تعد مرحلة التعليم الثانوي هامة بالنسبة للطلاب الراغبين بإكمال مسيرتهم الأكاديمية في دراسة الطب، ولكن الأمر لا يقتصر فقط على تحصيلهم نتائج قوية خلال دراستهم الثانوية فحسب، وإنما تلعب الخبرات التي يكتسبونها على مدار سنوات دراستهم وتكوينهم سمات ومهارات معينة دوراً كبيراً في جعلهم أطباء متميزين في المستقبل.
وفي هذا الصدد، تشارك كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا بعض النصائح لمساعدة الطلاب على تطوير مسيرتهم التعليمية خلال المرحلة الثانوية، وإعداد أنفسهم للنجاح والتألق في دراستهم للطب وامتنهانه بعد التخرج.
- إرساء أسس النجاح الأكاديمي.
من المهم للطلاب الحفاظ على نتائج قوية خلال دراستهم المرحلة الثانوية في حال كانوا يرغبون في تحصيل القبول الجامعي في أحد كليات الطب، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا هو تركيزهم الوحيد. إذ يمكن للمواد التي يختارها الطلاب خلال دراستهم المرحلة الثانوية أن يكون لها تأثير كبير على مستقبلهم خلال رحلتهم في دراسة الطب. لذلك، من الضروري جداً أن يكون لدى هؤلاء الطلاب أساس قوي في العديد من المواد الرئيسية، كعلم الأحياء والفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية.
وإن معرفة أهمية هذه المواد التي يمكن التركيز عليها في المرحلة الثانوية، يمكن أن يمنح الطلاب الفرصة لاتخاذ قرارات صائبة عند اختيارهم المجالات التعليمية أو المواد التي يجب أن يتعمقوا فيها في هذه المرحلة.
- التطوع في مستشفى أو مرفق للرعاية الصحية.
إن جمع ساعات العمل التطوعي في بيئة الرعاية الصحية جيد بالنسبة لطلبات القبول في كليات الطب، ويمكن أن يمنح المتقدمين فرصة لمعرفة ما هو المطلوب لرعاية الآخرين، بغض النظر عن مدى بساطة الواجبات. ويمكن أن يكون هذا النوع من الأنشطة مهماً بالنسبة للطلاب لمساعدتهم على ترسيخ اختيارهم لممارسة مهنة الطب، إذ غالباً ما يتحدث الأطباء عن مدى الإرهاق الجسدي والذهني والنفسي الذي يعانونه خلال عملهم، ولكن يرى الكثير منهم أن فرصة إحداث تغيير في حياة الآخرين هي دافع كافي للتغلب على التحديات التي يواجهونها في العمل.
- التواصل مع الأطباء الممارسين.
يمكن للطلاب التعرف على ظروف العمل في بيئة الرعاية الصحية من خلال الاحتكاك مع أحد الأطباء، كما يمكنهم أيضاً اكتساب معلومات قيّمة حول الرعاية السريرية من خلال مراقبة العلاقة بين الطبيب والمريض بشكل مباشر.
وعندما تكون الفرصة متاحة أمام الطالب للتواصل مع الأطباء، يجب على الطالب مراقبة الطبيب الممارس أثناء قيامه بواجباته السريرية، الأمر الذي يعطيه صورة واضحة عن ماهية الممارسة اليومية لمهنة الطب.
يتطوع العديد من خريجي كلية الطب بجامعة سانت جورج، والبالغ عددهم 20,000 خريج*، في برنامج يسمى “التحدث إلى أحد الخريجين”، الذي يتيح الفرصة للطلاب الراغبين بدراسة الطب التواصل مع خريجي جامعة سانت جورج عبر الهاتف، أو عبر مكالمة الفيديو، أو بالبريد الإلكتروني، ويوفر لهم فرصة كبيرة للتواصل مباشرة مع المتخصصين في الرعاية الصحية.
- المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
يكرّس الأطباء حياتهم المهنية للحفاظ على صحة وعافية مجتمعاتهم، ومن خلال القيام بذلك، فإنهم يتفاعلون بانتظام مع المرضى في جميع مناحي حياتهم. لذلك، دائماً ما تكون الأنشطة المجتمعية المحلية مثل حملات التبرع بالدم أو المعارض الصحية فكرة جيدة. ولا شك أن هذا النوع من المشاركة الاستباقية هو شيء ترغب لجان القبول في كليات الطب برؤيته ضمن طلب الالتحاق المُقدم من قبل الطالب. لذا يعد هذا الأمر فرصة جيدة للطلاب لاكتساب بعض الخبرة والمعرفة حول كيفية التعامل مع المرضى وامتلاك الكفاءة في مجال الرعاية الصحية وغير ذلك.
- التحضير لاختبار اللغة الإنجليزية.
إن القدرة على استخدام اللغة الإنجليزية بكفاءة أمر حاسم لدراسة وممارسة الطب في بيئة دولية. ووفقاً للمقال الذي نشره معهد اتصالات الرعاية الصحية، “أظهر بحث مكثف أنه بغض النظر عن مدى توسُّع معارف الطبيب، إذا لم يكن قادراً على تكوين تواصل جيد مع المرضى، فقد لا تكون خبرته ومعرفته مفيدةً في هذه الحالة”.
عندما يتقدم الطالب للدراسة في كلية طب دولية بهدف ممارسة الطب في بلد يتحدث الإنجليزية، يجب أن يكون قادراً على إثبات كفاءته في اللغة الإنجليزية. ويتم ذلك عادةً عن طريق اجتياز اختبار اللغة، مثل نظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي آيلتس (IELTS).
لا يوجه كل الأطباء أنظارهم على ممارسة مهنة الطب في وقت مبكر من الحياة، ولكن يجب على المهتمين بامتهان الطب أن يستفيدوا منذ بدايات دراستهم الثانوية في التحضير المبكر لهذا المسار. فكلما كان طلاب الطب الطموحين أكثر استباقية، كلما كانت بدايتهم أفضل في رحلتهم ليصبحوا أطباء.