الناجية من سرطان الثدي هي في المرحلة 1a من الدراسة التي تشمل المرضى الذين أكملوا علاج سرطان الثدي ثلاثي السلبية في مراحله المبكرة والمعرضين لخطر تكرار الإصابة به
أصبحت جينيفر ديفيس، الممرضة والأم لثلاثة أطفال من لشبونة في ولاية أوهايو الأمريكية، أول مريض يتلقّى اللقاح الوقائي الأول من نوعه في العالم لسرطان الثدي، ضمن تجربة سريرية تجريها منظومة الصحة العالمية كليفلاند كلينك، وذلك بعد خضوعها للعلاج من سرطان الثدي ثلاثي السلبية.

ويعتمد اللقاح على أبحاث قادها الراحل الدكتور فينسينت توهي الذي كان رئيس كرسي مورت وآيريس نوفمبر للتميّز في أبحاث سرطان الثدي المبتكرة في معهد ليرنر للأبحاث في كليفلاند كلينك. ويستهدف اللقاح التجريبي بروتين الرضاعة في الثدي، المسمّى ألفا-لاكتالبومين، الذي ينعدم وجوده بعد الإرضاع في الأنسجة العادية المتقدمة في السنّ، ولكنه موجود في غالبية سرطانات الثدي ثلاثية السلبية. ويتسم اللقاح بقدرته على تحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الورم ومنعه من النمو عند الإصابة بسرطان الثدي.
ووصف الدكتور جي توماس بَد، من معهد توسيغ للسرطان التابع لكليفلاند كلينك، والباحث الرئيس في الدراسة، سرطان الثدي ثلاثي السلبية بأنه “أقلّ أنواع هذا المرض قابلية للعلاج”، معربًا عن الأمل في أن يصبح اللقاح الوقائي حقيقة واقعة ليقي النساء من شرّ الإصابة بهذا النوع من سرطان الثدي.
وتشارك جينيفر في المرحلة 1a من الدراسة، التي تشمل المرضى الذين أكملوا علاج سرطان الثدي ثلاثي السلبية في مراحله المبكرة خلال السنوات الثلاث الماضية وتخلو أجسادهم من الأورام حاليًا ولكنهم معرّضون لخطر تكرار الإصابة. وتضمّن علاج جينيفر في كليفلاند كلينيك، قبل الانضمام إلى التجربة، تلقّي العلاجين الكيماوي والإشعاعي واستئصال الثديين، ولم يجد الفريق الطبي المكلّف بالإشراف على علاجها أية علامات على انتشار السرطان في أي جزء آخر من جسدها.
وقالت جينيفر إنها لا تتلقّى أي دواء في سبيل ضمان عدم تكرار الإصابة، مشيرة إلى أنها شعرت بحماس بالغ عندما سمعت عن اللقاح. وأصبحت جنيفر في أكتوبر 2021 أول مريضة تسجّل في التجربة وتتلقى الجرعة الأولى من اللقاح، مؤكّدة أنها لم تتردد في الحصول على اللقاح.
من ناحيتها، قالت الطبيبة المختصة بأورام الثدي الدكتورة ميغان كروس، التي أخبرت جنيفر عن التجربة في أحد مواعيد المتابعة، إن حديث المرضى المصابين بسرطان الثدي ثلاثي السلبية، ظلّ ينحصر لفترة طويلة في كيفية المضيّ في رحلة العلاج الشاقة التي يرافقها شعور سيئ بحتمية عودة المرض، معربة عن الأمل في يصبح بالإمكان، بفضل دراسة اللقاح هذه، تغيير ذلك الشعور وأن يسود بعض التفاؤل فيما نقترب من مستقبل أكثر إشراقًا لهؤلاء المرضى”.
وتلقّت جينيفر والمشاركون الآخرون في الدراسة ثلاث جرعات من اللقاح بفاصل أسبوعين بين الجرعة والأخرى، وخضع المشاركون لمراقبة حثيثة بحثًا عن أية آثار جانبية أو استجابة مناعية. وكانت جينيفر تلقت آخر جرعة لها في نوفمبر 2021 ولم يُلاحظ عليها أية آثار جانبية كبيرة.
وأضافت المريضة: “رافقني زوجي عندما ذهبت للحصول على الجرعة الأولى من اللقاح، ثم ذهبت أمي معي في الثانية والثالثة. بل إنني لا أتذكر أني كنت قد ذهبت إلى موعد طبي في كليفلاند كلينك بمفردي، فلقد حظيت بدعم معنوي كبير من أسرتي”.
هذا، وأطلق باحثو كليفلاند كلينك، في فبراير 2023، المرحلة التالية من التجربة السريرية لدراسة اللقاح: 1b، بالشراكة مع شركة “أنيكسا بيوساينسز” Anixa Biosciences. وينصبّ التركيز في هذه المرحلة على الأفراد غير المصابين بالسرطان ولكن المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي، والذين قرروا الخضوع طوعًا لعملية استئصال الثدي الوقائية لتقليل الخطر.
وتواصلت جينيفر، البالغة من العمر 46 عامًا، المتابعة مع الدكتورة كروس، وتقترب من إتمام العام الخامس من التعافي. وبالرغم من أن فهم فعالية اللقاح قد يستغرق سنوات، فإنها حريصة على ما سيأتي، وتأمل في أن تساعد قصتها المرضى الآخرين الذين شُخّصوا بالإصابة بسرطان الثدي.
وانتهت إلى القول: “قد يعتريني أحيانًا شعور سلبي وأصاب بالفزع، ولكنني أواصل المضي قُدمًا، فإذا كُتب النجاح لهذا اللقاح وأصبح يعمل بالطريقة التي يريدها الباحثون، فقد يمنع يومًا ما الإصابة بسرطان الثدي ثلاثي السلبية”.