أصبح الابتكار التكنولوجي من العوامل الهامة والحيوية لمواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط. وتقدر شركة الأبحاث والدراسات العالمية “جارتنر”[1] أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تستثمر ما يصل إلى 175.5 مليار دولار أمريكي في تقنية المعلومات خلال عام 2023[2]، بزيادة قدرها 2% عن عام 2022. وتراهن الشركات المختلفة، بما في ذلك إبسون، على الابتكار كمنطلق أساسي لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المنطقة والعالم. إذن، كيف يمكن للشركات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رعاية الابتكار؟ للإجابة على هذا السؤال، حدد مسؤولو شركة إبسون 5 خطوات رئيسية ستمكن الشركات من تعزيز ثقافة الابتكار والارتقاء بالكفاءة وتقليل التكاليف وتوفير فرص استثمارية أفضل.
وبهذا الصدد، قال نيل كولكوهون نائب الرئيس لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى إبسون: “أصبحت التكنولوجيا من العوامل الأساسية لمواصلة المسار الحيوي للتطور البشري، ومن المرجح أن تبقى كذلك لفترة طويلة. ولا شكّ أن الشركات التي ستتمكن من توظيف الابتكار التكنولوجي لخدمة أهدافها بشكل مستدام ستكون هي الفائزة في المستقبل. سيكون هناك دائما مجال للأفكار والحلول الجديدة المدعومة بالتكنولوجيا الحديثة، وإننا نشهد هذا التحول حالياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
5 خطوات لنشر وتعزيز ثقافة الابتكار لدى الشركات
أعلنت وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام عن إطلاق 6 مبادرات جديدة ومتنوعة بالتزامن مع شهر الإمارات للابتكار “الإمارات تبتكر 2023”. وقد صممت هذه المبادرات بهدف دعم الجهود الوطنية في ترسيخ ثقافة الابتكار لدى كافة فئات المجتمع، وتحفيزهم على إقامة مشروعات ابتكارية جديدة في القطاعات ذات الأولوية للدولة، وبالتناغم مع تحول دولة الإمارات نحو اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة.[3]
وحدد نيل كولكوهون نائب الرئيس لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى إبسون الخطوات الخمسة التي يمكن أن تعتمدها الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز ثقافة الابتكار لديها. تتمثل الخطوة الأولى في التركيز، لا سيما إذا كانت هناك مشكلة أو تحدي هام يجب التعامل معه. تساعد هذه الخطوة في العمل نحو هدف محدد، وتساهم في معرفة النتيجة المطلوب تحقيقها مسبقًا. وكلما ركزت الشركات جهودها على الابتكار، ارتفعت فرصتها لتطوير حل مبتكر.
ثانياً، إن وجود منافسة صحية يعتبر عامل تمكين رئيسي يُجبر الشركات على تحقيق الابتكار من خلال إبراز المزايا التنافسية لمنتجاتها ونماذج أعمالها. تتميز شركة إبسون من خلال تركيزها على فئة الطابعات النافثة الحبر عوضاً عن التركيز على طابعات الليزر، إذ تتطلع الشركة للاستغناء عن طابعات الليزر تماماً، بعد أن أعلنت مؤخرًا عزمها وقف بيع وتوزيع طابعات الليزر بحلول عام 2026 بسبب الآثار البيئية الضارة لهذه الفئة من الطابعات.
تتمثل الخطوة الثالثة في الاستثمار بالمعرفة والتدريب والتطوير، إذ يساهم الاستثمار في البحث العلمي والتطوير في تطوير التكنولوجيا الهامة التي تمكن الشركات من تطوير منتجات وخدمات ونماذج أعمال جديدة. ومن أجل تحقيق القيمة المرجوة من جهود البحث العلمي والتطوير، يجب أن ينسجم دور هذه الجهود بشكل مركزي مع الأهداف والمهام الرئيسية للشركة. كذلك، يحتاج موظفو البحث والتطوير إلى مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الآن وفي المستقبل. ومن أجل تحفيز ثقافة الابتكار، يتعين على الشركات السماح لموظفيها باستكشاف مهارات جديدة وتعلمها وفهم التطورات التي تشهدها مجالات العلوم والهندسة.[4]
الخطوة الرابعة تتمثل في أهمية وجود مصدر رئيسي لتحفيز وإلهام الآخرين لإطلاق الأفكار الجديدة، وتحقيق الطاقة الإبداعية. قد يكون هذا المصدر أمراً ملموسًا أو غير ملموس كهيكلية العمل أو كوجود قائد عمل متميز أو خطة تدفع الناس وتحثهم على العمل، يحتاج شخص ما أو شيء ما لبدء سلسلة الإلهام هذه.
أخيراً، تعتبر مسالة التنفيذ من أهم الخطوات لظهور الأفكار الجديدة والمبتكرة. ومن الضروري التأكد من جودة العمليات والتصنيع والهياكل التنظيمية في مكانها الصحيح. يشمل ذلك جمع الفرق والأدوات المناسبة وتعزيز الجهود التعاونية واتخاذ القرارات المستنيرة والفعالة بالتزامن مع تقدم الأفكار من المفهوم إلى الاختيار وصولاً إلى التنفيذ.
واختتم نيل كولكوهون قائلاً: “”إن الابتكار الحقيقي هو عملية مدروسة لا يمكن تركها للصدفة. وإن طريق النجاح معقد، ولا توجد طرق مختصرة أو بدائل للوصول إليه. وإذا ما أرادت الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضي قدماً في هذا المسار المعقد، فإنه يتعين عليها اتباع الوصفة الدقيقة، وبناء منظومة صحيحة تستند إلى نهج استراتيجي لتحديد ابتكارات المستقبل ودعمها. ولا شك أن من يقوم بذلك بشكل صحيح، سيحصد ثمار هذا العمل الجاد”.