إن تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على البشرية جعلت منهما من المجالات البحثية الأساسية في العالم التي تخللت شتى المجالات – من الصحة والتصنيع إلى الإنتاج الزراعي والنقل. وقد جعل الدكتور محمد جرادات، أستاذ الهندسة الميكانيكية وعضو الهيئة التدريسية في برنامج ماجستير الميكاترونكس في الجامعة الأمريكية في الشارقة، من تقنية الروبوتات إحدى مجالاته البحثية الرئيسية في سعي لوضع حلول تتبنى الذكاء الاصطناعي وتعالج مشاكل حقيقية في العالم في مجالات الذكاء الحسابي والنقل والطاقة المتجددة.
قال الدكتور جرادات: “إن الروبوت عبارة عن آلة أو نظام ذكي يتكون من جسم ودماغ. الجسم مسؤول عن تنفيذ المهام التي يمليها عليه دماغه (مقر التحكم ومركز الذكاء). وقد ركزت إنجازاتي البحثية بشكل أساسي على تطوير أنظمة ذكية متنوعة من خلال العمل على الروبوتات المبتكرة والمستقلة وحلول الذكاء الاصطناعي ومنصاته، وتخطيط مسارات حركة الروبوتات الذكية، والتحكم في حركتها ووضع أنظمة لتجنب العقبات، والمستشعرات الذكية، والملاحة الروبوتية، والذكاء الحسابي والتحكم الذكي. تعزز أبحاثي وتنشر تطبيقات الروبوتات والذكاء الاصطناعي من أجل خدمة الانسان عبر تطوير آلات ذكية مثل الروبوتات المستقلة والطائرات بدون طيار والمركبات ذاتية القيادة”.
يقيس الدكتور جرادات أهمية أبحاثه بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه على الصناعات وعلى حياة الأشخاص العاديين. قال: “تستخدم الروبوتات على نطاق واسع في العديد من المجالات. فنحن نراها في صناعات مختلفة (الروبوتات الصناعية)، والمركبات ذاتية القيادة، والمركبات الأرضية غير المأهولة والروبوتات الطبية الحيوية، والتي يمكنها أداء المهام التي تستغرق الكثير من الوقت أو التي تحدث في بيئات خطرة، فضلاً عن مساعدتها في إنقاذ الأرواح البشرية وجعل بيئات العمل أكثر أمانًا وإنتاجية”.
وقد شملت الأعمال البحثية للدكتور جرادات روبوتات تنظف ألواح الطاقة الشمسية، وروبوتات فحص خطوط الأنابيب، والطائرات بدون طيار الهجينة التي تستطيع الطيران والدوران للكشف عن تسريبات في مجاري التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وأنظمة روبوت التسليم المستقلة بالكامل، وتخطيط المسار ثلاثي الأبعاد للبيئات الثابتة والديناميكية وغيرها.
وقد جاز الدكتور جرادات على العديد من الجوائز لأعماله البحثية تضمنت جائزة الباحثين العرب من مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن عن فئة الروبوتات والأنظمة الذكية في المجال الهندسي، وجائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الانسان عن مشروع فحص الأنابيب والمجاري باستخدام الروبوتات (ضمن فريق)، وجاء في المركز الثاني ضمن فئة الروبوتات في تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة (ضمن فريق). كما نشرت أعماله البحثية في دوريات ومجلات مرموقة مثل الروبوتات المتقدمة، ومجلة الميكاترونكس، والروبوتات والتصنيع المتكامل بالحاسوب، والأنظمة الميكانيكية ومعالجة الإشارات وغيرها.
وقد عمل الدكتور جرادات على مشاريعه البحثية بالتعاون مع مجموعة أبحاث الروبوتات والأنظمة الذاتية في كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، والتي تضم فريقًا من الخبراء متعددي التخصصات من برامج الهندسة الميكانيكية والكهربائية والميكاترونكس منهم الدكتور مأمون عبد الحافظ، أستاذ ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية ومنسق برنامج الدراسات العليا في الميكاترونكس، والدكتور شايوك موخوبادهياي، أستاذ مساعد في الهندسة الكهربائية، والدكتور لطفي رمضان، أستاذ الهندسة الميكانيكية، والمهندسان علي وادي ووسيم المصري، أستاذي مختبرات في الهندسة الميكانيكية، وطلبة من برنامج ماجستير الميكاترونكس في الكلية. وكانت مجموعة أبحاث الروبوتات والأنظمة الذاتية قد حصلت هذا العام على “جائزة فريق البحث متعدد التخصصات المتميز – 2023” من كلية الهندسة في الجامعة.
يخرج قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة مهندسين خبراء يلعبون دورًا أساسيًا في إيجاد حلول تسهم في تقدم التكنولوجيا وتوسيع آفاق البشرية، من تصميم المركبات المأهولة والمركبات ذاتية القيادة والمركبات الفضائية إلى إيجاد طرق خضراء لتوليد الطاقة. وقد تم تصنيف الجامعة الأمريكية في الشارقة من بين أفضل جامعتين (تعادل) في دولة الإمارات العربية المتحدة وأفضل 300 جامعة على مستوى العالم في فئة الهندسة الميكانيكية والطيران والتصنيع بناءً على تصنيفات “كيو إس” العالمية للتخصصات الجامعية (2023).