هل تريد أخذ ثواب عمرة تامة بصلاة واحدة فقط؟، عليك بزيارة مسجد قباء بالمدينة المنورة، فمسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام، وأول مسجد بني في المدينة المنورة، وإذا كان الحرم المكي هو أول مسجد وضع للناس، فإن قباء هو أول مسجد بناه المسلمون.
ويتسابق الحجاج على زيارة مسجد قباء خلال فترة وجودهم في المدينة المنورة لأداء الصلاة فيه للحصول على ثوابها الكبير، ففي الحديث الصحيح عن الرسول الكريم قال “من تطهّر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة” (رواه بن ماجه بسند صحيح).
ويعد مسجد قباء أكبر مساجد المدينة بعد المسجد النبوي، ويقع إلى الجنوب من المدينة المنورة، ويربطه بالمسجد النبوي ممشى بطول ستة كيلومترات يقطعها بعض الحجاج أحيانا سيرا على الأقدام.
وبُني المسجد من قبل الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) يعد هجرته من مكة، وأهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد، فجدده عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك.
وقام الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد في عام 1405 هـ، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407 هـ، وبلغت مساحة المصلى وحده 5000 متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، وأصبح يستوعب 20 ألف مصلي.
وأصبح مسجد قباء بعد التوسعة مستطيل الشكل بعد أن كان مربع الشكل، وقد روعي في تصميم المسجد أن يكون به فناء داخلي يتوسط المسجد تفتح عليه جميع المداخل، وخصص الجزء الشمالي منه ليكون مصلىً للنساء بمداخل منفصلة عن مداخل الرجال، وهو من دورين حتى يتسع لأكبر عدد من مرتادات المسجد للصلاة فيه، وأصبح يتسع لحوالي 7000 مصلية من النساء.
وللمسجد أربع مآذن، كما يحتوي على 56 قبة، وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة، وتبلغ مساحة أرض المسجد 13500 متر مربع، ومساحة مباني المسجد 5860 م2، ويوجد به أربع منارات.
وفي شهر رمضان 1443هـ، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المُحيطة به، كما وجّه بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويهدف المشروع إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف م2، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍ.
وفي مارس 2023، تم نقل مهمة الإشراف على مسجد قباء وتشغيله إلى هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بدلاً من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وأصبحت أبواب مسجد قباء تفتح طوال اليوم بدءاً من ليلة 14 ربيع الآخر 1440هـ، وذلك تنفيذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويعود أصل تسمية قباء إلى بئر عرفت المنطقة بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف، وسمى المسجد بمسجد قباء لأن النبي محمد في طريقه إلى المدينة مر على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً، فسمي مسجد قباء.
وسقف المسجد على شكل سلسلة من القباب عددها 62 قبة، القبة الرئيسية يبلغ ارتفاعها 25 مترا، ويحيط بها خمس قباب ارتفاع كل واحدة منها 20 مترا، وباقي القباب يبلغ ارتفاعها 12 مترا، فيما يبلغ عدد أبواب المسجد سبعة رئيسية، بالإضافة إلى 12 مدخلاً فرعياً.. ويتم تبريد المسجد عن طريق ثلاث وحدات مركزية قدرة كل وحدة مليون و80 ألف وحدة حرارية.