انعقدت ثلاث منتديات استثمارية على هامش ملتقى الاستثمار السنوي وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث ألقت الضوء على الأسواق الناشئة وفرص الاستثمار في وجهات الاستثمار في كل من ناميبيا وموسكو وأرمينيا.
وناقش منتدى وجهة الاستثمار في ناميبيا إمكانات البلاد كمركز مهم لاستشكاف الطاقة، مع اكتشافات كبيرة في مجال النفط والغاز، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على مشاريع ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر في الدولة. كما ركز المنتدى على المشهد السياحي المميز في البلاد، وقطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض الناشئ، كما تم استعراض الفرص المتاحة في القطاع الزراعي.
وكان من أبرز المتحدثين نانجولا نيلو اواندجا، الرئيس التنفيذي لمجلس ترويج الاستثمار والتنمية في ناميبيا، وفرانسوا فان شالكويك، المدير التنفيذي للاستثمار والمشاريع الجديدة، حيث استعرضا العوامل التي تجعل من نامبيا وجهة جاذبة للاستثمار. إلى جانب قطاع الطاقة والمشهد السياحي في ناميبيا، الذي يتميز بمناظر طبيعية خلابة وثقافات متنوعة وحياة برية غنية. وتعد الزراعة قطاعاً حيوياً آخر في ناميبيا، حيث يعتمد حوالي 70% من السكان بشكل مباشر أو غير مباشر على الزراعة لكسب عيشهم مع تصدير الدولة للفواكه عالية القيمة إلى الأسواق الرئيسية مثل سوق الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويمكن للمستثمرين استكشاف فرص استثمارية عبر سلسلة القيمة الكاملة في قطاعات مثل الثروة الحيوانية والبستنة. وقدمت هذه الجلسة المميزة فرصة للمستثمرين لاستكشاف المشهد الاستثماري في البلاد، والتعرف أكثر على مناخ الأعمال، والتواصل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين.
أضف إلى ذلك، عرض منتدى وجهة موسكو للاستثمار إمكانات مدينة موسكو كواحدة من أكبر الاقتصادات الحضرية في العالم والأكبر في روسيا، مع توفر بيئة عمل مريحة ومبادرات داعمة للأعمال. كما توفر موسكو فرصة الوصول إلى قوة عاملة تتمتع بكفاءة عالية وإمكانات علمية وتعليمية، حيث انها من الرواد في العالم من حيث الجاذبية المبتكرة. كما سلّط المنتدى الضوء على تركيز موسكو على التنمية المستدامة والجهود المبذولة لتطبيق مبادئ الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وضمّت هذه الجلسة متحدثين بارزين مثل سعادة سيرجي شيريمين، وزير حكومة مدينة موسكو، رئيس دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية والدولية في موسكو، وألكسندر بينسكي، مدير الأنشطة الدولية لمجموعة سيتيرونيكس، وأرتيم سيدوف، الرئيس التنفيذي في بيغ3 ذ.م.م بالإضافة إلى ماريا بوجومولوفا، الرئيس التنفيذي لوكالة موسكو للابتكارات وديمتري ماركوف، الرئيس التنفيذي لشركة فيجون لابس ذ.م.م.
وقدّم المنتدى منصة للمستثمرين للتفاعل مع الشركات المحلية والمسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة الآخرين، مما ممكنهم من اكتساب فهم أعمق لمناخ الاستثمار في موسكو. وشارك المشاركون في مناقشات حول مواضيع مثل السياسات التنظيمية وتطوير البنية التحتية، وحوافز الاستثمار. ومثل منتدى وجهة الاستثمار في موسكو حدثا مهماً للعاصمة الروسية، حيث أنه يهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى اقتصاد المدينة. كما إن موقع المدينة الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا بالإضافة إلى تراثها الثقافي والتاريخي الغني، يجعل منها وجهة استثمارية جاذبة في مجموعة واسعة من الصناعات.
وتمكنت موسكو من خلال المنتدى من عرض مزاياها التنافسية وفرصها الاستثمارية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية للنقل وقطاع التكنولوجيا والمجمعات الصناعية. وتعد المدينة من رواد العالم من حيث الجاذبية المبتكرة، كما أنها تتصدر مؤشر البنية التحتية للابتكار. وحالياً توجد 3 مجموعات ابتكار و51 مجمع تقني وأكثر من 100 مجموعة عمل مشتركة في موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، أتاح المنتدى فرصة التواصل للمشاركين مع شركات أخرى وتزويدهم بمعلومات قيمة عن المشهد الاستثماري في المدينة. وبشكل عام قدم منتدى وجهة الاستثمار في موسكو منصة رئيسية لموسكو للترويج لها كوجهة استثمارية رائدة، كما أتاح للمستثمرين فرصة استكشاف الفرص الاستثمارية الهائلة للمدينة.
وفي منتدى وجهة الاستثمار لجمهورية أرمينيا التي تتمتع بموقع استراتيجي كطريق تجاري حيوي يربط بين آسيا وأوروبا، مما يساعد على الوصول بسهولة إلى أجزاء مختلفة من العالم تم استعراض الخطوات التي تتخذها حكومة أرمينيا في سبيل تحسين مناخ الاستثمار وخلق بيئة مواتية للاستثمار في قطاعات مختلفة مثل الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا والزراعة وتجهيز الأغذية والسياحة والمنسوجات. كما تم تسليط الضوء على الوصول إلى أسواق التصدير الكبيرة من أرمينيا بشروط تفضيلية.
وترأس المنتدى مجموعة من الخبراء ومسؤولين كبار في أرمينيا مثل سعادة فاهان كيروبيان، وزير الاقتصاد بجمهورية أرمينيا، وليفون أوهانسيان، المدير العام بمؤسسة انتربرايز ارمينيا وإيديك هاروتيونيان، مدير أول ترويج الاستثمار والعلاقات الخارجية بمؤسسة انتربرايز ارمينيا. وقدّم المنتدى فرصة ثمينة للمستثمرين المحليين والدوليين لاكتساب رؤى ثاقبة حول مناخ الاستثمار في أرمينيا، بالإضافة إلى امكانية التواصل مع أصحاب المصلحة الرئيسين.
وتعتبر جمهورية أرمينيا دولة صغيرة المساحة تقع في منطقة القوقاز في أوراسيا، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص. وعلى الرغم من صغر حجمها، تتمتع أرمينيا بتاريخ وثقافة ثرية، وهي موطن لقوى عاملة تتمتع بمهارة وتعليم متميز. وإلى جانب موقعها الاستراتيجي على مفترق طريق بين أوروبا وآسيا، مما يتيح فرصة الوصول الى أسواق متعددة بكل سهولة، قامت الحكومة الأرمينية بوضع مجموعة من السياسات والإصلاحات بهدف تحسين بيئة الأعمال، بما في ذلك الحوافز الضريبية وضمانات الاستثمار والاجراءات المبسطة لتسجيل الشركات.
وأجمع الخبراء في هذه الجلسة على أن أبرز الجوانب التي يجب مراعاتها عند الاستثمار في أرمينيا هو موقعها المميز بين أسواق التصدير الكبرى بفضل العلاقات الاقتصادية المتنوعة لأرمينيا، ويمكن تصدير منتجاتها إلى سوق استهلاكي يضم مليار شخص بضرائب بنسبة 0% أو ضرائب مخفضة.
ومع توفر القوى العاملة المتعلمة وموقعها الاستراتيجي وبيئتها الداعمة للاستثمار، تمتاز أرمينيا بإمكاناتها الهائلة لتصبح وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية خلال السنوات القادمة.