المرض قد تكون مختلفة.
وأوضح الدكتور بيلاي: “يميل جزء الدماغ الذي يتأثر أولاً بالمرض إلى تحديد الأعراض المصاحبة وأيضاً نوع التقدم الذي يمكن أن يطال أجزاء ومناطق أخرى. ويمكن أن يساعد توفر هذه المعلومات الأطباء في تشخيص مرضاهم على نحو أفضل وتهيئتهم للمستقبل. كما يمكن أن تكون هذه النتائج مفيدة للباحثين عندما يتعلق الأمر باختبار الأدوية المختلفة لعلاج مرض الزهايمر”.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 55 مليون شخص حالياً من الخرف في جميع أنحاء العالم، وفي كل عام هناك نحو 10 ملايين حالة جديدة. ويُعد الخرف السبب الرئيسي السابع للوفاة وأحد الأسباب الرئيسة للإعاقة والتبعية بين كبار السن على مستوى العالم. وتقدّر المنظمة أن مرض الزهايمر قد يساهم في 60 – 70٪ من هذه الحالات.