قال ماريو ميهرِن، الرئيس التنفيذي لشركة فينترسال دِيا، إن الشركة أحرزت تقدُّماً ملموساً على مستوى أولويَّتين من أولويّات “ديا” الاستراتيجية في الربع الأول من العام الجاري؛ تمثّلت الأولى في تنويع محفظ الشركة من خلال النمو المعتدل لأعمالها في مجال الاستكشاف والإنتاج، والثانية في خفض البصمة الكربونية من خلال بناء الأعمال الخاصة بإدارة الكربون والهيدروجين”.
وكانت الشركة قد سجلت في الربع الأول من 2023 إنتاجاً مستقراً من النفط المكافئ بلغ نحو 318 ألف برميل يومياً، وحققنا أرباحاً وصلت إلى 1.14 مليار يورو قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين ومصاريف الاستكشاف؛ بانخفاض بلغت نسبته 14 في المئة مقارنة بالأرباح المسَّجلة في الربع الأول من عام 2022، ما يعكس ضعفاً عاماً في أسعار المنتجات الأساسية مقارنةً بالعام المنصرم.
ثلاث خطوات نحو الأمام في المكسيك إحدى مناطق نموّنا
وفي 25 أبريل الجاري أعلنت فينترسال دِيا عن اكتشاف نفطي مهم في المكسيك في منطقة «كان» Kan في الكتلة البحرية 30. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الحقل قد يحتوي على ما يتراوح بين 200 مليون و300 مليون برميل من النفط المكافئ؛ وهو ما يُعَدُّ نجاحاً سريعاً لأول بئر استكشافيّة تشغّله الشركة في هذا البلد.
كما حققت فينترسال دِيا مزيداً من الإنجازات في المكسيك في الربع الماضي: فقد قدمت الشركة، مع شركائها، خطة تطوير لمشروع «زاما» Zama ذي الأهمية الاستراتيجية. ويُعتَبَر هذا المشروع من أكبر الاكتشافات في المياه الضَّحلة على مستوى العالم التي تمّت في العقود الأخيرة، ومن المتوقع أن ينتج 180 ألف برميل من النفط يومياً في ذروة إنتاجه. وتمثّل فينترسال دِيا أكبر مساهم في المشروع بعد شركة «بيمكس» Pemex.
إضافة إلى ذلك، أتمّت فينترسال دِيا في الربع الأول عملية الاستحواذ على حصة بلغت 37 في المئة من «كتلة هوكتشي» Hokchi Block المنتِجة قبالة ساحل المكسيك.
وفي هذا السياق، ألمح ميهرِن: “إنها تطورات مهمة: على مستوى المشاريع، وعلى مستوى فينترسال دِيا، وعلى مستوى المكسيك وإمدادات الطاقة في البلاد”.
علاوةً على ذلك، فقد دخل حقلان من الحقول التي يشغِّلها شركاؤنا في النرويج، وهما: «هايم» Hyme، و«باوغ» Bauge، حيّز الإنتاج بوصفهما مركزاً للربط مع حقل «نيورد» Njord. وتُعَدُّ هذه خطوة جوهرية؛ لأن منطقة «نيورد» بأكملها ستكون مركزاً مهماً لإنتاج النفط والغاز على مدار عقدين مقبلين.
احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه عبر الحدود في «غرين ساند»
وانضمّ إلى ميهرِن في اجتماع الطاولة المستديرة هوغو دايكغراف، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركة، الذي قال إن أول تخزين لثاني أكسيد الكربون في مشروع «غرين ساند لاحتجاز الكربون وتخزينه» Greensand CCS الذي تمّ في شهر مارس المنصرم شكّل “أكبر إنجاز لشركة فينترسال دِيا حتى الآن” على مستوى احتجاز الكربون وتخزينه. مضيفاً: “لن يكون التخفيف من حدّة تغير المناخ ممكناً من دون احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، ويمثل غرين ساند قفزة نوعية نحو الأمام؛ لتطوير بنية تحتية خاصة باحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على مستوى أوروبا، ومن ثمّ حماية المناخ”.
وعبر هذا المشروع، الذي تشكّل فينترسال دِيا عضواً رئيسياً فيه، تمّ نقل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الصناعة من بلجيكا إلى الدنمارك. ثم تمّ حقن ثاني أكسيد الكربون في خزّان «نيني ويست» Nini-West البحري بهدف التخزين الآمن. وفي هذا الصدد، قال دايكغراف: “إن غرين ساند هو المشروع الأكثر نُضجاً لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على نطاق الاتحاد الأوروبي، مع قدرة تخزينية تصل إلى 8 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً”.
وقد وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذا التخزين الأول بأنه “محطة كبيرة للتحوّل الأخضر في أوروبا”.
وأشار دايكغراف إلى أن “غرين ساند يمثّل جزءاً من خطط فينترسال دِيا لتطوير سلسلة مترابطة من مشاريع إدارة الكربون ومشاريع الهيدروجين في بحر الشمال. كما حصلت الشركة في الربع الأول على ترخيص «هافستينه» Havstjerne لتخزين ثاني أكسيد الكربون في النرويج، مع إمكانية تخزين سنوية تصل إلى 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون”. مضيفاً أن “الشركة تمضي قُدماً في تطورها؛ لتصبح شركة رائدة ومستقلة في إدارة الغاز والكربون”.